لابد من التعرف على هذين المفهومين ليتسنى لنا معرفة العلاقة بينهما فالذكاء يقصد بقدرة الفرد على القيام بنشاطات
تتصف بخصائص مثل الصعوبة والتعقيد والتجريد والتكيف مع الهدف والقيمة الاجتماعية وظهور السلوك الأفضل والمحافظة على هذه النشاطات تحت ظروف تتطلب تركيز الجهود ومقاومة القوى الانفعالية وكذلك يعني القدرة على حل المشكلات والتصرف الهادف والتفكير المتزن والتعامل الناجح مع البيئة.

ويقصد بالإبداع قدرة الفرد على إنتاج الجديد من الأفكار والحلول غير الروتينية وذات معنى وتباينت آراء العلماء والمتخصصين والباحثين حول العلاقة بينهما فمنهم من يؤمن بها وآخرون يرون إنها تنعدم بشكل نسبي بينهما والفريق الثالث يرى أن الإبداع عملية عقلية مرتبطة بالذكاء ويذكر آخرون أن الإبداع يقيس ما يسمى بالتفكير المنتج حيث يوجد حل صحيح واحد لكل سؤال.

ويؤكد بدري الأنصاري أن الأبحاث لم تشر إلى وجود علاقات ارتباطية ايجابية بين مستويات الذكاء والإبداع بل العلاقة بينهما تنحصر في المستويات المرتفعة من الذكاء ولكن ليس بالضرورة أن يكون كل ذكي مبدع وان المبدع يتميز بالحد المناسب من القدرات العقلية المرتفعة وهذا يؤكد اختبارات الذكاء لا تكشف إلا عن 70% من المبدعين.
فالذكاء المقاس بالاختبارات للكتاب والفنانين وعلماء الرياضيات وعلماء العلوم المختلفة يكون فوق المتوسط تقريبا ومع ذلك لا يمكن أن تتنبأ الذكاء بالإبداعية... فقد يكون عالم بيولوجي الذي تبلغ نسبة ذكاؤه 130 درجة أكثر إنتاجية إبداعية إلى حد بعيد بالمقارنة بالفرد نسبة ذكائه تبلغ 180 درجة.

فالذكاء والإبداع ليسا مصطلحين مترادفين فالأصالة والمرونة والطلاقة الفكرية من سمات المبدع ولكنها ليست من سمات الذكي وللتمييز بينهما نجد أن الفرد الذكي يدرك المعاني ويفهم الأمور ويؤدي المهارات بشكل ينسجم مع المعايير التقليدية المألوفة أو المتوقعة منه بينما المبدع يكون عكس ذلك تماما.