من الملاحظ لدى الأمهات بأن الطفل يبدأ بعد بلوغه عامه الأول بالتركيز طويلاً عند القيام بأي شيء، وكل لعبة يلعبها الصغير، أو حدث أو أي شيء يحيط به، هو اقتراح للتعلم يتيح للطفل جمع المعلومات عن طريقة عمل الأشياء، وإيجاد الحلول للصعوبات التي تواجهه، كما سينجذب الطفل في هذه المرحلة العُمرية إلى الألعاب الميكانيكية، مثل ألعاب دولاب الريح، والألعاب ذات المفاتيح والأزرار والمقابض.

وتعتبر ألعاب التقليد جزء كبيراً من عملية التعلم في هذا العُمر، حيث يمكن أن يبدأ الطفل باللعب بالأدوات المنزلية، مثل أدوات المطبخ الخشبية والبلاستيكية، واستخدام فرشاة الشعر لتسريح شعر الدمية، وتحويل عجلة سيارة لعبة، ودفعها ذهاباً وإياباً، أو تقديم أكواب بلاستيكية صغيرة كمشروبات للضيوف. سيحب الطفل في هذه المرحلة الألعاب التي تتضمن إشراك آخرين.

ومن الجدير بالذكر، أن الأطفال في هذا العُمر يتأثرون بالأشقاء الأكبر سناً، لأن التقليد أسلوب حاسم في تعلم الأشياء ومعرفة المزيد عن العالم المحيط بهم. وقبل أن يتم طفلك عامه الثاني سيجيد ألعاب الاختباء، سيتذكر البسكويت الذي قمت بإخفائه، وأية أشياء أخرى محببة إليه.

مع تطور قدرات الطفل، ومعرفته المزيد عن ألعاب الاختباء سيصبح أكثر تفهماً لانفصال الأم وغيابها لبعض الوقت، لأنه سيدرك أنها تعود دائماً. وسيحب الطفل في هذا العُمر أن يكون المُخرٍج، سيخبرك أي دور تلعبين لتساعديه على إنجاح ما يريد. وفي بعض الأحيان سيفضل أن يكون مستقلاً ويقوم بالعمل بنفسه دون مشاركتك.

وعلى الرغم من أن الصغير يستطيع إدراك الحركة، ويستمتع باللعب بالأشياء التي تتحرك، كالسيارة أو ما شابه، إلا أنه لا يدرك العواقب المترتبة على الحركة، أي أنه لا يستطيع إدراك الصورة الكلية لتسلسل الحركة.

كما يعرف الطفل أن الباب يتحرك ليغلق، لكنه لا يدرك أنه لو أبقى يديه عند طرف الباب سيصاب ويتألم، ويعرف الصغير أن سيارته يمكنها أن تتحرك في الشارع مثلما تتحرك على أرضية البيت، لكنه لا يدرك عواقب الزحام؛ مثل هذا التسلسل للعواقب سيكون ضمن ما يدركه الطفل في مرحلة عمرية تالية، لذلك يحتاج منك إلى مراقبته طول الوقت تقريباً.