عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
هل تمتلك أفكاراً إيجابية ؟
هل تمتلك أفكاراً إيجابية ؟
عندما كتب "نابليون هيل" ــ والذي يعتبر أحد المؤسسين الرئيسيين لحركة التنمية الشخصية الحديثة ــ كتاب "Think and Grow Rich" ظل يكرر استخدام أحد التعبيرات التي ظلت ملازمة لي (وأنا واثق أنها بقيت ملازمة للكثيرين غيري)، فقال: "الأفكار هي أشياء" ومعنى تلك الكلمات أن كل ما نملكه ــ أو نفعله ــ يبدأ بفكرة، وإذا كان هذا صحيحاً، ألن يكون من المنطق أنك إذا أردت أن تحدث لك أشياء إيجابية، فإنه يجب عليك أن تمتلك أفكاراً إيجابية؟
أن تكون سلبياً أسهل بكثير من أن تكون إيجابياً
إن النظر إلى الجوانب السلبية يتطلب قدراً من الإبداع أقل بكثير مما يتطلبه النظر إلى الجوانب الإيجابية، فالتألف بسلبية أسهل بكثير من الابتسام بتفاؤل، والشكوى تبدو أكثر ارتباطاً بالطبيعة البشرية من المديح. إذن، أتريد أن تكون مختلفاً عن معظم الناس؟ أعتقد ذلك. حسناً، إليك طريقة الوصول لهذه الغاية.
الترقي من مجرد "التفكير الإيجابي" إلى القيام بــ" الأفعال الإيجابية"
إذا أردت أن تصبح شخصاً أكثر لياقة وأمضيت ساعة كل يوم في التفكير في الأمر، فإلى أي مدى تتوقع أن تتحسن لياقتك؟ حسناً، إن بعض الأبحاث المثيرة تشير إلى أن مجرد تفكيرك في القيام بالتمارين الرياضية قد يجعلك أكثر لياقة (ولكن بشكل بسيط)، ولكن ماذا لو أنك قد أمضيت نفس تلك الساعة في التمشية بالخارج، أو الركض، أو ركوب الدراجة، أو السباحة، أو بصالة التمرينات الرياضية؟ أنا واثق أنك ستوافقني على أن لياقتك البدنية سوف تتحسن كثيراً!
إن الفعل هو ما يحدث الفرق في كل الأمور، وما إن أدركت ذلك حتى بدأت في دراسة الأفعال، وحاولت بشكل خاص معرفة أي الأفعال الإيجابية سيكون لها أكبر التأثير، ولقد حصلت على الإجابة من خلال دراسة "الاستجابات التحفيزية"، وهذه الاستجابات تحدث في مستوى اللاوعي، وكما أن الضوضاء العالية تجعلك تقفز فزعاً، فإننا نقوم تلقائياً باستخدام أنماط محددة من الكلمات لكي نستجيب لبعض المثيرات دون أن نفكر فيما نقوله.
اختر كلماتك بحرص
إنني أؤمن بأن حجر الأساس لتغيير مستوياتك الإيجابية هو لغتك. وحيث إنه يوجد ما يزيد على مليون كلمة في اللغة العربية لتتخير منها، وبلايين الكلمات في اللغات الأخرى المستخدمة في أنحاء العالم، فلابد من وجود طريقة أكثر تفاؤلاً للتعبير عما تشعر به، وإليك بعض الأفكار:
إن عبارة "أنا حزين" قد تتحول إلى "بإمكاني أن أكون أكثر سعادة" أو "إنني أحتاج إلى أن أبتهج".
ويمكن تحويل عبارة "لا أمل في هذا الأمر" إلى " أظن أن هذا الأمر يمكن تحسينه".
وعبارة "إنني أشعر بالملل" يمكن تغييرها إلى "إنني بحاجة لجعل هذا الأمر أكثر إثارة للاهتمام".
استغل بعض الدقائق في كتابة خمس كلمات أو عبارات سلبية تستخدمها بشكل معتاد، ثم انظر إذا كان بمقدورك تغيير الكلمات لكي تعبر عن نفس المشاعر، وفي نفس الوقت تطالب بنتيجة إيجابية.
وإليك هذا المثال التقليدي.....
سؤال: "كيف حالك اليوم؟".
جواب: "ليس سيئاً" أو "بخير".
إنني لا أعتقد أن كثيراً من الناس يتفكرون جيداً في ردهم على هذا السؤال الشائع، والمتعلق بحالتهم الصحية والمزاجية، ولو أن الأفكار ــ كما يقول "نابليون هيل" ــ هي أشياء، فأي نوع من الأيام ستواجه إذا كانت إجابتك الدائمة على سؤال "كيف حالك اليوم؟" هي "ليس سيئاً" هل تعتقد أن تلك الاستجابة سوف تشجع عقلك الباطن على أن يتوقع ويجلب لك يوماً رائعاً ومدهشاً ومليئاً بالحيوية والمغامرات؟ لا أعتقد ذلك، والأرجح هو أنك ستعايش يوماً آخر خالياً من الأحداث والمباهج، ويشبه كثيراً يوم أمس أو أول أمس.
ماذا لو أنك غيرت ردك على هذا السؤال، واستخدمت كلمة مثل "رائع!" فكر في الأمر. لو أن لك عدة سنين تستخدم عبارة "ليس سيئاً"، ثم تصدم عقلك فجأة عندما تقول إنك "رائع"، فأي نوع من الأفعال اللاواعية سوف تتخذها لكي تحقق هذا الاعتقاد الجديد الذي تشعر به تجاه نفسك؟ أفعال رائعة ولاشك!
إن لي ما يزيد على عشر سنوات وأنا أعلم الناس هذا الأسلوب البسيط للتغيير، وكانت النتائج رائعة. أولاً، سوف تشعر بأنك أفضل حالاً، ثانياً، سوف يشعر الشخص الذي طرح عليك السؤال أنه أفضل حالاً، ثالثاً، إن الأمر يتطلب فقط ۳۰ يوماً حتى تصبح الاستجابة "الرائعة" عادة أصيلة، وعندها سوف تشعر دائماً بأنك أفضل حالاً.
حسناً، ليس من الضروري أن تكون استجابتك "رائعة"؛ ربما تقرر أن يكون لك استجابة إيجابية مختلفة لكل يوم من أيام الأسبوع:
يوم السبت ـ باهر
يوم الأحد ـ بديع
يوم الأثنين ـ عجيب
يوم الثلاثاء ـ عظيم
يوم الأربعاء ـ مبهج
يوم الخميس ـ مدهش
يوم الجمعة ـ ممتاز
وإليك هذا التحدي ـ اختبر هذه الفكرة لبقية اليوم وقم بقياس النتائج التي حصلت عليها.
المفضلات