بسم الله الرحمن الرحيم

{علاقة الأمراض العضويه بالأمراض النفسية}


يلاحظ كثير ممن يعانون من أمراض عضويه مزمنه مثل السكروالربو الشعبي والضغط المرتفع وقرحة المعده والأثنى عشر والصدفيه وروماتزم المفاصل وغيرهم أن حالتهم النفسيه تؤثر تأثيرا مباشرا على المرض الذي يعانون منه. فتسوء أعراضها بسوء الحاله النفسيه التي يعانون منها و تتحسن بتحسنها. أذن بالحاله النفسيه لها تأثير مباشر على الحاله العضويه.
قد يلاحظ بعضنا هذه العلاقه ولكن القليل منا يعلم أن الأمراض النفسيه قد تؤدي الى أمراض عضويه قد تكون خطيره. ومن الشائع أن الصدمات أو الزعل الشديد يؤدي الى الشلل (النقطه) أو أزمه قلبيه أو موت مفاجىء. وقد لعبت السينما والتليفزيون دورا في نشر هذه الثقافه وأن كانت لا تخلوا من بعض الحقيقه.
أن الأمراض النفسيه تزيد من أحتمال الأصابه بكثير من المشاكل الصحيه التي تزيد نسبة حدوثها في المرضي النفسيين عن غيرهم. وسوف أسرد بعض الأمثله على سبيل المثال وليس الحصر.
القولون العصبي من الأمراض ذات العلاقه الوثيقه بالحاله بالحاله النفسيه. وهو يسبب آلاما متكرره قد تكون شديده أحيانا حتى أنها قد تشبه التهاب الزائده الدوديه. وتزيد آلام القولون العصبي مع التوتر العصبي أوالأكتئاب النفسي.
الأكتئاب النفسي والتوتر العصبي يزيدان من أحتمالات الأصابه بأرتفاع ضغط الدم وأرتفاع ضغط الدم يؤدي الى العديد من المشاكل في القلب مثل تضخم القلب وال*#**#*حه الصدريه نتيجة ضيق الشرايين التاجيه وتصلب شرايين المخ وجلطات ونزيف المخ الذي يؤديان الي الشلل أو الوفاه. بل أن مريض الأكتئاب الذي يعاني من جلطه في الشرايين التاجيه يكون أكثر عرضه لمضاعفات هذه الجلطه من المريض الذي لا يعاني من الأكتئاب.
وقرحه المعده والأثنى عشر من الأمراض التي تتأثر تأثرا كبيرا باحاله النفسيه فتسوء مع تدهور الحاله النفسيه خاصه مع التوتر النفسي والأكتئاب كا أنها تتحسن مع تحسنها. والقرحه من الأمراض التي تسبب متاعب وآلام متكرره وتحيل حياة من يعاني منها جحيما. وليست هذه هي مشاكل القرحه فقط بل أن القرحه تكون خطرا على حياة المريض عندما تنزف أو تنفجر.
والربو الشعبي تشتد متاعبه وحدته مع زياده التوتر العصبي. وأمراض الحساسيه الأخرى مثل الأكزيما والأرتيكاريا تزيد شدتها مع التوتر النفسي بغض النظر عن سببه. وهذا ينطبق أيضا على مرض الصدفيه وهو من الأمراض الجلديه المزمنه التي تتأثر بالحاله النفسيه.
روماتزم المفاصل وخاصة مرض الروماتويد تسوء مع سوء الحاله النفسيه. فتزيد التهابات المفاصل وتورمها وأحمرارها بتدهور الحاله النفسيه للمريض.
يتأثر الجهاز المناعي للأنسان بحالته النفسيه فيضعف ويصبح أقل قدره على مقاومة الأمراض الميكروبيه والفيروسيه. فتكثر أصابه الأنسان بالأمراض المعديه والألتهابات في كل أجزاء الجسم فيصبح سريع العدوى. بل أن ضعف الجهاز المناعى للجسم خاصه مع الأكتئاب النفسي يجعل الجسم أقل قدره على مقاومه الخلايا السرطانيه التي تتكون في الجسم لكن يقوم الجهاز المناعي للجسم بمقاومتها والتخلص منها. ونتيجة لهذا تزيد نسبه أصابة مرضى الأكتئاب الذي لا يعالج بالأورام السرطانيه عن من لا يعانون من الأكتئاب.
والأمراض السابق ذكرها تتأثر بالأمراض النفسيه في حالة عدم علاج المرض النفسي. أما في حالة السيطره على المرض النفسي وعلاجه فأن تأثير هذه الأمراض على المرض العضوى يزول.
كانت هذه نبذه مختصره توضح كيف أن الأمراض النفسيه لا تؤتر على صحه المريض النفسيه فقط في حالة عدم علاجها ولكن على صحته العضويه كذلك تأثيرا شديدا
ومن ناحية أخرى فأن الأمراض العضويه تؤتر سلبيا على الحاله النفسيه وخاصة الأمراض المزمنه. وقد ثبت أن من يعانون من أمراض عضويه مزمنه تسبب لهم متاعب على مر السنين تزيد فيهم نسبه الأصابه بالأمراض النفسيه لتصبح 30 %. وهكذا نرى أن الصحه النفسيه تؤثر على الصحه العضويه وتتأثر بها.