الفكر يبحث ويبحث ليهتدي ويسترشد وبينما هو في طريقه إلى الاهتداء
يأتي النظر فيطل منه على العالم الخارجي فيعوقه ويوقفه عن المتابعة حتى إذا وجد شيئاً متشابهاً أو نقيضاً قريب الصلة أو بعيدها حالية الزمن أو قديمة فإن الفكر يبقى في ركود كامن ليصرخ من جديد لقد وجدتها لقد وجدتها.
ماذا تصنع هؤلاء الأكوام المكدسة من الخلائق بعضها يجد لنفسه مكاناً للجلوس أو الوقوف وبعضها الآخر لا يستطيع أن يقف ولا يجلس حتى ولا يطل من المكان لأنه ارتطم بعقله وبنفسه وبمطلبه الذي يمكن أن يتحقق على غير النحو الذي هو عليه إن كان في الصعوبة أو السهولة وما سبب ذلك إلا لأنه كان شديد الحرص على حق الموظف أو المراجع والنتيجة التي آل إليها كلاً منهم.
أريد أن أقول إن الوقوف الطويل يدعو إلى الجلوس الطويل
والكلام الكثير يدعو إلى الصمت الطويل
والحاجة الملحة تدعو إلى التنابز والتشدد بينها وبين الوصول إليها
قلت هذا بمناسبة الازدحام الكثير الذي يحدث دائماً عند الشعور بالضرورة القصوى لوجود الشيء في نفس الوقت الذي يشعر به الأكثرية المؤلفة من العديد من الناس وعندها لا يكون الأمر سوياً إلا إذا نظمنا أنفسنا إذا كان النظام لا يأتينا من الخارج وعندها بسن النظام الجديد ليجيء كما تريده الحاجة وكما تريده المصلحة العامة.
أقول عندها
إني لا أمشي طويلاً في طريقي وأنا سائر لأهتدي إلى مكاني من البحث والتفكير
وبينما أنا أسير في هذا الطريق الطويل فإني لأرى ما لم أستطع رؤيته من قبل وأنا جاد في البحث وعندها ألهو بالتعرف عليه للتخفيف من عناء سيري على شرط أن لا يغير مني وجهتي في السير لأدرك النهاية التي من اجلها انطلقت ولا يتطلب ذلك إلا الصبر القليل أو الكثير على أن أحتمل الصبر المرير في قوة الدفع إلى السير قدماً إلى الأمام. وهكذا بقيت يومين لأنتظر دوري في الحصول على الكتب المدرسية للطلاب وهكذا استمريت في نزهتي الشاقة لأهتدي إلى الحاجة لإقامة غرفة الانتظار أو لإعطاء موعد يحدد فيه الزمن ليتم الاستسلام. وبعدها أقول أن الاقتناع بضرورة الدور في تخصيص الزمن يكون واقعاً لا محالة وتأتي النسبة والتعادل من جراء المشاهدة والتجربة والحكم على الواقع