كيف تدرب عقلك على التفكير الإيجابي؟!

إن عقل الإنسان مثل الآلة المتصلة أجزائهاببعضها، في حاجة دائمة
إلى صيانه وتنميته لكي يواصل العمل والإبداع.إن الأفكار الجديدة، تأتي بسهولة ويُسر إذا أتحيت لعقلك
الفرصة. دعه يلتقط أي أفكار عابرة حتى لو لم يكنلها في الظاهر علاقة
واضحة أو وثيقة بالموضوع الذي يشغلك، وأطلق لمخيلتك العنان
دون أن تدعها تشط بك عن الهدف، ثم يحسن بك بعد ذلك أن تستجمع أفكارك
لتوجيهها جميعاً نحو هذا الهدف.

ادخل إلى أغوار عقلك باحثاً عن ذكريات، لأن ذكريات الأمس بالإضافة
إلى انطباعات اليوم هي التي تولد الأفكار الجديدة. وقد سُئل ذات
مرة توماسإديسون (1793 – 1860م) مخترع المصباح الكهربي: "أتفكر وأنت جالس أم تؤثر وضع
اًم عيناً؟"
وقد كان رد إديسون: "إن الأفكار تمر في رأسي من تلقاء نفسها،
سواء كنتجالساً أو واقفاً أو مضجعاً."
ومما يساعدك على التفكير الصائب، تدوين كل ما يمرفي رأسك على
ورقة قبل أن تنساه، فالفكرة تولد الفكرة فإذا دونتها سهل عليك تجميع
مجموعة من الأفكار، تفتح أمامك المجال واسعاً لابتكار أشياء جديدة وإيجاد حلول
وبدائل لموضوعات، أو بداية لمشروعات جديدة.
وبهذا تدرب عقلك على التفكير السليمالإيجابي، وعلى النشاط الذهني
السليم الذي يؤثر في من حولك.



ولتوضيحها تخيل أننا نبحر عبر سفينة، فعندما


تكون وسط المياه وترى جزيرة أو جزءا يابسا، هنا هذه


المشكلات البارزة، ويعتبر هذا من النوع الأقل خطورة


لأنها واضحة للعيان، ولكن أثناء السير بالسفينة تواجه بجبل جليدى ،
هذا يعبر عن مشكلة خطرة لماذا؟ لأن الجبل الجليدى يظهر منه


جزء صغير فقط ولكن الباقى تحت سطح الماء فإذا لم تدرك


هذا فسوف تصطدم به، هذا النوع من المشكلات يسمى


المشكلات الظاهرة، ومع استمرار السير فى البحر


قد يكون


الطريق أمام السفينة واضحا وخاليا من أى عوائق


ولكن فجأة يحدث الارتطام، لماذا؟ لأن هناك


صخورا وشعابا مرجانية فى طريق السفينة ليست


ظاهرة، وهذه أخطر المشكلات لأنها كامن ،


وبالتالى عدم الانتباه لها يؤدى إلى عواقب وخيمة.


وبالتالى يجب صياغة المشكلة بدقة، لأن ذلك يؤثر


فى اختيار الحلول المطروحة ولأن انعدام الدقة فى


صياغة المشكلة يؤدى إلى استمرار المشكلة بعد تنفيذ


الحل. ومن هنا يتضح لنا أن هناك فرقا كبيرا بين


التركيز فى المشكلة والتركيز على حل المشكلة،


ولتوضيح هذا الفرق نطرح هذه القصة: فى أحد


مصانع الصابون الضخمة فى اليابان واجهتهم مشكلة كبيرة،


وهى مشكلة الصناديق الفارغة التى لم تعبأ بالصابون


نظراً للخطأ فى التعليب، فماذا يفعلون لكشف الصناديق


الفارغة من الصناديق المعبأة؟ قام المسئولون عن


المصنع بصناعة جهاز يعمل بالأشعة السينية،


مخصص للكشف عن الصابون بداخل الصناديق


ووضعوه أمام خط خروج الصناديق بقسم التسليم


وتعيين عمال جدد ليقوموا بإبعاد الصناديق الفارغة التى


يحددها الجهاز ، أما الحل البديل لنفس المشكلة فى


مصنع آخر أصغر من السابق عندما واجهتهم نفس


المشكلة، فإنهم أتوا بمروحة إليكترونية ، وضبطوا


قوتها بما يناسب وزن الصندوق الفارغ، وتم توجيهها


إلى خط خروج الصناديق بقسم التسليم، بحيث إن الصندوق الفارغ
سوف يسقط من تلقاء نفسه، بفعل اندفاع الهواء. القضية هنا أن الحل دائما
أمامنا ولكننا من كثرة التركيز فى المشكلة ، وتضخيمها ، تصبح الحلول
القريبة بعيدة جدا بل أحيانا لا نراها، ولكن لو فكرنا لحظة واحدة بموضوعية
فسنجد الحل داخل المشكلة نفسها.