الترابط بين العقل والجسم.

إن النظام الطبي الحديث يعرّف العقل باعتباره أحد عوامل كل الأمراض فيما عدا بعض الأمراض التي تتسبب فيها العوامل الخارجية مثل السموم. ويعتقد دكتور: كينيث بيليتر: مؤلف كتاب: Mind as Header Mind as slayer: في أن جميع الأمراض تبدو نفسجسمية إلى حد ما، ولكن لا يعني بذلك أنها تصورية ولكن بمعنى أنها ترتبط جميعها بعوامل عقلية وفيزيائية.


يؤكد لنا الدكتور: ندرو فيل: مؤلف كتاب: Eight Weeks of Optimal Health ما يلي:: ن عوامل حدوث المرض ليست هي أسباب حدوثه، فالأسباب المحددة للمرض تبدو داخلية.... وكل الأمراض هي أساساً أمراض نفسجسمية فالعقل والجسم يعتمد كل منهما على الآخر وقد يتسببان معاً في حدوث المرض أو في منع حدوثه: . ومن ذلك نجد أن صحتنا محكومة من خلال عقولنا والصلة الوثيقة بين حالة العقل وحالة الجسد قد وجدت أخيراً فرصة لإثبات مصداقيتها وقبولها. وفي الحلقات العلمية يكون للدراسة في هذا المجال اسم غريب وجديد يدعى: مبحث المناعة من العصاب النفسي: وهناك جريدة تحمل هذه الاسم ولكن المعنى يعتمد على فكرة قديمة للغاية. فلقد عرف لقرون عديدة أن الحالة النفسية للشخص تؤثر على حالته الصحية ولكن العلم أثبت كيفية حدوث ذلك أخيراً. ويقودنا ذلك إلى طريقة جديدة للتعامل مع المرض خاصة بالطرق المستخدمة حديثاً والتي يستخدمها المشتغلون في مجال الصحة الروحانية ممن يتعاملون مع الشخص بأكمله وليس مع جسده فقط.


الانفعالات باعتبارها عاملاً من عوامل حدوث المرض
باللجوء إلى الأساليب البيولوجية الكيميائية الحديثة والإدراك العام لكيمياء الأعضاء ومبحث المناعة، تثبت الدراسات الحديثة أن انفعالاتنا تؤثر على النظام العصبي والنظام التناسلي (على مستوى الهرمونات وإنتاج كميات الأدرينالين... الخ) واستجابات الجهاز المناعي لنا وكل منها يؤثر على مدى إمكانية استقبالنا للمرض. وكشفت الدراسات عن أن ردود الأفعال الانفعالية يمكن أن تؤدي إلى استثارة وضع محاربة المرض والذي تقوم به كرات الدم البيضاء وإطلاق كميات من هرمون الغدة الكظرية وكذلك الأندورفين والمورفين باعتبارهما مواد كيماوية تنتجها الخلايا العصبية الإرسالية للمخ والذي يؤثر بالتالي على العديد من العمليات الجسمية.


ولقد أصبح من المتقبل لدينا أن نعتبر الانفعالات كمكونات ضرورية للسبب وكذلك للعلاج المرتبط بمعظم الأمراض. وتوضح الدراسات الحديثة أن كل مشكلة جسدية_ ابتداء من نزلات البرد العادية وحتى السرطان والأمراض التاجية (أمراض القلب)- يمكن أن تتأثر بالسلب أو بالإيجاب بحالة الشخص العقلية. ويؤكد الباحثون أن الانخراط في المشاعر والانفعالات السلبية يؤدي إلى انخفاض درجة مقاومة المرض نتيجة لعدم القدرة على قيام الجهاز المناعي بعمله وردع المرض. والآن، نجد أن هناك المزيد من الآراء حول الترابط بين الضغط والمرض ولكن ما هو الضغط بالضبط؟ أساساً: الضغط هو مزيج من الانفعالات السلبية مثل القلق، الخوف، الاكتئاب، الإحساس بالخصومة، الإحساس بالذنب، الغضب وهكذا.


فالتنقل والسفر اليومي لساعات طويلة من أجل العمل يؤدى إلى المزيد من التوتر والضغط الذي يؤثر على الجسم بالسلب. فإن كنت تركب سيارة سريعة فقد تشعر بالخوف والفزع مما يؤدي إلى ضرورة إحساسك بالغضب، وإذا لم تستطع أخذ القرض الذي سعيت له حتى تشيد منزل أحلامك المثالي بسبب خطأ بسيط في تقريرك الائتماني، فسوف يصيبك ذلك بالإحباط وبمزيج من مشاعر العداء وكل ذلك يتخذ القالب السلبى. فالقلق بشأن من سوف يرعى والديك المسنين قد يتسبب في إسقاط كاهليك. فالخوف يتسبب في الضغط، والقلق يسبب تقلص العضلات وانقباض أوردة الدم، وعندما لا يتمكن الدم من الانتقال بسهولة عبر الجسد لإمداده بالأكسجين والغذاء والمضادات والتخلص من المواد الضارة والمخلفات يتسبب ذلك في حدوث المرض.