في أوقات كثيرة تسائلني سيدات عن السبب وراء كره أولادهن للمدرسة و الدراسة و قد حاولت البحث عن الإجابة ووجدت أن السبب هو افتقار الأولاد للقدوة الحسنة فالطفل عندما ينمو في بيئة لا تقدر العلم و لا تعتبره مكونا أساسيا لبقائها يكفر بإمكانية العلم في رفع مستواه أو مساعدته في تحصيل دخل وافر في نفس الوقت الذي يلاحظ فيه هذا الطفل أن المتعلمين لا يحصلون على دخول كافية بالرغم من وجودهم في أعلى السلم الاجتماعي ويجد أن العامل شبه الأمي و البسيط يحصل على دخل كبير جدا بالمقارنة مع أي متعلم . ومن خلال خبرتي في التعامل مع الأطفال توصلت إلى حل قد يجده البعض بسيطا و لكنه أتى بنتائج جيدة
مثلا : اشتكت إحدى السيدات من كسل ابنها في أداءه الدراسي و كرهه للمدرسة بشكل كبير مما يجعله يحتج بأية وسيلة كي لا يذهب للمدرسة و هذا كان مترافقا مع سلوك عدواني تجاه الأطفال الآخرين خصوصا المتفوقين منهم . بعد السؤال عن أحواله وجدت أنه لا يلقى العناية و الاهتمام و الرقابة اللازمة منزليا بالإضافة إلى أن القدوة التي يحتاج إليها غير موجودة فأبوه يعمل في التجارة و هو تقريبا أمي و هو أيضا يتبع وسيلة منفرة لحض أولاده على التحصيل الدراسي و هي العنف المفرط و إخوته الأكبر منه أيضا تركوا مقاعد الدراسة مبكرا و لم يتعلموا الأبجديات اللازمة لبدء حياة صحيحة المسار و الأم أيضا لا تحاول بذل جهد كبير لتعليمه و اكتشاف مواهبه و عندما سألته:هل هناك ما يزعجك ؟ سكت قليلا و من ثم اكتشفت أنه يغار من الأطفال المتفوقين لأنه لا يملك آلية تجعله بنفس مستواهم الدراسي .سألته مرة أخرى : من الشخص الذي تحبه في حياتك أكثر من أي إنسان ؟ ذكر لي اسم لاعب كرة قدم متميز عندها عرفت مدخله و شرحت له كيف أن هذا اللاعب لم يصبح مشهورا و متفوقا و هو يضع رجلا فوق أخرى بل إنه تعب و كد و سهر الليالي حتى أحرز هذه النتائج و شرحت له أنه بدون العلم لا يستطيع الإنسان أن يستوعب الحياة أو يكسب احتراما أو يطور نفسه و قد وعدني أنه سيحاول بذل جهده و أنا الآن بانتظار النتائج ...!
إذا أطفالنا بيفتقرون إلى القدوة الحسنة و لا تفزع أيها الأب إذا كانت قدوة ابنك موسيقارا أو لاعب كرة المهم أن تعرف كيف تستغل هذه القدوة لتحفيز الولد على الإبداع و تكتشف مكامن الموهبة