عوامل نجاح تعليم التفكير
يترتب نجاح عملية تعليم التفكير ومهاراته على عدة عوامل هامة هي:
1 ـ المعلم.
2 ـ استراتيجية تعليم مهارة التفكير.
3 ـ البيئة المدرسية والصفية.
4 ـ ملاءمة النشاطات التعليمية لمهارات التفكير.
وسأخص منها بالحديث المفصل دور المعلم لأنه أحد مرتكزات التعليم الفاعلة التي يعتمد عليها تعليم عملية التفكير بنجاح، وكذلك استراتيجية تعليم مهارة التفكير لأنها موضوع الدراسة التي نحن بصددها.
أولا ـ المعلم :
يعد المعلم من أهم عوامل نجاح برنامج تعليم التفكير، لأن النتائج المتحققة من تطبيق أي برنامج لتعليم التفكير ومهاراته تتوقف بدرجة كبيرة على نوعية التعليم الذي يمارسه المعلم داخل الغرف الصفية.
وسنذكر في هذا السياق مجموعة من السلوكيات التي يجب على المعلمين التحلي بها من أجل توفير البيئة الصفية المناسبة لإنجاح عملية تعليم التفكر وتعلمه:
1 ـ مراعاة الاستماع للطلاب:
إن الاستماع للطلاب يمكن المعلم من التعرف على أفكارهم عن قرب.
2 ـ احترام التنوع والانفتاح:
يتطلب تعليم التفكير إدماج الطلاب في عملية التفكير ذاتها التي يقومون بتعلمها، أو وضعهم في مواقف تحتاج منهم ممارسة نشاط التفكير، وليس إشغالهم في البحث عن إجابة صحيحة لكل سؤال. لذلك فإن المعلم الذي يلح على الامتثال والتوافق مع الآخرين في كل شيء يقتل التفكير والأصالة والإبداع لدى الطلبة.
3 ـ تشجيع المناقشة والتعبير:
يحتاج الطلبة دائما إلى فرص للتعبير عن آرائهم، ومناقشة وجهات نظرهم مع زملائهم ومعلميهم. وعلى المعلم أن يهيئ لطلابه فرصا للنقاش، ويشجعهم على المشاركة فيه.
4 ـ تشجيع التعلم النشط:
يحتاج تعليم التفكير وتعلمه إلى قيام الطلاب بدور نشط يتجاوز حدود الجلوس والاستماع السلبي لتوجيهات المعلم وشروحاته وتوضيحاته.
إن التعلم النشط يعني ممارسة الطلاب لعمليات الملاحظة والمقارنة والتصنيف والتفسير وفحص الفرضيات، والبحث عن الافتراضات، والانشغال في حل مشكلات حقيقية. لذلك على المعلم أن يغير من أنماط التفاعل الصفي التقليدية حتى يقوم الطلاب أنفسهم بتوليد الأفكار بدلا من اقتصار دورهم على الاستماع لأفكاره ليس غير.
5 ـ تقبل أفكار الطلاب:
يتأثر التعليم الذي يهدف إلى تنمية التفكير بكثير من العوامل التي تتراوح بين العواطف، والضغوط النفسية ، والثقة بالنفس، وصحة الطالب، وخبراته الشخصية، وبين اتجاهات المعلم نحو طلبته. لهذا فإن المعلم مطالب بأن يلعب أدوارا عدة، من بينها دور الأب والمرشد والصديق والقائد والموجه. وعندما يتقبل المعلم أفكار الطلاب بغض النظر عن درجة موافقته عليها، فإنه يؤسس بذلك بيئة صفية تخلو من التهديد، وتدعو الطلاب إلى المبادرة والمخاطرة والمشاركة، وعدم التردد في التعبير عن أفكارهم.
6 ـ إعطاء وقت كاف للتفكير:
عندما يعطي المعلم طلبته وقتا كافيا للتفكير في المهمات والنشاطات التعليمية، فإنه يرسخ بذلك بيئة محفزِّة للتفكير التأملي، وعدم التسرع والمشاركة.
7 ـ تنمية ثقة الطلبة بأنفسهم:
تطور الثقة بالنفس نتيجة للخبرات الشخصية، وعندما تتوافر لدينا الثقة بأنفسنا، فإننا قد ننجح في حل مشكلات تتجاوز توقعاتنا. أما عندما تتقدم الثقة بأنفسنا فإننا قد نخفق في معالجة مشكلات بسيطة. لذلك فإن المعلم مطالب بتوفير فرص لطلبته يراكمون من خلالها خبرات ناجحة في التفكير حتى تنمو ثقتهم بأنفسهم، وتتحسن قدراتهم ومهاراتهم التفكيرية.
8 ـ إعطاء تغذية راجعة إيجابية:
يحتاج الطلاب عندما يمارسون نشاطات التفكير إلى تشجيع المعلم، ودعمه حتى لا تهتز ثقتهم بأنفسهم. ويستطيع المعلم أن يقوم بهذه المهمة دون أن يحبط الطالب، أو يقسو عليه إذا التزم بالمنحى التقويمي الإيجابي بعيدا عن الانتقادات الجارحة، أو التعليقات.
