[size="4"]فرصة أنك معلم
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها ليصلون على معلم الناس الخير ))

إن التعليم هو مهمة صناعة الأجيال وإعدادهم للمستقبل وإن هذه الصناعة تستلزم تعليم وتربية وتستلزم الأخذ بجميع الوسائل الحديثة والنافعة لسير عملية التعليم والتربية .
إن التعليم رسالة سامية وعمل نبيل وأجر عظيم .

وأحب هنا أن أذكر بما أورده القرآن من قصة تبين فضل العلم والتعلم وتظهر بعضاً من أساليبه ووسائله ومنزلته العالية . ألا وهي قصة سيدنا موسى في سورة الكهف ..

جاء في تفسير ابن كثير -مختصرا من المجلد الثالث- ص 95 (عندما خطب موسى في قومه ثم سأله أحدهم .. فهل على الأرض أحد أعلم منك يا نبي الله ؟ قال : لا فبعث الله جبرائيل إلى موسى عليه السلام . فقال : إن الله يقول وما يدريك أين أضع علمي . بلى إن لي على شط البحر رجلاً هو أعلم منك .. فسأل موسى ربه أن يريه إياه فأوحى إليه أن أيت البحر فإنك تجد على الشاطئ حوتاً فخده فادفعه إلى فتاك ...) وتبدأ بعد ذلك الرحلة والتعب النصب في طلب المعلم . (ثم يلقي موسى الخضر الذي يطلب منه أن لا يسأله شيئاً حتى يذكره هو له ..) فلقي موسى من الخضر أعمالاً لم يصبر إلا أن يستنكرها أو يسأل عنها من نقض السفينة إلى قتل النفس . إلى بناء الحائط .. وليس هنا مجالاً تفصيل هذه القصية العجيبة ولكنها قصة معلم ومتعلم وأساليب مشوقه في التعليم وصبر من المعلم والمتعلم .وأن يورد الله سبحانه هذه القصة وهذا الموقف في كتابه لهو خير دليل على منزلة التعليم في ديننا الحنيف ومنزلة أن يجتهد المعلم في الأخذ بالوسائل المختلفة المشوقة للطالب .

المعلم الذي نريد معلم اختار هذا الطريق ليخدم أمته وينفع بلده ومجتمعه من خلال اهتمامه بتعليم الطالب ورفع مستواه العلمي ووعيه بدوره التربوي .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولداً صالحاً تركه أو مصحفاً ورثه أو مسجداً بناه أو بيتاً لابن السبيل بناه أو نهراً أجراه . أو صدقة جارية أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته )) رواه ابن ماجه و البيهقي .
ويقول عليه الصلاة و السلام (( خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث: ولد صالح يدعو له وصدقة تجري يبلغه أجرها وعلم ينتفع به من بعده )) رواه ابن ماجه ..

والمعلم يظفر بثلاثتها جميعا كما يذكر ..
الحافظ بدر الدين بن جماعه في كتابه تذكره السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم ( وأنا أقول إذا نظرت وجدت معاني الثلاثة موجودة في معلم العلم أما الصدقة الجارية فإقراؤه إياه العلم وإفادته إياه، ألا ترى إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في المصلي وحده ( من يتصدق على هذا ) أي بالصلاة معه لتحصل له فضيلة الجماعة ومعلم العلم يحصل للطالب فضيلة العلم التي هي أفضل من صلاة الجماعة ...
وأما العلم المنتفع به فظاهر .. وأما الدعاء الصالح له فالمعتاد على ألسنة أهل العلم .. من الدعاء لمشايخهم وأئمتهم )
منير الخالدي