تمر الأيام على كثير من الناس رجالً ونساءً والكثير من هؤلاء ليس له هدف يسعى لتحقيقه ولا غاية يسمو إليها ومع غياب التوجيه من المدرسة والبيت والمسجد يستمر الكثير بلا هدف ولا غاية.



إننا نعاني من النضج العقلي والإدراك الواعي بحقيقة وجودنا في هذه الحياة فيا ترى لو سألتك أخي القارئ وأنت يا أختي ما هو الهدف الذي نسعى إليه؟ ما هي الأفكار التي نحاول تطبيقها؟ ما هو الهم الذي يغلب على عقولنا ؟



إن الإجابة على هذا التساؤل قد لا ترضي العقلاء، أخي.. أختي.. ألم نسمع قول الله تعالى: (( أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ))[القيامة:36] وقوله تعالى: (( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ))[المؤمنون:115].



إنها آيات تؤكد على ضرورة الانتباه والاستيقاظ لمعرفة سر الوجود والغاية من الحياة (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56] إنها أعظم غاية وأجمل هدف كيف لا وهذا الهدف مرتبط بالخالق جل وتعالى.



ومع معرفتنا لهذه الغاية ألا وهي العبادة إلا أننا لابد أن نعرف أن هذه العبادة لها معنى كبير وشامل لكل جوانب الحياة وعلى مختلف صورها، العبادة في المسجد وحسن الخلق مع الناس من العبادة، آداء الوظيفة مع النية الحسنة من العبادة.



أيها الأحبة مع صباح كل يوم وإشراقة كل شمس لنعلم أن أجمل ما نقوم به في ذلك اليوم هو التقرب لله تعالى ولا ننس أن نستحضر النية في كل عمل مباح حتى يكتب لنا الأجر والثواب كما قال معاذ: أما أنا فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي ولن أنسى أن أؤكد على ضرورة وضوح الأهداف وحسن التخطيط لأي عمل صالح نقوم به لكي ننجح ونسمو إلى المعالي، وفي التنزيل ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ))[الطلاق:2].