9 ـ تثمين أفكار الطلاب:
من الطبيعي أن يواجه المعلم مواقف كثيرة عندما يكون التركيز على تعليم التفكير في صفوف خاصة بالطلاب الموهوبين أو المتفوقين. والمعلم الذي يهتم بتنمية تفكير طلابه لا يتردد في الاعتراف بأخطائه، أو التصريح بأنه لا يعرف الإجابة على سؤال ما. كما أنه لا يتوانى عن التنويه بقيمة الأفكار التي يطرحها الطلاب.
ثانيا ـ استراتيجية تعليم مهارات التفكير:
يتوقف نجاح برنامج تعليم مهارات التفكير على مدى توافر عناصر أخرى بالإضافة إلى توافر المعلم المؤهل، وتعد استراتيجية التعليم عنصرا في غاية الأهمية لتنفيذ برنامج تعليم التفكير بشكل فاعل، وسواء استخدم المعلم أسلوبا مباشرا، أو غير مباشر في تعليم أي مهارة تفكير.
وتتألف الاستراتيجية لتعليم مهارات التفكير من عدة خطوات هي:
أولا ـ عرض المهارة:
يقوم المعلم بعرض مهارة التفكير المطلوبة لأول مرة عندما يلاحظ طلابه بحاجة إلى تعلمها لإنجاز مهمات تعلمَّية تتعلق بموضوع الدرس، أو عندما يجد أن الموضوع الذي يدرِّسه مناسب لعرض المهارة، وشرحها. وفي كلتا الحالتين ينبغي أن يكون التركيز منصبا لتعليم على تعليم المهارة ذاتها، وليس الانشغال بموضوع الدرس، أو الخلط بين المهارة ومحتوى الدرس.
وخلال هذه المرحلة يتناول المعلم الأمور الآتية:
1 ـ التصريح بأن هدف الدرس هو تعلُّم مهارة تفكير جديدة.
2 ـ توضيح المصطلح اللغوي، أو اسم المهارة باللغتين العربية والإنجليزية (لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية).
3 ـ إعطاء كلمات أخرى مرادفة لمفهوم المهارة، أو معناها.
4 ـ تعريف المهارة بعبارة واضحة ومتقنة.
5 ـ تحديد وتوضيح الطرق والمقاصد التي يمكن استخدام المهارة فيها سواء أكان ذلك في موضوع دراسي معين، أو في النشاطات المدرسية، أو الخبرات الشخصية للطلاب.
6 ـ شرح أهمية المهارة والفوائد المرجوة من تعلمها، وإتقان استخدامها.
ثانيا ـ شرح المهارة:
يتم شرح المهارة بعد الانتهاء من تقديم مهارة التفكير باختصار في مدة لا تتجاوز خمس دقائق، وفي هذه الخطوة يقوم المعلم بشرح القواعد، أو الخطوات التي يجب اتباعها عند تطبيق المهارة، مبينا كيفية تنفيذ ذلك وأسبابه، وحتى يسهل على الطلاب فهم الخطوات يحسن بالمعلم أن يعطي أمثلة من الموضوع الذي يقوم بتدريسه.
ثالثا ـ توضيح المهارة بالتمثيل:
في هذه المرحلة يعرض المعلم مثالا من موضوع الدرس، ويقوم باستعراض خطوات تطبيق المهارة خطوة بخطوة بمشاركة الطلاب، ويتضمن عرضه للمثال إنجاز المهارات الآتية:
1 ـ تحديد هدف المهارة.
2 ـ تحديد كل خطوة من خطوات التنفيذ.
3 ـ إعطاء مبررات لاستخدام كل خطوة.
4 ـ توضيح كيفية التطبيق وقواعده.
5 ـ يفضل أن تكون أمثلة المعلم مأخوذة من موضوعات دراسية مألوفة لدى الطلبة، أو من خبراتهم الشخصية.
رابعا ـ مراجعة خطوات التطبيق:
بعد أن ينتهي المعلم من توضيح المعارة بالتمثيل يقوم بمراجعة الخطوات التي استخدمت في تنفيذ المهارة، والأسباب التي أعطيت لاستخدام كل خطوة.
خامسا ـ تطبيق الطلاب للمهارة:
يكلف المعلم الطلاب بتطبيق المهارة على مهارات أخرى مشابهة للمثال الذي تم عرضه باستخدام نفس الخطوات والقواعد التي يفضل أن تبقى معروضة على شفافية أمامهم أثناء قيامهم بالتطبيق. ويقوم المعلم أثناء التدريب بالتجول بين الطلاب لمساعدتهم في حالة وجود صعوبات لدى بعضهم، ويقترح أن يعملوا في شكل مجموعات.
سادسا ـ المراجعة الختامية:
تتضمن هذه المرحلة مراجعة شاملة لمهارة التفكير التي تعلموها. ويقود المعلم عملية المراجعة لتتناول النقاط الآتية:
1 ـ مراجعة خطوات تنفيذ المهارة، والقواعد التي تحكم استخدامها.
2 ـ عرض المجالات الملائمة لاستخدام المهارة.
3 ـ تحديد العلاقات بين المهارة موضوع الدرس، والمهارات الأخرى التي تعلموها.
4 ـ مراجعة تعريف المهارة.
نموذج وصفي لمهارة التصنيف
بواسطة: ناديا آمال شرقي
موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/ara...ml?id=675&pg=1
المفضلات