ليس كل من تعلم شئ عالما به وأحيانا يكن جاهلا موضوع شد أنتباهي فنقلته لكم

إن العلم من المصالح الضرورية التي تقوم عليه حياة الأمة بمجموعها وآحادها، وبدون العلم لا يستقيم للأمة نظام حياة لذلك كلفنا الله سبحانه وتعالى بطلب العلم في القران الكريم بسورة العلق ، ولفضل العلم نصوص كثيرة ذكرت في القران الكريم كما في قول الله _تعالى_: "وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً" (طـه: من الآية114). "هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ" (الزمر: من الآية9). "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" (المجادلة: من الآية11). "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" (فاطر: من الآية28).
وقد اخترت لقولي هذا عنوان (المعلم جاهل ) بعدما احترت في أمر معظم المعلمين هداهم الله وانأ أراهم قد خالفوا سلف ألامه السابقين في طلب العلم وتعليمه و عدم إدراك كثيـر من المتعلمين لخطورة إهمالهم لأمر الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم وتقصيرهم في الالتزام به، وقد أومنوا وحملوا أمانة تعليم أبناء المسلمين وعلموا وفرغوا ومنحوا الأجر مقابل إن يعلموهم ونجدهم يقصرون ويقصرون فيما كلفوا به وحملوا أمانته
عن أبي برزة الأسلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزول قدما عبد يوم أبلاه القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه وعن علمه ماذا عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما.
يسأل الله سبحانه العبد عن علمه ماذا فعل فيه؟ فكيف إذا كان حمل أمانة التعليم ولم يؤدها على الوجه الأكمل 0
إنني أرى بعض ممن حملوا أمانة التعليم انقسموا إلى ثلاثة أقسام :
(1) قسم تعلم وأفاد بعلمه لوجه الله سبحانه وان اخذ مقابل علمه في الدنيا
(2) قسم تعلم فقط لينال عرضاً من الدنيا فقط وان تظاهر بان علمه لله كما ذكر في الحديث :عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من تعلم علما يبتغى به - يعني به وجه الله - لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة - يعني ريحها
(3) قسم تعلم فقط لينال عرضاً من الدنيا ويعمل بعكس ما تعلم وهذا منافق وما تعلم إلا ليقال له عالم وهذا ينطبق عليه الحديث الشريف : عن سليمان بن يسار قال : تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل - أخو أهل الشام : يا أبا هريرة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أول الناس يقضى فيه يوم القيامة رجل أتى به الله فعرفه نعمه فعرفها فقال : ما عملت فيها ؟ فقال : قاتلت في سبيلك حتى استشهدت . فقال : كذبت إنما أردت أن يقال : فلان جريء فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم والقرآن فأتى به الله فعرفه نعمه فعرفها فقال : ما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وقرأت القرآن وعلمته فيك فقال : كذبت إنما أردت أن يقال : فلان عالم وفلان قارئ فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار . ورجل آتاه من أنواع المال فأتى به الله فعرفه نعمه فعرفها فقال : ما علمت فيها ؟ فقال : ما تركت ( ذكر كلمة معناها من سبيل تحب أن تنفق فيه إلا أنفقت فيه لك قال : كذبت إنما أردت أن يقال : فلان جواد فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار )
(4) قسم تعلم ليحاجج ويجادل ويبخل في علمه وذلك ينطبق عليه الحديث الشريف : عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتيت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت وفت فقلت : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : خطباء من أمتك الذين يقولون ولا يفعلون ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون .

بعد ذلك أين ترى نفسك أخي وعزيزي المعلم ومن أي قسم وضعت نفسك وستصبح جاهل بصفة معلم
اخيراً :
ـــ أيها المعلم هل استوعبت المقصود والمرجو منك ؟
ــــ أيها المعلم ما ذنب جيل أتمنت على تعليمه ويجهل بسببك ؟
ـــ أيها المعلم هل أديت مقابل ما حصلت عليه أم قصرت او خنت ؟ ما تعاهدت مع ولي الأمر بعملك وعلمك ؟