عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
الطفل المدلل
عادة ما يكون الطفل المدلل محل انتقاد الجميع ، ويخشى عليه أن يصبح متعلقا بوالديه لدرجة لا يستطيع أن يتخذ أبسط القرارات الخاصة به دون الرجوع إليهما ، ويفتقر إلى الثقة بالنفس والمهارات اللازمة للتغلب على المشكلات اليومية ، حيث تشير الإحصائيات النفسية إلى أن نسبة حالات القلق والاضطرابات السلوكية تنتشر في الأسر المفرطة في التدليل أكثر من الحازمة ، حيث إن الطفل المدلل على نحو خاص يبدو كثير المطالب ، ويحاول تأكيد ذاته لأنه يريد من الآخرين أن يصغوا إليه ، كما أنه لا يميل للمشاركة .. ونظرا لأنه يحس باهتمام الأسرة به فإنه يستغرق وقتا أطول في تعلم ما هو مقبول ومرفوض .
ويؤكد الدكتور مجدي لبيب اختصاصي الأمراض النفسية في المستشفى الوطني بالرياض أن التدليل في سن الطفولة ضار بالطفل وأيضا بالوالدين على المدى البعيد ، مشيرا إلى أن الطفل المدلل عندما يشب ويكبر يريد أن تكون طلباته مجابة سواء من والديه أو ممن هم حوله من الأقرباء والأصدقاء ، وبالطبع ليست هذه هي الحياة قائلا ليست كل الآمال يمكن تحقيقها مباشرة ، فالكثير منها يحتاج إلى الوقت والجهد ، وأن الإنسان المدلل يجب أن تصل إليه الأشياء (( على الجاهز )) وهذا أفضل بالنسبة له من أن يتعب ويجد في سبيل تحقيق أهدافه ، إضافة إلى أنه دائم الاعتماد على والديه حتى في اتخاذ قراراته ، كما أن شخصيته باهتة وغير قيادية وغير ناضجة لا تستطيع أن تتحمل مصاعب الحياة .
وأشار حبيب إلى أن التربية السليمة في الصغر يجب أن تحمل كل معاني الحب للطفل ، وأن يكون العقاب دون قسوة أو ضرب ، كما يجب أن يعرف الخطأ من الصواب وليس كل شيْ من طرفه مقبولا .. فالحزم ضروري دون قسوة مع حب الطفل بلا غرض أو سبب . منوها إلى أن بعضهم لا يحب الطفل عندما يسمع الكلام وينفذ كل ما يطلب منه ويضربه عندما يفعل العكس فهذه تربية خاطئة .
وبين أن التربية السليمة تعتمد على التعليم والحزم مع الحب في الوقت نفسه ، فما هو خطأ ..هو خطأ يجب أن يعاقب عليه ، وما هو صواب يجازى ويكافأ عليه ، ويكون الثواب والعقاب على قدر الخطأ والصواب دون قسوة أو تدليل .
المفضلات