سوف نكمل بفضل الله تعالى علينا الحديث عن الرد على الأسئلة الشائعة في اللقاءات الوظيفية، وكيفية اجتياز المقابلة الشخصية بنجاح بأمر الله تعالى.
نحن نجلس الآن على كرسي أمام الموظف المسؤول عن إجراء المقابلات.. وسوف أسير معك خطوة بخطوة خلال مراحل المقابلة، وكيفية الرد على الأسئلة بأمر الله.
يبدأ الموظف بسؤالك سؤالاً في بداية الحديث من أجل إذابة الجليد الذي بينه وبينك، وعادة ما يكون السؤال (هل تمكنت من الوصول بسهولة للمكان؟ ما رأيك في الشركة؟ ما رأيك في الديكور؟ أهي زيارتك الأولى للمكان؟) وغيرها من الأسئلة الافتتاحية. وهنا يجب علينا الانتباه لشيء في غاية الأهمية؛ ألا وهو الرد بصوت مسموع.
في كثير من المقابلات التي تمر عليّ قد لا أسمع شيئاً بسبب صوت المتقدم الذي لا يظهر، ولا أعلم السبب..!! ولذلك يجب أن يكون صوتك مفهوماً وواضحاً، كما يجب ألاّ يكون بالصوت العالي المنفر أو الصوت المنخفض المملّ. وعادة سوف يسألك الموظف: هل ترغب في تناول مشروب؟ وهنا تبدأ أول الأسئلة, منا من يرفض ومنا من يوافق، ولكن ماذا عليك أن تفعل لكي تمر من هذا السؤال؟ يجب عليك قبل الذهاب إلى المقابلة أن تتجنب شرب أي مشروبات غازية، أو أي مشروب قد يعكر عليك جو المقابلة، ويجب أن تكثر من المياه حتى لا تشعر بالعطش أثناء المقابلة.
ونصيحة: حاول أن تشرب بعض الأعشاب المفيدة. وعند الرد على هذا السؤال حاول بقدر الإمكان أن تفكر لثوانٍ، حتى لا يعتقد بأنك تحفظ الإجابة. فقط فكر لثوانٍ وقلْ له أشكرك جداً.
الكثير من المواقع على الإنترنت توفر مجموعة كبيرة من الأسئلة الشائعة في المقابلة الشخصية، ولكني سوف أتجنب أن أضع الكثير من الأسئلة، وسوف أتحدث معك عن بعض الأسئلة المهمة، والتي سوف نتعرف على كيفية الرد عليها، وسوف تقيس أنت على باقي الأسئلة.
عرّف عن نفسك!! وهو أول الأسئلة الشائعة في المقابلة الشخصية.
يجب أن تجيب عن هذا السؤال سواء كان باللغة العربية أو باللغة الأجنبية، كما يجب أن تتجنب أن تكون مثل الأسطوانة تكرر كلاماً وتردّده وكأنك تحفظه دون فهم. يبدأ الكثيرون ممن أقابلهم عند سؤالهم هذا السؤال في سرد بعض الجمل، وكأنها اسطوانة بدأت في العمل!! تجنّبْ أن تكون مثل الأسطوانة.
تحدث بترتيب، حاول أن تجعل تعريفك عن نفسك وكأنك تتحدث إلى صديقك أو مدير لك، حاول أن تتحدث، لا أن تسرد التعريف كالببغاء.
طريق الجلوس على المقعد: من أهم الأشياء التي يلاحظها الموظف في المتقدم طريقة جلوسه على المقعد. لدينا طريقتان يجب أن تتعلمهما لكي تمر بنجاح من المقابلة.
أولاً: يجب أن تجلس كما يجلس الموظف.. بمعنى أن تقلد جلسته لكي يكون بينكما ما يُسمّى بالتوافق النفسي، حاول بقدر الإمكان أن يكون لديك توافق نفسي مع الموظف.
ثانياً: لا تجلس على حافة الكرسي ولا تجلس واضعا رجلاً على الأخرى.. تجنب أن تربط يديك أو أن تشبكها، وتجنب أن تلعب بالأدوات الموجودة على المكتب.
سؤال آخر: ما هي عيوبك؟!

الكثير منا يحاول الهرب من الرد على هذا السؤال، ولكن لا تهربْ بل حاول التعبير عن عيوبك بأسلوب خالٍ من الخوف أو الكذب. على سبيل المثال: إذا كان عيبك النسيان. قلْ له: يوجد لديّ عيب، ولكني بفضل الله أحاول التغلب عليه وهو النسيان. وسوف يسألك: ما هي طريقتك للتغلب عليه؟ حاول أن تذكر له طريقتك بدون كذب، وسوف يساعدك وضع مفكرة صغيرة في جيبك تدون فيها كل ما يحدث لك كل نصف ساعة على التغلب على هذا العيب. وبتلك الطريقة سوف تجتاز هذا السؤال ولكن يجب عليك أن تحاول بالفعل التغلب على عيوبك.
ما هي مميزاتك؟!
هنا يأتي لك المجال لكي تتحدث.. وأقولها لك بصراحة لا تترك هذا السؤال يمرّ عليك مرور الكرام.. تشبّث بهذا السؤال، وحاول أن تذكر كل مميزاتك .. ولكن لا تتفاخر، بل اذكرها على استحياء، ويجب عليك أن تذكر كل مميزاتك وكل فعل قمت به أضاف إليك في حياتك..
ما هي أهدافك القريبة والبعيدة؟!
للأسف الشديد يحزنني عندما أسأل هذا السؤال ولا أجد إجابة.
يجب عليك قبل أن تبدأ حياتك العملية أن تعرف ما هو هدفك القريب وهدفك البعيد.. حدد هدفك قبل الخوض في حياتك العملية..
ما هو المرتب المتوقع؟!
مع هذا السؤال نكون قد اقتربنا من النهاية..
يجب أن ندرك أننا كأفراد لنا ثمن في الحياة العملية، كل فرد منّا له ثمن مثل لاعبي الكرة. كل لاعب له ثمن، فالذي يلعب في أحد الأندية العالمية له ثمن، والذي يعلب في الأندية المحلية له ثمن آخر. لهذا يتعين علينا أولاً أن نعرف لماذا يختلف سعر هذا عن الآخر.. إنها المهارات بالطبع، فهي العامل الأول والمحرك الأساسي في ثمنك باختلاف الوظائف والمجالات. فالمهارات هي التي سوف تحدد لك ثمنك، لهذا يجب عليك أولاً أن تعرف مهاراتك ثم ثمنك في مجال عملك، ثم تحدد الراتب. معادلة بسيطة، ولكنها مهمة بالنسبة لك.. فلا تطلب راتباً لا يتوافق مع مهاراتك، سواء كان مرتباً مرتفعاً أو منخفضاً.
وتبقي كلمة، حاول في نهاية المقابلة أن تترك أثراً نفسياً لدى الموظف لكي يتذكرك. هذا الأثر النفسي قد يكون كلمة شكر أو ثناء عليه وعلى أدائه في العمل. وأتذكر هنا إحدى اللقاءات عندما قال لي المتقدم في نهاية المقابلة: لقد جعلتني أشعر أنك تخاف على هذه الشركة، وهذا انطباع جميل يجعلني - إن عملت معكم- أخاف أيضاً على الشركة.. وقد كان، وتم اختيار هذا الرجل للعمل معنا