تحرص وزارة التربية والتعليم في أي دولة من دول العالم على اختيار المعلمين الأكفاء ليتولون تربية الأجيال بالشكل الذي يكفل لهذه الدول السير قدمًا في الطريق الذي ترسمه لهم قيادات هذه الدول .

وفي الدول الأوربية نجد أن أفضل الكفاءات يتم ترشيحها للعمل في المدارس الابتدائية لتعليم النشء الطريقة الصحيحة في القراءة والكتابة والتفكير الإبداعي وحسن التصرف ، بينما يحدث العكس في عالمنا العربي حيث يكون الاهتمام (( أضعف )) بالمراحل السنية الصغيرة اعتقادا بأن الطفل مخلوق سهل التعامل معه ولا يجب أن يأخذ الشيء الكثير من التفكير أو حتى الاهتمام بمن يقوم بتعليمه أو حتى ما يجب أن يتعلمه .

ولذلك نجد أن كثير من أبنائنا يتركون الدراسة أو يتعلمون العنف إن استمروا في مراحل عليا من التعليم نظرًا لما تعلموه من هؤلاء المعلمين من العنف و (( أسكت ياولد !! )) .

وتتناقص الأعداد في الغالب في مراحل التعليم العليا نظرًا لاعتماد التعليم لدى غالبية الدول العربية على (( الكم )) لا على الكيف ثم يأتي المعلم (( غير )) المؤهل ليكمل الناقص (( بحشو )) أذهان التلاميذ بكل ما لذ وطاب (( !! )) من المعلومات التي (( تثقل )) كاهل الطالب بمعلومات كثيرة ومتنوعة لا ترتبط بواقعه الذي يعيشه فيكون هذا التناقض العجيب حيث يهتم أبنائنا بحفظ المعلومات حفظًا ثم (( نثرها )) في أوراق الإجابة في الاختبارات المتنوعة ثم (( نسيانها )) بعد الفراغ من هذه الاختبارات لأنها بعيدة كل البعد عن واقعه الذي يعيش فيه !!

ومما يزيد الأبناء (( غبنًا )) بعض المعلمين الذين يتخذون من هذه المناهج (( تحديًا )) بينهم وبين طلابهم (( !! )) فتجدهم (( يتفننون )) في وضع الأسئلة (( التعجيزية )) حتى يبينون (( أهميتهم )) وصعوبة المنهج الذي يعلمونه لأبنائهم طلاب المدارس في المراحل المختلفة !!

وقد لفت انتباه أحد الأهالي معلم مادة (( الفيزياء )) في إحدى المدارس الثانوية المعروفة بمدينة اللاذقية حيث لم يستطيع إلا طالب واحد من الحصول على الدرجة النهائية في هذه المادة في اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول !!

وقد تحدث مع مدير المدرسة ووكيلها عن وجهة نظرهم في هذه النتيجة المخيبة للآمال والتي أرى أنها تدل على (( فشل )) المعلم في إيصال المعلومة بشكل صحيح لطلابه أثناء تعليمهم (( ثم )) فشله في (( إعداد )) الأسئلة التي تتناسب مع ما قام بتعليمه لطلابه خلال الفصل الدراسي لأن إعداد الأسئلة يجب أن يكون متوازنًا مع ما قدمه المعلم خلال الفصل الدراسي لطلابه وإن كانت النتيجة مخيبة بهذا الشكل فلا بد أن هناك خللاً لدى هذا المعلم في أسلوب تعليمه لأنه ليس من المعقول ولا المقبول أن يكون غالبية طلاب هذا المعلم لم يستطيعون تجاوز نصف درجة المادة نظرًا لصعوبة الأسئلة رغم تفوق هؤلاء الطلاب في المواد الأخرى سواء العلمية أو الأدبية لتظهر لنا مادة الفيزياء ((شاذة)) في نتيجتها من بين بقية المواد الدراسية .

أتمنى أن نتناقش في هذه القضية وإبداء الرأي بكل شفافية في هذه القضية حرصًا على جيل قد يكون مثل هذا المعلم سببًا في تركه للتعليم وقد يكون سببًا لانحرافه بمثل هذه الأساليب التي لا تمت للتربية بصلة .

مع خالص تحياتي وتقديري للجميع .