في إطار جهود واهتمامات الدول وخاصة المتقدمة منها لتطوير أنظمتها التربوية والتعليمية عامة والمناهج الدراسية خاصة من أجل مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهها انطلقت مجموعة من التجارب العلمية في مجال المدرسة الحديثة القادرة على الوفاء بمتطلبات المستقبل وأعبائه ومن هذه التجارب:

1- مدارس كسر القالب " الأمريكية " break the mold school
وقد قامت بتأسيسها شركة أمريكية كبرى في عام 1991م لتطوير المدارس ويقوم بتمويلها القطاع الخاص وتتلخص أهم الملامح العامة لمدارس كسر القالب " الأمريكية " بالآتي:

- زيادة استخدام التكنولوجيا التعليمية.
- تغيير طبيعة العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي لزيادة التفاعل والارتباط بينهما.
- بناء التقويم التربوي بشكل يصل الى الحقيقة المطلوبة.
- تغيير دور المعلم من توصيل المعرفة إلى دور المرشد أو المدرب التعليمي.
- تحقيق التكامل في المنهج بين المواد الدراسية M.E Sweene . 1994.pph 97))

2- تجربة اليابان:
التي قامت نهضتها الحديثة على جهد جهيد في الدراسات المقارنة للمناهج فيها بمناهج الدول الأخرى ، ولم تكن هذه الدراسات تعنى بمحتوى المناهج فحسب بل وتعني كذلك بمخرجات هذه المناهج ونوع الفرد الذي تكونه ومقومات شخصيته المنتجة ، وحتى بعد أن استحدثت اليابان اساليب تطوير أخرى لمناهجها فلا تزال عيناها متفتحتين على مناهج الدول المتقدمة الاخرى بالدراسات المقارنة المستمرة لهذه المناهج لتأخذ عنها الافضل الذي يناسبها ، والدول المتقدمة حين تقارن مناهجها بمناهج دول متقدمة اخرى فانها تقارن في الواقع أهدافا متطورة باخرى متطورة ومحتوى حديث بآخر حديث ، وتقنية متقدمة بآخرى كذلك، وهكذا الامر بالنسبة لبنية عناصر المنهج، ولكن دراستها المقارنة تبحث عن مواقف التميز لتختار منها ثم تخضعها للتجريب قبل الآخذ بها أو الإعراض عنها. ( الدمرداش – 2001م مرجع سابق – ص682 )

3- تجربة الصين:
ورد خبر في صحيفة عمان يوم الاربعاء 14/3/2004م وكان الخبر يتعلق بتغير المناهج الدراسية بالصين، ويوضح الخبر مدى أثر التغيرات الثقافية في تطوير المناهج الدراسية، حيث أورد الخبر أن وزارة التعليم الصيني قامت بتغيير المناهج الدراسية بعد أن تأكدت لها اكذوبة روية ( السور العظيم ) من الفضاء، حيث اصدرت الوزارة تعليمات بحذف كل ما يتعلق بهذا الموضوع عن المقررات الدراسية بعد أن ظل يتصدرها لعقود طويلة، وذلك بعد أن حصلت على تأكيدات رائد الفضاء الصيني ( يانغ لي وي ) الذي نفى رؤيته للسور العظيم خلال تواجده بالفضاء يوم 15 اكتوبر من العام الماضي لا بالعين المجردة ولا حتى بالاستعانة بالعدسات المكبرة فائقة التقدم.( صحيفة عمان، عدد 14 /3/ 2004، الصفحة الأخيرة )

4- تجربة كندا:
بدأت كندا مشروع استخدام الانترنت في التعليم عام 1993 م حيث كانت البداية في الجامعات ثم تطور الامر بالتعاون مع القطاعات الخاصة والعامة فشملت مدارس التعليم بالمراحل المختلفة من خلال مشروع (school net) وبعد سنوات قليلة توسع المشروع ليقدم العديد من الخدمات مثل توفير مصادر المعلومات التي تخدم المدارس والمدرسين وأولياء الامور وغيرها من الخدمات كما أن القطاع الصناعي الراعي الرئيسي للمشروع بدأ في عام 1995م برنامج لحث ودعم وتدريب المدرسين على تدريس المناهج باستخدام الانشطة الصفية المبنية على استخدام الانترنت، وقد رصدت الحكومة الكندية مبلغ 30 مليون دولار للتوسع في هذا المشروع خلال السنوات التالية لعام 1993م ( الحرك هشام، 2003م، ص 3)

5- التجربة السورية:
شهدت المناهج التعليمية السورية تعديلات روتينية خلال السنوات الأربع الماضية شملت في شكل خاص اختيار مقرري الثقافة القومية الاشتراكية في السنتين الاولى والثانية العامة المتوسطة، كما اختصرت مناهج اللغة العربية وألغت من التعليم الثانوي مقرر التربية العسكرية نهائياً، واستبدلت الرداء المدرسي من اللون ( البني الكاكي ) الى اللون الازرق لصفوف الحلقة الثانية من التعليم الاساسي والرمادي من التعليم الثانوي إضافة الى تعديلات ذات صفة معلوماتية طاولت معظم المواد الدراسية وزيادة حصص اللغة الانجليزية واستخدام التقنيات الحديثة لمواكبة العصر. وقد جاءت هذه التعديلات بناء على خطط وضعها المؤتمر القطري التاسع لحزب البعث المعقود في يونيو 2000م في اطار تطوير العملية التعليمية بكافة مراحلها. ( محمد الخمز – 2004م دمشق )


6- تجربة بعض دول الخليج ( الكويت – السعودية ):
نتيجة الظروف السياسية والتغيرات الخاصة في الفترة الماضية قامت وزارة التربية والتعليم الكويتية بمراجعة الكتب المدرسية وحذف كل ما من شأنه التشجيع على التطرف الديني لمواكبة التغيرات الخاصة في العالم، وفي السعودية تقوم وزارة التعليم بتطوير كل المناهج وتعديل بعض أجزائها حسب حاجة المتعلم الى العلم ومتطلبات العصر وظروف المجتمع، وكل ذلك بسبب المتطلبات الداخلية لمواكبة روح العصر والتقدم التكنولوجي والحضاري. ( أحمد فواز – العدد 17 – 2004م ص1 )


7- تجربة السلطنة في مناهج التعليم الاساسي:
منذ بداية التعليم الاساسي 98/99م في السلطنة يلاحظ اهتمام كبير من وزارة التربة والتعليم في استخدام مصادر المعلومات المختلفة وتكنولوجيا العصر وتطوير المناهج التربوية بما يواكب المستجدات التربوية والتغيرات المختلفة واستخراج احدث طرق التدريس التربوية التي تساعد التلاميذ على التعامل السليم مع التغيرات في الجوانب المختلفة.


نقلا عن ورقة عمل مقدمة للقاء التربوي الرابع 3- 5 / 4 / 2004م بعنوان "أثر التغيرات الاجتماعية والثقافية على المناهج الدراسية" والتي أعدها عامر بن محمد بن عامر العيسري الباحث التربوي بالمكتب الفني للدراسات والتطوير (مسقط - 2004 م).

والسؤال المطروح هل أثمرت هذه التغيرات على المناهج ورفعت من سوية التعليم؟ أم أن هناك المزيد من الاعتبارات التي من الممكن أن تساهم بشكل أكبر على التعليم؟ من الجيد أن نواكب التطور ونحدّث في المناهج والطرائق ولكن أليس للمتعلّم نصيب ودور في هذه العملية!

الفائدة لجميع القراء وخصوصا إذا تم تبادل الآراء حول الموضوع.