عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
وهل تكفي الأماني !
في معترك الحياة وفي ظل قسوتها وشدتها نتلمس بين الفنية والاخرى نسمات هادئة واخبار مفرحة مبهجة بعد ان امتلأت جنبات الكون باخبار الحروب والدمار والتشرذم وضياع قيم الانسانية وسيادة لغة القوة وحياة الغاب والبهيمية .
نتلمس في ظل ضعفنا وهواننا من يعيد لنا ولو جزءا يسيرا من ثقتنا بأنفسنا ، نبحث عمن يقيلنا من تلك العثرة ويخرجنا من لجة الضياع وخباله . ننتظر قائدا نلتف حوله ونهتف له ونشيد بافعاله ومواقفه بعد ان بعد عنا حكامنا في ابراج شاهقة لا نراهم الا ايام الانتخابات والاعياد .
في معترك الحياة وفي ظل قسوتها ما أحلى أن تمد يد العون لأخ لك غلبته الحاجة وقهرت رجولته الايام فتعفو عن ذلاته وتسامح في دينه وتحفظ كرامته وعرضه وتصون رجولته .
ما أعظم ان تحنو على يتيم وتساعد أرملة وتكون عونا لضعيف مسكين عاندته الظروف ولعبت به الايام وتقاذفته كرة بين أرجلها مرميا في شباكها أو خارجا خلف حدود ملعبها ، هملا لا قيمة له ولا وزن ، بينما هو عند ربه جبل شامخ لا تطاله الرقاب او تصل اليه الاعناق .
ما اعظم ان ننفق مما اعطانا الله من فضله ، فربما صدقة ساهمت في حفظ عرض او صون شرف وربما اخرى ابقت احدهم في التعليم ليصير نافعا لدينه ومجتمعه ، بل وربما داوى الله بها مرضا عضالا حار الاطباء في علاجه .
ما اعظم ان تكون طلق الوجه منفتح الفؤاد واسع الصدر ، تعفو وتصفح وتكتم الغيظ وتحسن لا منا ولا سمعة بل ترفعا وعلوا عن الصغائر وتكرما على المخطيء وصفحا عن المسيء ، تكرما تداري به نقصك وتجبر به نفوسا كسيرة وقلوبا بائسة اتعبها القلق وذهب بها الخوف مذهبه ، فتقر بعفوك وتهدأ بحلمك .
ما أعظم أن تكون لبنة صالحة من لبنات المجتمع لا اختياراً منك ولا تفضلا ، بل واجبا تمليه عليك مسئوليتك وأهليتك ، لينهض بك المجتمع وتكتمل لبناته ليصير بنياناً مرصوصا يشد بعضه بعضا تدعمه روح الالفة والمودة وروابط الدين وصلات الدم والارحام ، فتنمو خلا له الاخلاق وتتشعب جذورها بعد أن اجتثتها ايدي الخائنين وقطفت زهورها وهي بعد لم تتفتح أوراقها .
المفضلات