المحطة السابعة :

تحديد الهدف والتغيير في النفسليس نهاية المطاف
بل هناك ضوابط مهمة للنفس حتى نستمر على تغيرها من السلبللإيجاب
من الفشل للنجاح

ثالثا:ضوابطالنفس

1-الإيمان بقضاء اللهوقدرة

بمعنى أن اقدر الأمور واضع لها عدة تقديرات حتى اخفف عن نفسيوحتى
لا اعلق الأمور على شماعة الفشل
(الشماعة : هيعمود من الخشب أو
الحديد يستخدم لتعليق الملابس)

مثلا:

أنا حملت بعد سنوات من الزواج فكانت فرحةوسعادة غمرتني وغمرت زوجي
وكل من حولي فجأة بدأت فرحتي تتلاشى شيئاً فشيئاًأصابني نزيف بشهوري الأولى
بدأت اقلق على جنيني ذهبت للمستشفى أخذت العلاجاللازم مكثت بالمنزل مخدومة
لا أقيم من على الأرض بقدر ريشه وطلب مني النوم علىظهري ورفع رجلي على شيء مرتفع حتى يتساوى ظهري ففعلت ذلك لأجل جنيني وضحيت براحتي
أتحسس جنيني واضع يديعلى بطني وأدعو ربي بدموع ساخنة أن يحفظ الله ابنيو
أن يوقف النزيف استبشرت وان عاد وجلت وبدأت أصول وأجول بالمستشفيات هنا وهناك
ليتوقف هذا النزيف الذي يهدد جنيني بالسقوط
شاء الله وسقط جنيني!!! هل أغلقالأبواب واذرف الدموع الساخنة؟
هل أتمتم بكلمات فيها اعتراض على قضاء الله وقدرة؟؟؟
هل امتنع عن الناس؟؟
هل اقسم على نفسي أن لا تضحك ؟؟هل إلى هذا الحدتوقفت الحياة ؟؟

كلا لم تتوقف بل اقدر الأمور وأقول
أن الله سبحانهوتعالى قدر لي ذلك وقدر لجنيني عمره
فربي ارحم بي من أمي لا اعلم أنا الغيبالله وحده يعلمه
لعل في استمرار حملي سأرقد طريحة الفراش لا حراك لمدة 9 شهورفذلك الأمر يقسم الظهر للنصفين ومهلك وخاصة أن الطبيب أمرني أن لا أنام إلا علىظهري وقد رفعت رجلي للأعلى
أتخيل ذلك الوضع و أنا اقضيه لمدة 9 شهور لا اله إلاالله ربي رحمني من هذا!!
لعل الله اخذ جنيني لأنه معاق أو مشوهه فرحمني ربي منهذه المعاناة التي سأجدها بعد خروجه للدنيا
لعل الله أخذه لأنه ابن عاقشقي
قال تعالى:

"وأما الغلام فكان أبواه مؤمنينفخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا"

لعل الله أخذه ليأتي يوم القيامةفيمسك بيدي ليدخلني الجنة
لعل الله أخذه ليرى مقدار صبري هل احمد واشكر ليعوضنيأم أتسخط لأنال السخط
إذا من خلقه في رحمي سيخلق غيره
الله لم يبتليني إلالأنه يحبني

( ومن يرد الله به خيراً يصب منه)

الحمد لله غيري اخذ الله ابنهم بعدما كبر وترعرع أمام أعينهم
مصيبتي أهون من مصيبة غيري فلله الحمد والمنة
قال تعالى :

}قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا {

وهكذا فتقديرالأمور تجعلك تؤمن بقضاء الله وقدرة .

