الحاجة إلى حكم الذات


الاستقلالية، الحرية، عدم الرضوخ، كفاية الذات، حق تقرير المصير، الانفصال، عدم التقيد. إذا كانت لديك حاجة إلى أن تكون حراً مستقلاً أو غير مقيد، فأنت شخص لديه اكتفاء ذاتي وذكاء ودافعية ذاتية وبطبيعتك تقاوم أي شكل من أشكال السيطرة ولا تحب أن يأمرك أحد بفعل شيء أو يتدخل في طريقة إنجاز المهمات الخاصة بك. وأحياناً تفعل عكس ما تؤمر به كي تثبت أنك لن تخضع لتحكم الآخرين. فأنت تصادق أشخاصاً لا يخلصون لك أو لا يمكنهم إقامة علاقة معك من الأساس (رجالاً أو نساءً متزوجين أو أفراداً بينك وبينهم اختلافات ثقافية أو دينية واسعة إلى غير ذلك). وإذا كانت لديك الحاجة إلى الحرية فأنت شخص تمتنع عن إعطاء وعود بالزواج أو الإخلاص في علاقاتك العاطفية حيث تشعر أن ذلك من شأنه أن يحرمك من حريتك وأن يقيد استقلاليتك. إن هذا لا يعني أن العزوبية قدرك الذي لا تستطيع الفكاك منه.

فإذا ما تم إشباع حاجتك إلى الحرية والاستقلالية في أشكالها المختلفة وفيما يتعلق أو لا يتعلق بعلاقتك العاطفية فإنك تصبح شريكاً أو زوجاً مخلصاً. وإن الحل لما تمر به هو أن تجد طرقاً تشبع من خلالها حاجتك حتى لا تحس أن علاقاتك تقيدك أو تحد من حريتك. ربما تشعر بالضيق في العمل إذا ما كان الإشراف عليك عن كثب أو إذا ما كان مديرك في العمل متسلطاً أو مدققاً في كل كبيرة وصغيرة. أنت تقدم أفضل ما لديك إذا كان الإشراف عليك خفيفا أو تم إلغاؤه نهائياً. إذا ما أطلق لك العنان، فإنك قد تنجح في الوصول إلى نتائج أفضل في عملك بفضل ما تمتلكه من مهارة وذكاء. قد تتحول إلى العمل الخاص وقد تصبح رجل أعمال كي تشبع لديك الحاجة إلى الاستقلال.
والسبب في أنك تود دائماً العمل لحساب نفسك، هو أنك لا تطيق تلقي الأوامر من أحد كما تكره رفع التقارير التي تتناول ما قمت به من مهام وأنشطة إلى رؤسائك وتكره أن تكون مرءوساً من الأساس. من المهم جداً إشباع هذه الحاجة حتى تستطيع النجاح في العمل وأيضاً من المهم إشباع حاجات شريكتك حتى لا تحس أنها عبء يقيد حريتك. قد تفكر في إدارة أموالك بنفسك وفتح حساب مالي مستقل في أحد البنوك وأن تكون لك سيارة خاصة بك وحدك أو أي شيء يشعرك بالحرية والاستقلالية حتى تستطيع الاستمرار في علاقتك العاطفية. إشباع حاجتك من خلال الآخرين:



