$ وصفة سحرية لصناعة الأجيال $
كلما أعياني التعب واثاقلت خطواتي بعد رحلة يوم دراسي طويل ،استخرجت من نفسي كل طاقاتي والقيت جسم منهكاً على اريكتي وبرأس مثقل بالهموم على وسادتي تتسارع فيه الصور والإستفهامات ،وتمضي بي ذاكرتي بعيداً وترتسم أمامي صورة المعلمة فاطمة تقف أمام السبورة ، والجميع منتبه ومصغ بإهتمام ،وأذكر صوتها الآسر وحركاتها الرشيقة ومسطرتها تشير بها تنقلها في أرجاء السبورة والطباشير أطوع لبنانها من كل حواسيب العصر ،وأدواتها أبلغ واوضح من كل وسائل اليوم .
كم كنا نستمتع بحصة الرياضيات ،ونسافر في الجغرافيا إلى بلاد بعيدة في سياحة ممتعة،أما في مادة العلوم فقد جعلت منا علماء صغار شغاف بالمعرفة وكالنحلة صاغت لنا المعارف شراباً حلواً لذة للشاربين .
وما أن قلبت رأسي على وسادتي حتى ومضت لي صورة مشرقة رائعة لمعلمة اللغة العربية يوم كنت في المرحلة المتوسطة ،وكم كنت أتلهف لحصص الأدب والقواعد وأستمع بسويعاتها ودقائقها ،وكم كان يسعدني لإعداد واجباتها ،كانت حصة العربي رحلة شائقة تأخذ معلمتنا فيها بإيدينا لنمتطي اجنحة الكلمات والمعاني ،ونحلق معاً من بستان إلى بستان ،نطير من زهرة إلى زهرة لنرتشف من رحيق الأدب وفنون اللغة ونصوصها ، نتذوق حلاوة الشعر ونسبر أغوارها ونفهم معانيه ونتغنى بسحره وبيانه .
لله در معلماتنا كيف استطعن أن يجمعن بين قلب المربي المحب وعقل المعلم الواعي وبين الحنان والحزم ..أ
خلصن عملهن لله فتحملن كل الصعاب ،
حقاً (حب وحزم وإبداع وعطاء ونية صادقة ) ..يالها من وصفة سحرية لصناعة الأجيال ..
همسة لكل معلمة
أحبي مهنتك تحببك .
أحبي تلميذاتك يقبلن على التعلم منك .
أخلصي عملك لله يبارك لك وييسر لك أمورك ويعينك بالحب والإخلاص والتفاني مع قطرات من الحزم والمسؤلية تكتمل خلطتك السحرية
المصدر : مجلة بريد المعلم
المفضلات