عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
التقارب المدروس
يُحكى أنه كان هناك مجموعة من القنافذ تعانى البرد
الشديد ، فاقتربت من بعضها وتلاصقت طمعا فى شىء من
الدفء ، لكن أشواكها المدببة آذتها ، فابتعدت عن بعضها
فأوجعها البرد القارص ، فاحتارت ما بين ألم الشوك والتلاصق
وعذاب البرد ، ووجدوا فى النهاية أن الحل الأمثل هو
التقارب المدروس !
بحيث يتحقق الدفء والأمان مع أقل قدر من الألم ووخز الأشواك
فاقتربت لكنها لم تقترب الاقتراب المؤلم .. وابتعدت لكنها لم تبتعد
الابتعاد الذى يحطم أمنها وراحتها وهكذا يجب أن يفعل السائر فى دنيا
الناس
فالناس كالقنافذ يحيط بهم نوع من الشوك الغير منظور ،يصيب كل من
ينخرط معهم بغير حساب ، ويتفاعل معهم بغيرانضباط
لذا وجب علينا تعلم تلك الحكمة من القنافذ الحكيمة ، فنقترب من
الآخرين اقتراب من يطلب الدفء ويعطيه ، ونكون فى نفس الوقت
منبهين إلى عدم الاقتراب الشديد حتى لا ينغرس شوكهم فينا
نعم الواحد منا بحاجة إلى أصدقاء حميمين يبثهم أفراحه وأتراحه ،
يسعد بقربهم ويُفرغ فى آذانهم همومه حينا .. وطموحاته وأحلامه حينا
آخر . لا بأس فى هذا .. فى أن يكون لك صفوة من الأصدقاء المقربين ،
لكن بشكل عام ، يجب لكى نعيش فى سعادة أن نحذر الاقتراب الشديد
والانخراط الغير مدروس مع الآخرين ، فهذا قد يعود علينا بآلام وهموم
نحن فى غنى عنها .
وتذكر دائما حكمة القنافذ
الأصدقاء ثلاث طبقات :
طبقة كالغذاء لا نستغنى عنه ، وطبقة كالدواء لا نحتاج إليها
أحيانا ، وطبقة كالداء لا نحتاج إليها أبدا .
المفضلات