أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

النتائج 1 إلى 3 من 3

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    May 2015
    المشاركات
    6
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي المدارس.. كيف تقتل الإبداع!

    تحويل التعليم من دور الصانع إلى دور الزارع




    هناك ثلاثة فلاسفة كبار ساعدوا على اكتشاف نظرية التمتين وتطبيقاتها، كما أثْروا الفكر الإداري العالمي وأثَّروا في مريديه ومتابعيه. فعندما نتذكر الراحل "ستيفن كوفي" بصفته أعظم معلمي القيادة، نشير أيضًا إلى "نسيم نيقولا طالب" صاحب نظرية "الهشاشة" المضادة "للمتانة" وأبرز فلاسفة المال والأعمال. أما الفيلسوف الثالث فهو "كين روبنسون" أشهر فلاسفة التربية المعاصرين.




    - اشتهر "كوفي" بكتابه "العادات السبع" وبأسلوبه الهادئ وحكمته العملية.
    - واشتهر "نسيم طالب" بكتابه "البجعة السوداء" وأسلوبه الحاد وأفكاره اللاذعة ونبرته التهكمية.
    - واشتهر "روبنسون" بكتابه: "المدارس كيف تقتل الإبداع: تحويل التعليم من دور الصانع إلى دور الزارع" بأسلوبه الساخر وقدرته على التأثير بالإلقاء؛ حتى صار أشهر محاضري موقع TED العالمي، فتجاوز مشاهدو محاضرته التي يتناولها هذا الكتاب أكثر من مائة مليون.




    اشتهر الفلاسفة الثلاثة بنظرتهم الجديدة إلى الأمور. فإذ يرى "كوفي" أن القيادة الحقة تنبع من الداخل، وترتكز على الجوهر لا المظهر؛ يروي "طالب" أسطورة الخراط اليوناني "بروكراستس" الذي كان يمُطُّ كل رجل قَصير ليتلاءم مع طول السرير، ويقطع رجلي كل رجل طويل ليدخل في نفس السرير. أي كان يُقوْلب ويعدِّل الصعب ليناسبَ السهل. وفي تطبيقه لهذه النظرة على الواقع، يرى أن شركات الأدوية تصنع أمراضًا لأدويتها الجاهزة، وأن البنوك تصطنع مصفوفات رياضية مزورة لممارساتها المالية المدمرة؛ وهذا ما نسميه في "التمتين": "القولبة العكسية".




    القولبة العكسية: هي تغيير الموظف ليناسب الوصف الوظيفي، مثلما تغير المؤسسات التعليمية عقول وشخصيات الطلاب باستخدام الاختبارات والمحفزات لتناسب المناهج الجامدة، وتغيِّر المؤسسات الرياضية أجسام وإمكانات الرياضيين بالمنشطات والهرمونات!


    يحدث هذا أيضًا في التنمية البشرية. فقد استبدلنا مصطلح الموارد البشرية بالاستثمار البشري وظلت ممارساتنا كما هي. وسمعنا مئات الخطب التحفيزية الرنانة، ومارسنا البرمجة اللغوية، وصرنا كلنا "سيرتفايد – Certified" في كل شيء، ومشينا على النار آخذين بنصائح "توني روبنز"، وقرأنا كتاب "السر – The Secret" طبقًا لتعويذة "روندا بيرن." فعلنا كل هذا، وما زال التعليم يتراجع، والبطالة تتفاقم، والأمراض تنتشر، والأسواق المالية تخرج من فقاعة وتدخل في أخرى.


    وهنا يأتي السير "كين روبنسون" بفكره وكتابه الجديد، الذي يسرنا أن نقدمه كواحد من عظماء التربية المبدعين. ولد "روبنسون" في "ليفربول" بإنجلترا عام 1950، ومنحته الملكة "إليزابيث" لقب "سير" اعترافًا بجهوده في إثراء التعليم في بريطانيا والعالم. وكانت آخر وظائفه قبل أن يهاجر إلى أمريكا مع مطلع هذا القرن أستاذًا لتعليم الفنون في جامعة "واريك" البريطانية.




    يرى الدكتور "روبنسون" أن المدارس لن تُبدِع ما لم تشجع الطلاب على المبادرة، وتحفزهم على المخاطرة وعدم الخوف من ارتكاب الأخطاء. ويؤكد أن التربية ليست بحاجة إلى إصلاح فقط، بل إلى تحويل جذري. ومفتاح التغيير ليس تنميط التعليم، بل تخصيصه وتفصيله على قدر كل طالب، وبناء أسس الإنجاز والإعجاز والإبداع والإشعاع بعد اكتشاف موهبة كل طفل، ووضع كل الطلاب وكل المتعلمين في بيئات تَعلُّم تمكنهم من استثمار قدراتهم ودوافعهم الداخلية ورغباتهم الذاتية؛ ذلك أن الإبداع لا يقل أهمية عن محو الأمية.




    ومن مقولاته المشهورة: "مشكلتنا الحقيقية التي أدت إلى فشل معظم خطط وبرامج التعليم حول العالم، لا تكمن في أننا نطلب المستحيل فلا نحققه، بل في أننا نطلب القليل ونحققه." وذلك لأن التخيل هو مصدر كل إنجاز، وهو المصدر الذي نهدره دائمًا، وبطرق رسمية ومقننة ومنظمة، بسبب الأساليب البائدة والفاسدة التي نُعلِّم بها. ويؤكد أن الموارد البشرية مثل الموارد الطبيعية، مدفونة في أعماق البشرية ولن نستطيع اكتشافها بنظرة عابرة وسطحية، بل علينا أن نغوص ونبحث عنها داخل الناس، وأن نهيئ الظروف التي تحفزهم على التعبير عن أنفسهم وعن مواهبهم ومواطن قوتهم.


    ولذا فإن نموذج الإنتاج الصناعي لا يصلح للتعليم. علينا أن نتحول إلى النموذج الزراعي لأن الازدهار والابتكار البشري لا يتم بطريقة ميكانيكية، بل بطريقة طبيعية؛ فمن المستحيل أن نتوقع نتائج ومخرجات التنمية البشرية بدقة كما يدعي الذين يعتبرون التعليم عملية تصنيع. كل ما علينا فعله هو أن نَـفْلَح ونزرع لكي نبرع في التعليم. أي علينا غرس الشجرة الصالحة في التربة الصالحة وتهيئة الظروف المناسبة للنمو والازدهار والإبهار لكل نبتة وبما يلائم طبيعتها واحتياجاتها.


    ومن تعليقاته الساخرة قوله بأن التعليم الأكاديمي صار، مثل تصنيع الوجبات السريعة، نمطيًا ومتشابهًا في الطعم واللون والرائحة. فسواء اشتريت الهامبورجر أو البيتزا في أمريكا أو الصين أو نيجيريا أو السعودية، فعلى الأرجح أنك ستلمس وتشم وترى وتتذوق نفس الشكل واللون والطعم والرائحة.


    ومن المؤسف أن تُعامِلنا مناهج التعليم بنفس النمطية، ولا تفرق بين عقولنا وبطوننا، ولا بين أرواحنا وأجسامنا. فنحن كائنات مختلفة وحاجاتنا متنوعة، ومن حق كل منا أن يَحْصُل على التعليم الذي ينفعه، ويمكِّنه من الإبداع، بدلاً من التعليم الذي يضُّره ويجبره على الاتباع.


    التعديل الأخير تم بواسطة روعة ; 21-May-2015 الساعة 04:04 PM سبب آخر: يمنع وضع الروابط

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178