كيف يمكنك قول لا ؟
أتقن القدرة على قول لا
كم عدد المرات التي طُلب منك فيها القيام بشيئ سيؤثر على وقتك؟ و حينها تسمع عقلك يقول : “ لا “ : إلا أن شفاهك تتحرك دون سيطرة و تقول : “ بالطبع، لا مشكلة ، يسرني ذلك، هل يمكنني القيام بأي شيئ آخر من أجلك ؟.
يعيش العديد من الأشخاص في عالمهم الخاص المثقل بالأعمال و الضغوط، و في بعض الأحيان يكونون على مشارف الصراخ نظراً لشعورهم بعدم امتلاكهم لما يكفي من الوقت القيام بكل شيئ و تجدهم ينفقون ثروات على أدوات التخطيط و إدارة الوقت، و لكن الواقع هو أن كل ما يحتاجون إليه في معظم الحالات هو تعلم قول “ لا “، و جزء من مهمتي هنا أن أخبرك بأنه من المقبول أن تقول “ لا “ ، و أنه مسموح لك تماما بقولها.

إذا كانت غايتك القصوى هي أن تصبح مديراً للوقت و أن تحكم السيطرة على وقتك لأقصى درجة ممكنة، فإنك إذا قلت “ نعم “ بشكل دائم ستعرض نفسك لخطر حقيقي، و هو أنت تولي مهمة التحكم لشخص أخر و الذي ربما يطلب القيام منك بمهمة أو خدمة له.
و لكن لماذا تغيب هذه الحقيقة البديهية و تصعب على العديد من الأشخاص؟ لقد قابلت العديد من الأشخاص الذين يقبلون كل ما يطلب منهم و يعانون معاناة حقيقية للرفض ، إليك بعض الأسباب التي تقف وراء ذلك .

رئيسك في العمل
إن الشخص الذي يطلب منك المهمة هو رئيسك في العمل ! قد يكون ذلك من الأمور التي يعد التعامل معها محيراً. إن الدافعية المضافة من قبل منصبك الوظيفي المستقبلي قد تتسبب في زيادة الضغوط عليك لتقبل مطالب أكثر من التي يمكنك تحملها، و لكنك لا تستطيع قول “ نعم “ على كل شيئ على المدى البعيد .ستكون في حاجة، أجلاً أم عاجلاً، للبحث عن سبيل للرفض لا تؤثر على علاقتك برئيسك في العمل و سأقدم لك عدداً من المقترحات لاحقاً.
الرغبة في إرضاء الآخرين و الشعور بالذنب. ربما تشعر ببساطة بعدم ارتياح عند قولك “ لا “ فتشعر كما لو كنت تخذل الطرف الآخر، لقد ترسخ بداخلك عبر السنوات بأنه من الجيد إرضاء الآخرين و مساعدتهم، قد تكون تلك نقطة قوة شخصية في حالات عديدة و لكن إذا زاد الأمر على الحد المطلوب قد يتحول إلى نقطة ضعف خطيرة ، إذا لم تتوخ الحذر فسينتهي بك الحال في محاولة إرضاء كل شخص أخر ماعدا نفسك و يتضمن جزء من مهارة إدارة الوقت إدراكك لمدى أهميتك أنت أيضاً .

لاتعرف كيف تقول “ لا “ في بعض الأوقات، و لكنهم لا يعرفون كيفية القيام بذلك، سأقدم لك في جزء لاحق عشرين طريقة يمكنك استخدام المناسب منها مع أسلوبك الخاص، و شخصيتك و الموقف المحدد.

ضياع الفرصة
في بعض الأحيان تجد أنه من الصعب قول “ لا “ نظراً لأن الطلب يبدو كفرصة عظيمة لا يمكنك تفويتها. ربما تمثل أنك فرصة لتحقيق عملية بيع أو فرصة عمل، أو مجرد دور عظيم في جماعة الدراما المحلية التي تشترك فيها و الذي سيحتاج إلى أسابيع من الحفظ و التدريبات الثقيلة لإتقانه.
في مثل هذا النوع من المواقف يكون الضغط داخلياً من التفكير فيما يمكن أن تتخلى عنه، إن تقبلك لإمكانية تخليك عن أشياء محددة يعد جزء من فلسفة مدير الوقت إن الأمر يتعلق بتحديد أولوياتك و إعادة تقييمها باستمرار، و لكن بمجرد قيامك بذلك اعتماداً على بعض الأسئلة و النصائح التي قمت بتوضيحها في القسم الخاص بـ “ التحكم في أولوياتك “ عليك اتخاذ القرار بقول “ لا “ لأني أولوياتك إذا لم تتمكن من العثور على سبيل المثال للقيام بكل شيئ.
ستجد أن هناك مناسبات في مواقف العمل سيحاول من خلالها الآخرون التقرب منك بسبب سمعتك الشخصية أو لأن هناك من زكاك لهم ، و يمكنني أن أؤكد لك من واقع خبرتي الطويلة في مثل هذا النوع من المواقف أن 90 % من الأشخاص الذين يتصلون بك على هذا الأساس سيكونون مستعدين للإنتظار لقدر معقول من الوقت حتى تفرغ لهم، تمتع بالشجاعة التي تدفعهم ألى الإنتظار بدلا من محلة لضغط على نفسك بسبب شعورك بأن عليك الاستجابة وفقا لإطارهم الزمني، و يمكنني أن أضمن لك أنك نادرا ما ستخسر و ظيفة لمجرد أنك ببساطة تحاول أن ترتب الأمر وفقا لإطارك الزمني.