عضو نشيط
- معدل تقييم المستوى
- 30
الطريقة الصوتية في تدريس اللغة العربية..
فإن اللغة العربية هي اللغة التي اختارها الله سبحانه وتعالى وآثرها من بين اللغات لكتابه الكريم ولرسالته والتي شَّرف بها الجزيرة العربية ، وأنه من المؤسف ومما يندى له الجبين أننا كعرب فرطنا في هذا الشرف الذي منحناه حيث الواقع المرير الذي وصلت إليه لغتنا الحبيبة من ضعف في قراءتها وكتابتها في الأجيال تلو الأجيال؟
وقد حظيت اللغة العربية بجهود كبيرة من أجل المحافظة على نطقها بريئا من شوائب اللحن ، نقيا من مظاهر اللكنة ، و ارتبطت تلك الجهود ببزوغ شمس الإسلام في بلاد العرب ، و كان ظهور القرآن الكريم سببا في نشأة علوم جديدة والتي لم يكن للعرب عهد بها من قبل ، ومن تلك العلوم علم الأصوات اللغوية ، و التي كانت جهود علماء العربية وعلماء التجويد منصبة عليها.
ومن المؤسف في عصرنا الحاضر أن الكثيرين من أبناء الأمة قد اغتربوا عن لغتهم ، وانسلخوا عن آدابها، مما أدى إلى شيوع اللحن في القراءة والكتابة والإلقاء..
وهذه مشكلة تصيب الأمة في تاريخها ووحدتها بل في ثقافتها ودينها.
فالكل يشكو من ضعف مخرجات التعليم في اللغة العربية .قراءة وكتابة .مما أدى إلى بعد عن القراءة فيقال ( أمة اقرأ لا تقرأ) .
وهذا واقع مرير تناولته الأقلام بالبحث والتبرير...
قد تنطق الأشياء وهي صوامت***** وما كل نطق المخبرين كلام
ومن هنا نشأ الاهتمام والحرص على تأصيل هذا العلم لدى النشء منذ نعومة أظفاره وكان المبرر وراء هذا المشروع التربوي الهام لنشر طريقة ثبتت جدواها في تدريس لغتنا الجميلة الخالدة.
فماهي هذه الطريقة؟
هي طريقة تعليمية مضيئة الصوت والصدى.
طريقة في التهجي تلين اللسان بالنطق .
طريقة اعتمدت كمنهج لتعليم المبتدئين حفظ وتلاوة كتاب الله .
طريقة ظهرت نتائجها في الأعاجم غير الناطقين باللغة العربية.
طريقة جاءت كسرب يطلق في الفضاء صوته ...يحمل الأمل بمستقبل مبهج.
تلك هي
الطريقة الصوتية (النورانية، البغدادية)
التي هجرت بدعوى أنها رجعية !!! في حين أنها أثبتت جدواها بإخراج أجيال قوية وفصيحة في اللغة العربية مقارنة بالأجيال الحالية .
أولاً: تعريف الطريقة الصوتية :
هي طريقة لتعليم قراءة النصوص العربية بالتدرج من الجزء إلى الكل ،وذلك بقراءة الحروف الهجائية مفردة بالحركات ومن ثم تهحئتها في كلمات.
وهذا التدرج المنطقي في تعليم أصوات اللغة العربية التي تعتمد عليها القراءة العربية الصحيحة لتلين اللسان وتكون ثمرته نطق صحيح فصيح ،وقدرة متميزة على قراءة القرآن خاصة و القراءة عامة بجهد أقل ووقت أسرع ..
شهد بذلك كل من طبقها بطريقة صحيحة ومتقنة في عدد من المؤسسات التعليمية والمدارس الأهلية والحكومية بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين وقطر ومصر واليمن وسوريا وأمريكا وغيرها من الدول..
ثانياً: الباعث لنشر هذه الطريقة وتعليمها للمعلمات والمشرفات على حد سواء ما يلي :
1.ضعف القدرة على تلاوة القرآن الكريم بتطبيق الحد الأدنى من أحكام التجويد .
2.انتشار اللحن الجلي واللحن الخفي في قراءة القرآن الكريم خاصة وفي القراءة عامة .
3.فقدان المهارة السمعية في تمييز أصوات الحركات المختلفة خاصة
( الشدة أو التضعيف ) وبالتالي عدم القدرة على الضبط الصحيح للنصوص عند الحاجة لذلك .
4.كثرة الأخطاء الإملائية وخاصة في همزات القطع والوصل .
