طرق تخزين المعلومات بالذاكرة
الرمز / التشفير
يتم تخزين المعلومات بطريقتين أو"رمزين"، ولذلك تضمينات مهمة بخصوص تطوير ذاكرتنا. أولاً، هناك "الترميز المصحوب بالدلالات" . فأي اتصال لفظي تتم معالجته من معنى الاتصال ككل، وليس الكلمات المحددة التي تكون الرسالة؛ فعلى سبيل المثال؛
جون (إلى صديقه جانيس): "إذن يجب أن أخبرالآنسة هوجزأنناإذالم نحصلعلى حجرة البريد لتسريع عملية التوصيل لأقسام الأفراد، يجب عليها أن تؤجر شخصاً ما ليأتي في الساعة السابعة صباحاً لوضع التصنيف التمهيدي؛ لتسهيلالأمورعلى الأطفال عند دخولهم في الثامنة صباحاً".
جانيس (يعيد سرد كلام جون مرة أخرى): "جون سيحضر شخصاً ما ليعملمنذ الساعة السابعة إذا لم تتحسن الأمور، وسيصارح مديرته بذلك" .


سالي: "انظريا أبى، إذا لم يكن معي هاتف محمول، فسيكون من الصعب علىّ أن أخبركم أين أنا لكيتقلوني إذا تأخر القطار أوتعطل؛ فكبائن الهاتف هذه لا تعمل أبدًا. . . وقد أعطت والدة سوزان لها ولأختها هاتفين محمولين كهدايا في الشهر الماضي" .
الأب (يتحدث مع زوجته بخصوص ذلك في المساء): "نعم، فقد قالت إنها ستتمكن من إخبارنا إذا ما تأخرت القطارات. فقد حصلت صديقتها سوزان وأختها عليهما كهدايا في رأس السنة أوشيء من هذا القبيل. أعتقد أنه لامفرمن أن نشترى لهاواحدا" .
ومن ذلك تجد أن المعنى هوما تم تخزينه، مع مقدرة جيدة على القراءة بين السطور فنحن لا نسرد فقط ما نعتقد أننا سمعناه بل أيضًا ما تضمنه جزء معينفي الرسالة، ففي المثال الثاني، قال الأب إن صديقة ابنته حصلت على هاتف محمول كهدية في عيد رأس المنة، لكن في الواقع فقد ذكرت ابنته أنه تم "إهداؤهما" هذين الهاتفين.


معظم المعلومات المنطوقة مخزنة في الذاكرة طويلة المدى بشكل يتضمن المعنى الإجمالي. أما المدخلات المرئية والعديد من الوحدات الأخرى يبدوأنها تخزنفي شكل صورمرئية، فكما تظهر البحوث باستمرارفإن استعمال الخيال لتذكر الأشياء أمر فعال بدرجة كبيرة؛ فتكوين صور للكلمات وربطها ببعضها بشكل تفاعلي بشيء آخر نريد أن تذكره يعتبر وسيلة شائعة الاستعمال لدى معظم الناس.


والمبدأ الرئيسي هوأنتجعل الشيء بارزاً ليسهل تذكره، فلنقلإنك تريد أن تتذكر أن (أ) ترسل خطابًا و (ب) تأخذ ملابسك من المغسلة في طريقك إلى (ج) أخذ سيارتك إلى الجراج ليتم الاعتناء بها و (د) تسأل الميكانيكي عن شمسيتك التي نسيتها عنده عندما مررت عليه منذ عدة أيام - ومن المكن لك أن تشكل صورة عقلية تغطى الأفعال الأربعة الرغبة، وفعلاً مشتركًا يربط بين كل هذه الأفعال. ولأنه خيالك؛ فمن المكن أن يكون الشيء الذي يربطها غريبًا إذا أردت.


صورتك الأولى قد تكون صندوق بريد (أ)؛ ثم صورة لك وأنت ترتديسترة وما زال عليها الغطاء البلاستيكي الخاص بالغسيل الجاف، (ب) وبعد ذلك صورة لسيارتك في الجراج، (ج) مع صورة لشمسيتك معلقة على عجلة القيادة مثل إحدى أدوات الطوارئ، (د) وكل هذه الصور قل يتم ربطها معًافي صورة واحدة لك وأنت جالس على مقعد القيادة الخاص بسيارتك وترتديحلة مازال عليها الغطاء البلاستيكي الخاص بالمغسلة, وأمامك عجلة قيادتك تعيها شمسيتك وهناك صندوق بريد على سطح سيارتك؛ فهي صورة واحدة الآن، وبتكرارها على عقلك مرات قليلة (ولا تخبر أحدًا عنها!) ؛ وبعد أن مكنتك الصورة من إنجاز تلك المهام، اطردها من ذاكرتك؛ فقد تمت المهمة.


وعلى المستوى العملي، مستوى الحياة اليومية، فربما أصبح من الواضح أن معظم المشاكل المتعلقة بالقدرة العادية أوالضعيفة للفرد على استرجاع المعلومات يرتبط بما يحدث في أثناء عملية تحويل المعلومات إلى رموز معينة؛ فالترميز يعنى إدخال هذه المعلومات في الذاكرة. ويثبت علماء النفس باستمرار أن عملية استرجاع المعلومات تدعمها بشكل كبير عملية إعادة السرد والتكرار.


وبعض المعلومات التي لم يتم إعادة سردها أو تكرارها يتم تحويلها إلى رموز وتنظيمها في الذاكرة بانتباه أومجهود ضعيفا، وتعرف هذهالعملية بالمعالجة الأوتوماتيكية. لكن، وكما رأينا، فإن معظم المواد لا يمكن تحويلها لرموز بنجاح إلا إذا تم الانتباه إليها. والطريقة التي نرمز بها إلى الملومات تؤثر مباشرة في فرص تذكرنا لها, وإعطاء المعلومات بعض المعاني الخاصة بها يقلل من احتمالية نسياننا لها.