المحطةالثامنة:

2-الصبـــــــــــــــــــــ ـــر
(الحزن , الهم , الغم , البكاء , النكد(

إذا فشلت بأمر معين أو خسرت حلم طالما حلمت بهسأتوسد الحزن وتوابعه

لحظــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــة

يا نفس توقفي لا تبكي وأجيبي على تسأ ولاتي

هل البكاء والحزنسيعيد لي ما خسرته ؟
هل البكاء والحزن سيحل لي قضية طال تعقيدها ؟
إذافلنستعرض فوائد الحزن ومضارة

فوائدة:

صفرلا يوجد فائدة

مضارة:

ضيق, كتمه بالصدر ,كآبه, انطواء وعزله ,هم وغم مستمر
عصبيه وفقدان شهيه أو شراهة وارتفاع بالضغطو السكر
تعب وخمول نوم كثير وتوقف للحال وارق
تدمير شامل للصحة ...الخ

الله اكبر ماذا جنيت أنا على نفسي حين اتبعتها بالحزن ؟

نعملا نستطيع منع أنفسنا من الحزن ولكن هل نجعل الحزن
يصل بنا إلى مرحلة الجنون أوالهلاك؟
لكن نستطيع التحكم بذلك ونوقف الحزن لأننا لن نجني ثمار طيبه منه.. فقطتضييع وقت
وتوقف للحال وهلاك للنفس

ألا تعلم إننا في دار نعيش فيها كعابرسبيل ؟؟

لم نخلق فيها لأجل ملذات وشهوات بل نعمل بها فنحن في داربلاء
سنحدد فيها مصيرنا إما للجنة وإما للنار
قال تعالى
} وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون{

ولنعلم إن هذهالحياة لا راحة فيها الراحة في الآخرة بالجنة
فنحن في شقاء دائم
أحبتي إنالدنيا هي عالم مليء بالشهوات الزائلة والمؤقتة لنسير إلى عالم أخر عالم
فيهنجمع حصاد أعمالنا في الدنيا التي هي دار ابتلاء وامتحان وما الدنيا إلا متاعالغرور

علينا أن نحذرها ونعمل باتجاه الاستقامة والابتعاد عن كل ما يقربنامن النار من قول أو عمل
قال الله تعالى

) لقدخلقنا الإنسان في كبد (
فهي لا تستقر على حال.

دوماً تذكر وتذكريفي كل لحظة مهما حدث من حوادث وطوارق منكدة
إننا سنخرج منها لننتقل إلى القبرأول منازل الآخرة بماذا سنرحل ؟

بسيارة, بمال, بأطفال, بزوجة , بمنزل فخم ..الخ كلا!!!
بل سنرحل منفردين ولو لحقونا سيرجعون ويبقى العمل فاجعلمنه
المؤنس لك في القبر..

إذاً فإن خسرنا الراحة فيها فلابد من كسبالآخرة لنرتاح
راحة دائمة لا موت فيها
وان لا نضيعها ولنجعل نصب أعييناالجنة فما بعدها رجوع وعمل
ولنتحسب في كل مصيبة لننال الرفعة فيالجنة
فالجنة منازل نسأل الله لنا ولكم جنة الفردوس الأعلى .

لنتذكر مثال من أروع الأمثلة :

بعد نقض تلك الصحيفةالتي كانت بين المسلمين والمشركين

انطلق المسلمون من الشِعب يستأنفون نشاطهمالدعوي، بعدما قطع الإسلام في مكة قرابة عشرة أعوام مليئة بالأحداث الجسام، وما أنتنفَّس المسلمون من الشدة التي لاقوها، إذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يصاببمصيبتين عظيمتين هما: وفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، ووفاة عمه أبيطالب

كانت لوفــــــــــــــــــــــ ــاة

خديجة رضي الله عنها :وقعها الشديد على النبي صلى اللهعليه وسلم، فهي التي أعانته على إبلاغ رسالته، وشاركته أفراحه وأتراحه، وواستهبنفسها ومالها، ووقفت بجنبه ساعة الشدة.

أما عمه :فقد كان أبا طالب يحوط النبي صلى الله عليه وسلم ويدافع عنه، ويغضب له،ولم تستطع قريش أن تنال من النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد موت أبي طالب والذيضاعف حزن النبي صلى الله عليه وسلم أن عمه أبا طالب مات كافراً...هل بقي النبي أسيرلأحزانه ؟
فعلى الرغم من المحنة التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم، لم يزلرسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بشؤون أصحابه، ويقف إلى جوارهم ويواسيهم، ففيشوال من العام نفسه تزوج النبي صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعه ، وذلك حين خشيعليها من بطش قومها بعد وفاة زوجها، وهي أول زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم بعدخديجة رضي الله عنها.
إنها أحداث تهز الكيان البشري، وتزلزل الأرض من تحت أقدامالضعفاء، أما من قوي إيمانه بالله ويقينه بوعده ونصره، فلا تزيده هذه الأحداث إلاتصميماً وعزماً على مواصلة الطريق، وهكذا كان نبينا صلى الله عليهوسلم.
المحطة التاسعة :

3لتفاؤل وتجديدالأمل

فلنتخيل هذه الأرض البور هل ستصلح للزرع ونحن لم نعد لها
أمور لتهيئها لتكون ارض صالحة للزراعة بأذن الله

1-محراث
2-تربة
3-أسمده
4-ماء
5-مركبات طبيعيه
6-بذور
7-مركبات حماية للزرع والبذور

نحرثالأرض نضع لها الأسمدة والمركبات الطبيعية نضع البذور نبدأ بسقيها بالماء وضعالحماية)شبك حماية(ولا نسمح للطيور لنبش الأرضوانتشال ما غرسنا فيها من بذور بعدما يكبر الزرع شيئاً فشيئاً نجني ثمار ما غرسنامنها سنبيع المحصول ونكسب المال فنزيد من هذه الثروة كلما تعددنا بنوعيةالبذور
)
بذر> الخضار , الفواكه , الزهور ..الخ (

النفس كالأرضتنتج ما يغرس فيها أن غرست بذرة سيئة لن تجني خيراً وان بذرت خيراً ستنالخيراً
إن غرست في نفسك الحزن ستحزن وستعيش الحزن وتوقف الحال حتى تموت لم تنفعنفسك ولم تنفع غيرك..
وإن غرست التفاؤل والفرح ستجني ذلك نعم ولو كانت أحزانك منرأسك لأ خمص قدميك وجعلت التفاؤل
نصب عينيك ستتحرر من هذا الحزن وستلقي الرداءفي المدفئة لتأكله النار حتى لا تعود له
وستلبس رداء التفاؤل وتجدد الأمل ماذاستجني؟

ألإشراقه بالوجه والسعادة بالقلب حب التجدد المحاولة بالنجاح لو وصلالفشل 99% والنجاح 1%
والله ستنقلب الموازين وستتحول حياتك وسيكون النجاح بإذنالله 99% والفشل 1% هذا وان كان للفشل نصيب في حياتك وخاصة إن جعلت نصب عينيك حسنالظن بالله

"أنا عند حسن ظن عبدي بي، فليظن بي مايشاء، إن خيرًا فله، وإن شرًّا فله"

والأهم أن تعتني وتسقي بذرةإيمانك بالعلم والتعلم وتطوق إيمانك وتفاؤلك بقلبك بحماية ولا تجعل لأياً كان ينتزعذلك
كيف؟
ابتعد عن مجالس رفقاء السوء ابتعد عن المتشائم ابتعد عن الحزينوخاصة من ينظر للدنيا بمنظاره الأسود حتى لا تتأثر بهم.

4- الذكــــــــــــر

إلى جانب حسنالظن بالله نضع الذكر بصفة عامة من استغفار, الأذكار(المسائية والصباحية)
فالإنسان يمنع الرزق بذنب وكلنا نذنب ولسنا معصومينعن الخطاء
فللاستغفار فضائل عظيمه لمن داوم عليه

قال تعالى: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدراراويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا"

قال رسولالله صلى الله عليه وسلم"من لزم الاستغفار جعل الله له منكل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب" قال الحاكم: صحيحالإسناد.
وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، قال"كنالنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مئة مرة: رب اغفر لي، وتبعلى، إنك أنت التواب الرحيم"رواه أبو داود وابن ماجة والترمذي وقال حديثحسن صحيح.

من عنده هم وغم ؟
من عنده ضائقة ؟

العلاج:

هو كثرة الاستغفار ليكن الاستغفار خارجاً منالقلب لا من اللسان فقط
وليكن عندك يقين تام بالله انه سيفرج همك وغمك واعزمولا تجعل للشيطان مداخل يدخل بها عليك
انه يقول هاأنت استغفرت ما فرج همك؟
إن لم يُفرج الهم الله سيفرِجهُ متى شاء لكن أكثر من الاستغفار فالفرج هو راحةبالقلب وسعادة
رغم الهم والغم فإن الله سيزيحه عن قلبك.