5.العجز عن قراءة النصوص الخارجة عن المقرر.
ثالثا: مراحل التدريس بهذه الطريقة:
هذه الطريقة تعتمد في التأسيس على تمكين المتعلم من جميع أنواع الضبط في اللغة العربية باتباع المراحل التالية :
•معرفة أسماء الحروف .
• قراءة الحروف مفردة مع الأصوات القصيرة (الفتحة ، الكسرة ، الضمة ) بما لا يزيد عن جزء من الثانية مثال :بَ ، بِ ،بُ
• قراءة الحروف مفردة مع أنواع التنوين الثلاثة مثال :بًا ، بٍ ، بٌ
• تأصيل الصوت الطويل ( المدود ، اللين ) من خلال مقطع يتكون من حرفين مثال لمقاطع المد : ( بَا ، بُُو ، بِي ) .
مثال ، على اللين : ( بَي ، بَو ) .
• مرحلة مقارنة بين الأصوات السابقة مثال : ( بَ ، بَا ، بًا )-(بِ ، بِي ، بَيْ ، بٍ)-( بُ ، بُو، بَوْ ، بٌ )، وهنا نبدأ في تكوين كلمات يتم تهجئتها بالطريقة الصوتية.
• تأصيل حركة السكون من خلال مقطع يتكون من حرفين ،مثل :أخْ ، تُبْ ، سَمْ ، سِرْ ، فَمْ ).
• تأصيل حركة الشدة بتحليلها على مرحلتين عند التهجئة .
• تهجئة كلمات بالطريقة الصوتية بالاعتماد على التحليل والتركيب بشكل تراكمي متسلسل ،
مثال لتهجئة كلمة:
أَرْنَبٌ
همزة فتحة أَ ، را سكون أَرْ
نون فتحة نَ أرْنَـ ب ضمتان بُن أرْنَبٌ
رابعا: مزايا التعلم بالطريقة الصوتية:
1.معرفة أسماء الحروف الهجائية لاسيما وأن معرفتها مطلب لقراءة كتاب الله عز وجل حيث أن أسماء الحروف الهجائية تشكل آيات قرآنية.مثل: ( ألم ، حم ، طه ، ن ، ص ، يس …).
2.تمكن الطفل من الربط بين الجوانب الثلاثة التي يعتمد عليها النطق وهي:
اسم الحرف ، اسم الحركة ، الصوت الناتج.
3.التعلم بالطريقة الصوتية ينمي لدى الطفل مهارات التفكير ( التحليل ، الاستنباط ، الدقة ، التمييز ، التتابع ، الربط ..) وتشبع لدى الطفل جانب حب الاكتشاف.
4.القضاء على اللحن الجلي(الخطأ الحركي) واللحن الخفي (إعطاء الحروف حقها من الصفات ) في القراءة عامة وفي قراءة القرآن خاصة .
5.التعلم بالطريقة الصوتية يعتبر مدخلاً لعلم التجويد. مثال: تطبيق حكم الإدغام تلقائياً من خلال تحقيق الشدة.
6.الإلمام بمخارج الحروف وصفاتها .
7.الإلمام بالقواعد الإملائية ، ومنها همزات القطع والوصل و ندرة الأخطاء فيها لدى المعلمين والمتعلمين بالطريقة الصوتية مقارنة بأقرانهم .
8.المتعلم بالطريقة الصوتية يكتسب فنون الإلقاء في اللغة العربية من خلال تطبيق صفات الحروف وغيرها من المهارات.
9.تنمية الذائقة السمعية بأعلى مستوياتها مما يكفل:القدرة الفائقة على الضبط الصحيح .
10.تمكن المتعلم من التقويم المتميز و اكتشاف الأخطاء الدقيقة و تصويبها
11.اكتساب الجرأة الأدبية الشعور بالثقة في النفس عند القراءة الذاتية للنصوص الخارجة عن المقرر.
12. الطلاقة والفصاحة لمن درس بالطريقة الصوتية وتميزه عن أقرانه في تلاوة كتاب الله.
13.المساهمة في علاج الضعف و تحقيق تقارب في المستوى التحصيلي بين المتعلمين.
14.إعطاء المتعلم شعورا بالثقة و تحقيق الذات وتحقيق الفائدة و المتعة معا.
15.الطريقة الصوتية تدرب المعلم والمتعلم على أدب التحلي بالصبر عند طلب العلم وتبليغه.
المفضلات