المحطة الرابعة عشر:

سابعاً: تقليبصفحات الماضي

احذر كل الحذر من التقليب في صفحات الماضي فالتقليب فيها لايزيدك إلا حسرة وألم
وضيق ونكد وحرقة إذا فماذا ستجني عندما تقلب تلك الصفحات؟
وكيف تعود للخلف وأنت ماضي في تقدمك؟
فالرجوع للخلف لن يزيدك إلا الرجوعلسجن الماضي وحسرته

هل رأيت سجين أطلق سراحه وأعطيت له الحرية يعود
للخلف للرجوع بين القضبان ؟

هل رأيت أن في نبش القبور نفع ؟ هل سيعودالذي قضى أجله ؟
هل البكاء على الماضي سيعيده كما نريد؟

إذا ما مضى فاتفلنمضي في طريقنا ولننسي ما مضى
ولنردد دوماً أن ما اختاره الله هو خير لناوأننا لا نعلم الصالح لنا
فالله يعلم ويختار

قال تعالى :

)
عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا و هو شرلكم )

}
ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك{

المحطة الخامسة عشر :

ثامناًً:حاضـــــــرك

عيش يومك ولا تنشغلبغيره(لا باليوم الذي مضى ولا باليوم القادم)
ولا تشغل يومك هذا بالغيبة والنميمة قال صلى الله عليه وسلم :

«هل تدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذكرك أخاك بما يكره» . قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أَقوله. قال: «إن كان فيهما تقول فقد اغتبته ، فان لم يكن فيه فقد بهته».

فتخيل انك تأكل لحمأخيك نيئ هل يعجبك ذلك ؟
أو لو قدم لك طعام كالسمك والله أحله لك هل تأكلهنيئ؟

قال تعالى : َلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًاأَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) . (الحجرات: 12)

فالأولى الابتعاد عنمجالس الغيبة أو كل ماهم احد بغيبة أخيك المسلم فانهه عن ذلك

قالت عائشة رضيالله عنها عن ضرتهاصفية بنت حيي ما يعجبك منها يا رسول الله وإنها .. ولم تكملالجملة ولكن أشارت بيديها إلى أنها قصيرة القامة فماذا قال النبي صلى الله عليهوسلم قال"يا عائشة لقد قلتي كلمة لو مزجت بماء البحرلمزجته"فكر بمساوئ الغيبة واستعظم خطرها، واستشعر الخوف والرهبة من عواقبهاالوخيمة الدنيوية والأخروية

ولو وصلك خبر إن الناس تغتابك فافرح لا تحزنفوالله لك اجر في ذلك
واتركهم فما يزيدهم إلا خسران)اكتساب السيئات(أما أنت فلك الزيادة)اكتساب الحسنات(.
لا تتجسسقال تعالى "ولا تجسسوا"
فلأن تجسس الناس على بعضهم قد يؤدي بهم إلىاطلاع على عورات قد سترها الله عز وجل؛ لحكمة يعلمها لا تستوعبها عقولنا القاصرة،إذا ما اطلعنا عليها أفسدت حياتنا وأدخلتنا في صراعات كنا في غنى عنها.

لاتظلم احد جاء في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلمعلى نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا"؛ وصلى الله وسلم وبارك على نبي الرحمةالقائل محذرا من دعوة المظلوم: "واتقوا دعوة المظلوم فإنها ليست بينها وبين اللهحجاب" .

حاول أن تغض الطرف عن بعض نقائص زوجتك وتذكر مالها من محاسنومكارم تغطي هذا النقص والعكس صحيح فانظري بذلك لزوجك فلا يوجد إنسان كامل لقولهصلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم(لا يفرك)(أي لا يبغض)مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضي منها أخر)

مثال :

هل رأيت تلك الوردة الجميلةالشكل والرائحة
ساقها مكتظ بالشوك ولكن هل عند هذا نرميها ؟
بل سنتجاهلشوكها أمام جمال شكلها ورائحتها الزكية
فأتمنى أن يكون حال الزوج والزوجة مثلحال تلك الوردة
وهذا ليس مقتصر على الزوج والزوجة بل في جميع الأحوالكصديق
....
الخ

أأمر بالمعروف وانهي عن المنكر

قال تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف
وينهون عنالمنكر أولئك هم المفلحون(

ولا تقول استحي فليس في حدود الله مجالللحياء والأولى أن تستحي من نفسك
فما تفعله جرم في حق دينك فان لم تستطع فأنتضعيف قال نبينا صلى الله عليه وسلم

‏ ‏ ‏(من رأىمنكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان(

كذلك لا تآكل ولا تشرب ولا تسمع ولا تمشي ولا تنظر لحرام فاحذر كلالحذر واتقي الله حيثما كنت
ولاتكن كالمفلس
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا يا رسول الله منلا درهم له ولا متاع، قال: المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وحج ولكنهضرب هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته حتىلا يبقى له شيء ثم يطرحون من سيئاتهم عليه حتى يلقى في النار"

فلاتتأمل بطول الأجل فلا تغرنك الدنيا بلذاتها و شهواتها ولو دامت الدنيا لدامت للملوكفعد إلى ربك ودع عنك أهواء الشياطين من الإنس والجن فباب التوبة مفتوح فسارعبالتوبة
فكم من أناس سليمين برفه عين فارقت أرواحهم الجسد نسأل الله لنا ولكمحسن الخاتمة.