 أبلغ رئيسك أنك تصل لنتائج أفضل كلما كانت لديك حرية أكبر. واسأله إن كان من الممكن أن تكتب له تقريراً كل أسبوع عن تقدم العمل. فعلى سبيل المثال يمكن أن تقول " أنا أقدم أفضل ما لدي حينما لا يكون الإشراف عليّ دقيقاً ومباشراً.. وأعتقد أن تقريراً أسبوعياً عن تقدم العمل سوف يبقيك على علم بما يحدث. هل تمانع في ذلك؟" إذا ما تحملت مسئولية إبلاغ رئيسك في العمل بما يود أن يعرفه عن تقدم سير العمل فسوف تشعر باستقلالية أكبر في علاقتك به.
 ابحث عن وظيفة في الشركة التي تعمل بها تحتاج إلى شخص بروح رجال الأعمال. شخص يمكنه تولي مسئولية مشروع ما وإدارته دون إشراف مباشر عليه.
 اترك ليلة كل أسبوع أو أحد الأيام وليكن السبت أو الأحد دون أن تخطط ما الذي سوف تفعله فيه. وهذا يعطيك الفرصة لكي تتصرف ولو لفترة صغيرة على فطرتك وبشكل تلقائي. وإذا لم تفعل هذا وكان كل أسبوعك مشغولاً حتى ولو كان ما يشغلك أموراً ترفيهية فإنك سوف تحس بأنك محاصر بالأعمال فعلى سبيل المثال، إن مصففة الشعر الخاصة بي لديها حاجة إلى عدم التقيد وبالرغم من أن عملها يعتمد على حجز مواعيد للزبائن فهي ترفض أن تلتزم بمواعيد في تعاملاتها الاجتماعية. وقد ذكرت أنها تريد أن تكون لها حرية الاختيار بين الانضمام إلى أصدقائها في تجمع لتناول العشاء أو الذهاب إلى المنزل وقراءة كتاب جيد. تفهم أصدقاؤها المقربون ذلك وقدموا لها المساعدة بناء على طلبها وبكل سرور. فببساطة أصبحوا يتصلون بها في الدقيقة الأخيرة كي يسألوها هل تنضم إليهم أو لا.
 اطلب من أصدقائك وأفراد أسرتك ألا يتصلوا بك بعد التاسعة مساء إلا في حالات الطوارئ.
أبلغ صديقتك أنك تحتاج إلى وقت تخلو فيه بنفسك ولا تخطط فيه ما تفعل. قل لو مثلاً " أحتاج لتخصيص وقت كل أسبوع أخلو فيه بنفسي، وأفضل أن يكون ذلك ليلة الأربعاء من كل أسبوع. هل تحبين أن تخصصي لنفسك مثل هذا الوقت؟ متى إذن؟" .
 وفر قدراً من المال أو ضع خطة للكيفية التي تنفقان بها ميزانية المنزل بحيث يكون لكما جانب من المال تنفقانه كما تريدان ودون ضابط.
 اطلب من الآخرين أن يوفروا لك الوقت اللازم للتفكير بصفاء كي تستطيع اتخاذ القرارات الصائبة.

أشبع حاجتك بنفسك:



 خصص وقتاً كل يوم للقيام بما تحب. استيقظ من النوم مبكراً بشكل كاف خاصة إذا كان عليك القيام ببعض المهام الأسرية في الصباح, ونم مبكراً كي تعوض ساعات النوم. فإحدى صديقاتي تستيقظ في السادسة صباحاً كي تكتب رواية قبل أن يستيقظ طفلها في السابعة وقبل أن تذهب إلى عملها في الثامنة والنصف. لقد خصصت لنفسها ساعة من السادسة إلى السابعة وهي تحاول الحفاظ عليها بكل ما تملك.
 تعلم كيف تدبر شئونك المالية ومن ثم تشعر بالتحرر المادي. هذا عادة ما يؤدي إلى فرق كبير للأشخاص الذين لديهم حاجة إلى الحرية. إن ادخار المال الكافي يجعلك تحمى بأنك لا تعمل من أجل الحصول على المال. وسوف تشعر بالتحرر من الضغط المادي إذا ادخرت ما يكفى نفقاتك لمدة عامين.. وهذا سوف يكفيك وستقول فلتذهب الوظيفة.. لا يهمني!" . قد لا تتخلى عن وظيفتك على الإطلاق لكن زيادة قدرتك على التخلي عنها سوف يشعرك بالراحة وعدم التقيد بها.
ادفع كل الديون التي عليك وسدد ما على بطاقتك الائتمانية من رصيد مستحق حتى تشعر بعدم التقيد مادياً.
 ادفع عشرة في المائة من دخلك في أحد أوعية الاستثمارية حتى تستطيع أن تتقاعد من عملك مبكراً.
 ادفع ما تبقى من أقساط كي تتملك سيارتك ومنزلك أو شقتك.
 اختر شريكة لحياتك أو زوجة لها نفس أهدافك الحياتية وبالتالي تتجنب وجود تعارض بينكما أو محاولة أحدكما التحكم في الآخر.
 أخبر شريكتك حين تحتاج إلى وقت تخلو فيه لنفسك أو تفعل فيه شيئاً تحبه.
 تأكد من أنه يوجد لديك حسابك البنكي الخاص وأنك لا تحتاج إلى مراجعة نفقاتك ما دمت لم تتعدَّ قدراً معيناً.
 امتلك شركتك الخاصة أو امتهن العمل الخاص مما يساعدك على التحرر وعدم التقيد. واحذر من الشراكة مع شركاء يراجعونك في الحسابات. فهذا قد يكون له أثر أسوأ من العمل في شركة لا تملكها وأنت مرءوس فيها.