قلق الامتحانات،، بدأ يتسرب الى بيوتنا !!

د.أنوار عبد الله أبو خالد

} ٭٭ خرجت بها أمها من الطوارئ حيث كانت تشتكي تلبكا معويا والآما في القولون وارتفاعا في درجة الحرارة، واتجهت بها الى عيادتي مباشرة بناء على توصية الطبيب الباطني، لان (سلمى) طالبة الثانوي تشتكي في كل نهاية عام دراسي من نفس الآلام والاعراض، وبالتحديد قبيل الامتحانات !!..

اذن فالسبب الحقيقي خلف هذه الاعراض الظاهرة هو قلقها الانفعالي وخوفها من الامتحانات، مما يدفعها الى الشره في تناول الطعام بصورة انفعالية هربا من الالم، فالاكل لمن هو في حالها كمن يشعرون بالقلق اوالوحدة او الصدمات العاطفية هو وسيلة خاطئة للتنفيس عن ضغط نفسي داخلي، انه بديل خاطئ للحاجة للامن النفسي والحب والاحتضان والدعم العاطفي والتشجيع والحديث الودي بين البنت وامها وبين الابن وابيه..

٭٭ مع اقتراب الامتحانات تزيد نسبة القلق لدى الطلاب بنسبة كبيرة، وتكون هذه النسبة مرتفعة بين الإناث أكثر منها بين الذكور..

وإذا كانت المدرسة وفترة الامتحانات مرحلة لا مفر منها في النظام التعليمي، فإنه من الأجدر أن نتعلم كيف لنا أن نعيش هذه المرحلة دون قلق مبالغ فيه بعيداً عن الضغوط النفسية..

لذا فإن أفضل طريقة للتكيف مع هذه المرحلة دون توتر أو قلق تكمن في ( فن التنفس) !!..

٭٭ إن من طرق خفض القلق والتوتر هي ان نتعلم كيف نتنفس بشكل صحيح، ومراقبة عملية التنفس تخبرنا عن حالتنا النفسية، ففي حالة الاسترخاء يكون تنفسنا بطيئاً ويخرج من منطقة الحجاب الحاجز، أما إذا كنا قلقين فإن تنفسنا يكون سطحياً ويسبب ألماً وضغطاً على المعدة، وسوء التنفس يعني قلة الأوكسجين في الجسم فتضيق الشعيرات الدموية، فيحدث الشد العصبي، وفي عملية التنفس الصحيحة تصل كمية كافية من الأوكسجين للجسم مما يؤدي إلى أخذ الدورة الدموية مجراها الطبيعي وبالتالي تخفف الضغوط أو القلق الذي ينتابك..

وطريقة التنفس الصحيحة تتطلب مكاناً به قدر من الهواء والهدوء وارتداء ملابس مريحة، ثم وضع اليد تحت عظام الصدر ثم سحب نفس عميق من الأفق وإخراجه من الفم مع التركيز على أن يخرج من الحجاب الحاجز وليس من الرئة فقط..

أتمنى من أهل كل طفل أن يعلموا أبناءهم هذه الطريقة للطفل لكي يستطيعوا أن ينفسوا عن قلقهم بالطريقة الصحيحة خصوصاً في فترة الامتحانات القادمة، اضافة إلى فائدة التنفس العميق في تنشيط منطقة الذاكرة في المخ وإبعاد الكسل والنعاس عنهم.. !

وعلى دروب الخير والنجاح نلتقي..