لماذا لا استطيع التعامل مع من حولي بسهولة ؟



يقول البروفيسور الانجليزي هارلي"عدم ردك على الاستفزازات او الاستجابة لها لا يعني الخطأ في موقفك و لا نقصا في شجاعتك بل تظهر قوة شخصيتك و عمق ادراكك بأن مجرد الاستجابة للاستفزاز و الرد علية بالمثل هو اغلى مكافئة يطمح اليها المعتدي" الغضب اعصار يعصف بالانسان فيعمي بصيرته و يفقده اتزانه و يدفعه الى حالة من التحدي و المواجهه العنيفة تنسيه العقل و الحكمة فلا يخاف من العواقب التي سيؤدي الى غضبه و طبعه كنتيجة لحالة الحماقة و الجنون التي يقع بها بسبب طيشه لدفاعة بطريقة عشوائية للدفاع عن نفسة يقع في بحر الاحباط ممن حولة بسبب ايذاء الاخرين كيانا ومشاعرا ،.

يقضي معظم الشباب في اماكن دراستهم وعملهم وقتا اكبر مما يقضونة في بيوتهم و مع عائلاتهم و بالنسبة للكثيرين يصبح الزملاء بمثابة العائلة الثانية لهم . لذا تلعب العلاقات بين الناس في محيط العمل دورا كبيرا وحاسما في صياغة مشاعرهم و احاسيسهم وصحتهم النفسية ، وللاسف لا تخلو من اي مكان انت تذهب الية من ذلك الطراز الذي يتجنبة الناس و لا يحبون التعامل معة بسبب تحويلة المكان الذي يتواجد بة الى مكان منفر و كئيب لا متعة فية و لا رغبة لأحد ان يتواجد بة طويلا . وكل ذلك بسبب شخصيتة العدوانية التي تدفع كل من حولة الى الشعور بالاحباط و المرارة و تستفزهم حتى توصلهم الى حافة الغضب و الانفجار ، وتتصف هذة الشخصية بانها لا تساعد احدا و لا تتعاون مع احد و هي تنتقد الاخرين بشكل واضح وبلا سبب و تهيمن على الجميع و كأنها القائد ، و تعطي الكثير الكثير من الوعود التي لا تفي بها ابدا و لا تكف عن الطعن بالاخرين و الانقاص من كفاءاتهم و منجزاتهم و اغتيابهم في كل لحظة و دون اي ضرورة او اي مبرر ، ومن المؤكد ان سرعة الحياة التي نعيشها اليوم تعطي لشخصيتنا قلة الصبر والقابلية الاكبر لأستفزاز و كل هذة السمات تؤدي الى بناء هذة الشخصية العدوانية اما الاسباب الرئيسية فتكمن اما في ضعف الثقة بالنفس و الشعور بالنقص من الناحية المعنوية ، بل تعرف ايضا ان اصحاب هذه الشخصيات تعرف بالذكاء الحاد و السرعة في التفكير وايجاد الحلول و هم عادة ما يشقون طريقهم نحو القمة بسهولة ولكن بسبب سلوكهم اكثر مما هو الفضل لكفاء تهم مما يجعلهم قنبلة مؤقتة سرعانا ما تنفجر بنفسها .

و لا يترك لمن حولة مهرب سوى ضرورة التكيف و التعلم كيف يتعامل معة مادام مفروضا لا مفر من مواجهتة . "اياك الوقوع بالفخ" اذا وجدت نفسك في مواقف استفزازية محرجة فأن الخطوة الاولى التي يجب ان تقوم بها هو تلافي الخطر و الابتعاد عن الرد على الاستفزاز بمثلة ، اذ يتطلب منك الانسحاب بالا خسائر و تضييع الفرصة على هذه الشخصية العدوانية بزيادة الموقف حدة ، ولكن بالطبع ان التعامل من هذة الشخصية الصعبة قد يدفعك الى الشعور بالاحباط والغضب و الرغبة القوية بأن ترد على هذة الشخص بالمثل و لكن الشجار لا يتلقى "طبعا" القبول او الاحترام من الذين حولك و في جميع الاحوال اصلا فأن تسرعت واستجبت للاستفزاز فقد عرضت نفسك لفقدان الهيبة و احترامك بين زملائك فإذن الامر الاهم الان هو ان تتعلم السيطرة على توتر مشاعرك و مظاهر الانفعال التي تسببها لك هذة الشخصية العدوانية . "في البداية تعلم ضبط نفسك" بحيث تواصل الحفاظ على هدؤك و ان لا تدع ما تسمع يفقدك السيطرة على نفسك وافكارك ثم تنفس بعمق وخذ شهيقا طويلا و احسب الهواء قليلا قبل ان تخرجة و ذلك ففي السيطرة على تنفسك الهادئ و العميق فأنك تكتسب وقتا للتفكير بما يمكن قوله في هذا الموقف و تأكد من كل كلمة قبل النطق بها و تذكر انها تعطي الطرف الاخر الفرصة التي ينتظرها للمواجهه المطلوبة و تذكر ان للصمت قوة هائلة التاثير و ان السرعة في الاجابة قد يؤدي الى قول ما ستندم علية طويلا كما قد يفقدك الاحترام بين زملائك ، و في النخاية حاول ان تهدئ الموقف من البداية اما اذا اضررت الى الرد فقل شيئا محايدا"انا اتفهم غضبك فهدأ" او "الحل بسيط لا يحتاج كل هذا" ... و بجملة محايدة كهذة يظن الشخص العدواني انك قد يسطرت علية فيهدأ على الاقل لهاذا الموقف . "ثانيا تعلم اليسطرة على الموقف" مع العلم ان ليس هناك وصفة جاهزة لعلاج هذا الشخص العدواني فهناك بعض النصائح لتخفيف الوضع: حاول الاجابة عن هذة الاسئلة : ما هو دافعة للتصرف بمثل هذة الطريقة ؟ هل سيؤدي تصعيد الموقف الى حل المشكلة ام الى تعقيدها؟ ما الذي اوصل الامور الى هذا التوتر و التحدي؟و هل كنت سببا في تصعيد الموقف ؟ ثم ادرس مشاعرك انت : هل تشعر بداخلك بالغضب ؟ هل تشر انك على حق؟ هل تسير على مشاعرك و هدوء اعصابك؟ الاجابة عن هذة الاسئلة ستريحك وتعطيك الكثيرمن الوقت لتصل الى الخيار الصحيح للتعامل مع الموقف. لذلك عزيزي القارئ تذكر ان هذا الشخص العدواني لا يستحق كل الاحباط منك و ان عليك ان تتصرف دائما بنبل و احترام مهما كانت شخصية الذي يواجهك في النهاية : اذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب