سلسلة تنمية الذات: ح (1) كن مبادراً ( بقلم ازهر اللويزي)

المبادر هو من لديه القدرة لبدء التجارب الجديدة وتحقيق نتائج واضحة فيها , ويرى الحياة مغامرة , فهو شجاع لايستسلم للهزيمة بسهولة , ويستكشف الحياة بمرونة وتلذذ .

وقد اكدت الدراسات أنَ الناس ثلاثة اصناف في الواقع :

الاول : هو الذي يصنع الاحداث وهذا هو المبادر .

الثاني : هو الذي يشاهد الاحداث ويكتفي بالتفرج او الولوج فيها .

الثالث : هو الذي يتساءل عن الاحداث ما الذي جرى ؟ وماذا يجري الآن .

فمن أي الاصناف الثلاثة انت ؟ ارجو ان تكون من الصنف الاول , واقصد المبادرة في صنع الخير لا الشر .


والمبادرة صفة ضرورية لكل قائد ومدير او من يطمح لهما , فمن اراد ان يحقق هدفاً ما عليه ان يكون مبادراً ويتحمل المسؤولية الكاملة لما يتمخ منها من نتائج ؟ .


فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مبادراً في شؤونه واموره فقد عرض نفسه على القبائل في مواسم الحج ليبلغهم دين الله تعالى ويقول :
(( مَن رجل يحملني الى قومه فيمنعني (يحميني) فأن قريشاً قد منعوني أن ابلغ رسالة ربي ؟ )) ولكنه اصطحب معه ابو ابكر رضي الله عنه لأنه كان يعرف انساب العرب وتأريخها , ففي مبادرته الشريفة تلحظ خطة استراتيجية واضحة المعالم محددة الاهداف والمقاصد وخالية من التخبط والعشوائية .



وقد قص القرآن الكريم لنا عن حشرة كانت صاحبة قرار ومسؤولية الا وهي النملة المبادرة , فلم تكتف بالمشاهدة للحدث او تتسائل عنه بل اخذت زمام المبادرة ونادت بأعلى صوتها لتنقذ قومها قال تعالى :
(( حتى اذا اتوا على واد النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فتبسم ضاحكاً من قولها )) .

فهي بادرت وعرضت حياتها للخطر ولم تهرب ووجهت التوجيه الصحيح وحذرتهم من التباطؤ والتراخي وحثتهم على الاسراع واعتذرت عن نبي الله سليمان وقومه ان يظلموا او يعتدوا على احد لأنه جيش رباني .



رغم صغر حجمها قد سطرها القرآن الكريم بذكرها لوموقفها العظيم , وقد تعلمت أنا شخصياً من الحياة بأنها تقاس بالمواقف والقيم لا بالعمر الطويل .


اخرج من الروتين القاتل والقالب القديم الذي شعاره : الله لا يغير الحال ؟ طيب لماذا لا يتغير الحال اليس حالنا اليوم تعيساً ؟ بادر ولا تخش الهزيمة وارفع راية الجد والتغيير بعقلانية وتخطيط ورؤية واضحة المعالم ستحصد نتائج طيبة بأذن الله تعالى ....

*** *** ***