عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
منعطفات على طريق صناعة الحياة
الناس معادن
خلق الله عز وجل الناس، وكان منهم الإيجابي والسلبي، المحب للعمل والحركة، وآخرون يفضلون النوم والكسل، وهكذا يختار البشر مواقعهم على خرائط الأرض، وهم كذلك من يبنون منازلهم حيث يشاؤون، فإما فوق هضاب المجد، وإما في مستنقعات التأخر واللامبالاة، فالحياة مليئة بأصناف وأشكال شتى للبشر، ويتفاوت هؤلاء في الأماني والأهداف، وذلك لاختلاف المعاني التي يحملون، والأفكار التي بها يؤمنون، والغايات التي من أجلها يعملون.
وهكذا مسيرة الحياة
عرف الناس منذ زمن بعيد أن الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة، فهم مختلفون وغير متساوين، ولكن كيف نتعامل مع كل إنسان لنخرج الخير الذي فيه؟ وليسأل كل منا هل هو من الرواحل أم لا؟ وهذا الأمر ليس فيه قاعدة ثابتة، والذي أعنيه أنه ليس كل من يتحرك في جانب عظيم جداً هو من الرواحل، والذي هو في مرتبة أقل أو يعمل في أجزاء من عملية كبرى متكاملة ليس منهم، بل هو منهم مادام يساهم ولا يتفرج.
من وطن نفسه على أمر هان عليه
والتغيير صفة إيجابية تجعل المرء يتقدم، ويستشعر قيمة جديدة لحياته، ويتلذذ بالمعاني المرتبطة بهذا التغيير، والمعنى الذي يمكننا الإقرار به في التغيير هو ما جاء في المقولة التالية ( تحول في وضع معين عما كان عليه من قبل، وقد يكون هذا التحول في الشكل أو النوعية أو الحالة ) أو كما اختصره إيجابياً الدكتور علي الحمادي في قوله ( التغيير هو التحول من واقع معين إلى واقع آخر منشود خلال فترة زمنية معينة ).
فإذا ما أحسنا استخدام الأدوات التي بين أيدينا، وطورنا الجديد منها في إدارة تغيير منشود:
- لأنفسنا أولاً لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وهو أمر لابد منه.
- ثم تغيير للمحيط الذي نعيش، وذلك بأن نعايشه بطرح جديد فيه رحمة المؤمن، وعزة الفكرة، وفيه تواضع المحب، وتواصل المخلص.
- ويأتي المهم في تغيير الأساليب في أداء عمل معين، وتحديث القديم، والاستعداد لذلك من خلال قراءة متعمقة لمقتضيات التحول.
تباين الهمم
ولذلك كان الاختلاف في الرغبات، والمطالب، ومن هنا اختلفت الهمم التي تريد أن تصنع العزة والمجد، وهمم أخرى في بحث دائم حول الجلوس والتفرج، ومحال أن يترك الأثر الجميل سوى الرجل الفطن الذي استغل الأيام بساعاتها في ترجمة الأقوال إلى أعمال وسيرة.
ولننظر كيف كان الأولون بالحرص والهمة، والعمل المتواصل، والسير على الأقدام شهوراً وأياماً بالليل والنهار دون أن يعيقهم هذا عن الحصول على العلم وطلبه، وبذلك حازوا ونالوا المراتب، وارتقوا على الأمم، بحسن التدبير، والهمة في التحصيل، ونحن اليوم على الرغم من توفر أساليب التعلم، ومنابع المعرفة والوعي، عبر شبكات الأجهزة المختلفة، إلا أننا ما زلنا نتساءل عن الصغير من الأمور، ونستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، إلا من رحم ربي، فأي الفريقين تختار أيها الشاب؟! والى أي المجموعتين تنضمون يا شباب؟!
المفضلات