يتعرض المخ لمئات المثيرات من كل الاتجاهات دون أن يكون الشخص غلى وعي بها كلها,ومع ذلك لدى المخ الآليات التي تسمح بدخول تلك المعلومات وبالتالي نحن نتأثر بأشياء دون وعي منا لحظة بلحظة ويوماً بعد يوم.
بعض التعلم يحدث تلقائيا :
يتصرف العقل اللاواعي قبل العقل الواعي ! وفي الحقيقة قبل ثانيتين من الحركة الفعلية يكون المخ قد حدد بالفعل أعضاء الجسم التي سينشطها وأي فص من فصوصه سيستخدمه. هذا يعني أننا نتصرف ونصدر رد فعل حتى قبل أن نعي ذلك.
قام الدكتور ايمانويل دونشين في جامعة الينوي 1986 بتوثيق إحصائية مهمة تقول بأن أكثر من 99% من التعلم يتم بطريقة لا شعورية , وهذا يعني أن معظم ما نتعلمه لا يكون مقصودا على المستوى الشعوري,و مابين الإشارات البصرية والأصوات والخبرات والروائح والمشاعر التي نتلقاها طوال الوقت نجد أن الإنسان ماهو إلا إسفنجة تمشي وتتكلم .
تأثير الرسائل اللاشعورية على المخ :
تؤكد بعض الأبحاث ( "باركر 1982 "تايلور"1988"أوربان"1992 )أنه عندما يتم تقديم تلك الرسائل بالوسيلة المناسبة والموائمة لنظام معتقدات الفرد فإنها يمكن بالفعل أن تؤثر على السلوك.
تعرف الرسالة اللاشعورية بأنها مثير تم إدراكه تحت عتبة الوعي . أي أن المثير البصري أو السمعي يجب أن يكون من السهل إدراكه ولكن على مستوى معين لا يستلزم الانتباه أو التحليل الواعي .على سبيل المثال ,الصورة المعلقة على حائط الصف البعيدة عن الوعي العادي (مثلاً على أقصى الجوانب) لاتمثل رسالة لاشعورية ,لأنه بمقدور المرء أن يقرأها ,إذاً ما الرسالة اللا شعورية ؟عادةً ما تقع الرسائل اللاشعورية البصرية(وليس دائماً) في واحدة من ثلاث فئات :
1) المستويات المتغيرة للضوء وهي طريقة يتم بها إظهار رسالة على الشاشة ذات إضاءة منخفضة بجانب رسالة أخرى أكثر بريقاً يتم إدراكها في الوعي.
2) الإسقاط الضوئي عالي السرعة حيث تستخدم فيها صوراً تتحرك بسرعة في الكاميرا المتحركة (بسرعة واحدعلى الألف من الثانية)وهي سرعة لاتدركها العين في الوعي لتتمكن من تسجيل الصورة.
3)الإدخال المتغير مثلاً كإضافة "بطاقة ملونة"إلى ورق لعب وبعد ذلك عرضها سريعاً وسط بقية البطاقات .
على الرغم من أنه من المستبعد أن نستخدم طرق الرسائل اللاشعورية في الحيل التعليمية ,فإنها تذكرنا بمدى أهمية إدخال التوجه الإيجابي التأكيدي المتوقع في التعليم.
المفضلات