دور العقل في شفاء الأمراض
دور العقل في الشفاء خلال العصور القديمة

فكر في الخير وسوف يحدث لك فكر في الشر وسوف ينال منك. انت حصاد ما تفكر فيه طوال اليوم.
منذ فجر التاريخ وعلى مرة كل العصور، اعتقد الناس في كل الأمم وبشكل غريزي ان في مكان ما هناك تقبع قوة شفاء تعيد وظائف الجسم إلى طبيعتها وهم يعتقدون ان هذه القوة الغريبة يمكن استدعاؤها تحت ظروف معينة،واذا تم استدعاؤها بالشكل الصحيح، فإنها سوف تمحي الام الانسان وتاريخ كل الأمم يقدم شهاداته التي تساند هذا الاعتقاد.


العصور الاولى من تاريخ البشرية
في العصور الاولى من تاريخ البشرية قيل ان رجال الدين في كل الامم كانوا هم المسيطرين في الخفاء على القوة المؤثرة على الناس سواء من جانب الخير او الشر وتلك القوة تشتمل على الشفاء من المرض. وكان هناك افتراض ان الشفاء من المرض مستمد من الله عن طريقهم وان الاجراءات وعمليات الشفاء تختلف من مكان لآخر في العالم وانها اخذت شكل التوسل والتضرع إلى الله من خلال الاحتفالات الدينية المختلفة الاشكال.
على سبيل المثال، في الأديان التي كانت سائدة في العصور القديمة كان المريض يتناول عقاقير ويخضع لإيحاءات التنويم المغناطيسي قبيل النوم و يخبره رجال الدين ان الشفاء سيتحقق خلال نومه، وكان يتحقق الشفاء بالفعل.
وكان الكهنة في العصور القديمة ينصحون الناس بمزج السحالي مع نبات المر والراتينج والبخور وسحقهما جميعا معا تحت القمر وهو في شكل خلال، وبعد ممارسة تلك الطقوس الغريبة والغامضة كانوا يقومون بالتضرع للآلهة ثم يشربون هذا الخليط الذي قاموا بمزجه ثم يذهبون للنوم وإذا كان ايمانهم قويما بما يكفي فإنهم يحققون الشفاء لأنهم آمنوا بانهم سيحصلون عليه.
وقد اكتشف القدماء طرقا عديدة لاستخدام قوة العقل الباطن في العلاج، ورغم انهم كانوا يعلمون ان هذه الطرق فعالة، إلا انهم لم يكونوا يعلمون كيفية وسبب عملها، ولكننا اليوم نعلم انهم كانوا يستخدمون الايحاءات القوية للتأثير على العقل الباطن. وقد كان الاحجبة والمشروبات العجيبة والطقوس المختلفة تلاقي قبول الناس في هذا الوقت وتؤثر على عقولهم الباطنة من خلال الايحاءات القوية التي يمليها عليهم المعالجون ولكن الشفاء كان يتم خلال العقل الباطن للمريض نفسه.


في كل العصور
وفي كل العصور حقق المعالجون الذين يستخدمون هذه الطرق نتائج ملحوظة في حالات فشلت فيها المهارة الطبية المرخص بها، وهذا يدفعك إلى التفكير والتساؤل كيف يؤثر هؤلاء المعالجون الذين ينتشرون في جميع انحاء العالم في علاجاتهم؟ والتفسير لذا الشفاء يكمن في الاعتقاد الأعمى للشخص المريض وهذا الاعتقاد يطلق قوة الشفاء الساطنة في العقل الباطن. وكلما زادت غرابة العلاجات التي يستخدمها هؤلاء المعالجون زادت قوتها وأثرها على المرض حيث انهم سيعتقدون ان اي شيء بمثل هذه الغرابة من المؤكد ان ينطوي على قوة هائلة مما يضعهم في حالة انفعالية تجعلهم اكثر قابلية للتأثر بالإيحاء بانهم يتمتعون بالصحة، وقبل هذا الايحاء من قبل العقل الواعي والعقل الباطن على حد سواء.