المحطة السادسة عشر:

تاسعاًً:المستقبل

لا تنظر لمستقبلك بنظرة المتشائمولا تنظر لمستقبلك بمنظار اسود
غير هذا المنظار !!!
فأنت لا تعلم الغيب ولاتعلم ما الله مخفيه لك غداً

}غياب الشمس لا يعنينهاية الأمل .... غداً تشرق الشمس وتسعد النفس{

بماذا سينفعني الحزنعلى مستقبل مبهم علمه عند الله ؟
لماذا احكم على أن مستقبلي سيء و سيحدث و سيحدث , اقدر أمور من تلقاء نفسي ؟
لما لا أفوض الآمر لله وأتوكل عليه حق توكل؟
قال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام:

)لوكنت اعلم الغيب لا استكثرت من الخير و ما مسني السوء(

إذا فا لمستقبلوالأرزاق والأعمار كلها بيد الله

لذلك اترك أمرك للرزاق... فأن الله كل يومهو في شأن
ودع الأيام تفعل ما تشاء... فدوام الحال من الحال
ولا ننسى أنالنبي صلى الله عليه وسلم
دعا للتفاؤل

(تفائلوبالخير تجدوه(

تفاءل خيراً تجد خيراً بإذن الله...

مثال:

كالسماء تجدها صافيه مشرقة فجاءه تتلبد بالغيوم ولايدوم ذلك بعدها تنهمر الأمطار فيعم الخير
لذلك تفاءل خيراً.
المحطة السابعة عشر:

عاشراً:الثقة بالنفس

إن الثقة تكتسب وتتطور ولمتولد الثقة مع إنسان حين ولد... فالأشخاص الذين نعرفهم أنهم مشحونون بالثقةويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل و التأقلم في أي زمان أو مكان همأناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم.

فنحن نجد بعض الناس يرددون إنهم غير واثقين منأنفسهم

كيف ذلك ؟؟

إن انعدام الثقة بالنفسهو
الاعتقاد بأن الآخرين يرون ضعفنا و سلبياتنا وهو الذي يؤدي إلى
القلقبفعل هذا الإحساس و التفاعل معه.. فهذا يؤدي إلى صدور سلوك سيء لا يمت لشخصيتنا
بأية صلة

كمثال :

شخص لا يثق بنفسهولدية طلب تقديم على وظيفة في الصباح الباكر
وذلك لابد من عمل مقابلة شخصيةفتجدين ذلك الشخص في ليلته يجري
مع نفسه لقاء وهذا إن لم يكن قد استقبل المرآةوبداء بالحديث معها بطرح الأسئلة والإجابات فتجديه
يسترسل وينطلق ولكن ما أنيصبح ويذهبللمكان المحدد لعمل المقابلة ستجديه
بداء يتعرق ويتلعثم ويرتبك وتحمروجنتاه



أين يكمن مصدر هذا الإحساس ؟؟ هل ذلك بسبب تعرضي لحادثةوأنا صغيره كالإحراج أو الاستهزاء بقدراتي ومقارنتي بالآخرين ؟
هل السبب أننيفشلت في أداء شيء ما كالدراسة مثلا ؟
أو أن أحد المدرسين أو رؤسائي في العمل قدوجه لي انتقادا بشكل جارح أمام زميلاتي؟
هل للأقارب أو الأصدقاء دور في زيادةإحساسي بالألم؟ وهل مازال هذا التأثير قائم حتى الآن؟؟
أسئلة كثيرة أحاول أنأسال نفسي و أتوصل إلى الحل…وان كون صريحة مع نفسي .. ولا أحاول تحميل الآخرينأخطائي، وذلك لكي أصل إلى الجذور الحقيقية للمشكلة لأستطيع حلها ،وأحاول ترتيبأفكاري وان استخدم ورقة وقلم واكتب كل الأشياء التي اعتقد أنها ساهمت في خلق مشكلةعدم الثقة لدي ، لأتعرف على الأسباب الرئيسية و الفرعية التي أدت إلى تفاقمالمشكلة....