هل جربتِ قراءة كتاب في ساعتين؟
بسرعة تعلم مهارات القراءة السريعة
تعددت مصادر المعرفة وتنوعت فلم تعد قاصرة علي المصادر الورقية بل دخل الانترنت كأحد المصادر الكبرى للمعرفة ، وقد استلزم كل هذا العالم المعلوماتي استحداث طرق جديدة للقراءة تتماشي وهذه الثورة المعلوماتية ، هذه الطرق علي تنوعها وتعددها تنتمي لعلم "القراءة السريعة"
هناك حقائق كثيرة يجب أن ندركها لنعرف أن التدريب علي القراءة السريعة صار أحد أهم متطلبات عصر الانفجار المعلوماتي كما يطلقون عليه
- يصدر خمسون ألف كتاب سنويا في الولايات المتحدة .
- تصدر سبعة آلاف دراسة يومياً في أنحاء العالم .
- صدر في الخمسين عاما الماضية كمية من المعلومات تفوق ما صدر في الخمسة ألف سنة الماضي .
علم القراءة السريعة
القراءة السريعة كما يقول عنها المدرب المتخصص في القراءة السريعة وتقوية الذاكرة جمال الملا " هي قراءة بسرعة أعلى وتذكر أفضل واستيعاب أحسن وبالتالي فهي أفضل طريقة للمراجعة للاختبارات"
كانت بدايات ظهور علم القراءة السريعة عن طريق استخدام أجهزة التاشيستكوب وأجهزة قياس معدلات القراءة في المعاهد المختلفة لكن السلبية في تلك الأجهزة أن سرعة القراءة تنخفض في حالة عدم استخدام تلك الأجهزة .
بعد ذلك جاءت إيفلين وود وهي أستاذة في مجال القراءة السريعة قد لاحظت أن سرعة القراءة مختلفة بين الأشخاص فصديقها لويل ليز وهو أستاذ جامعي كان يقرأ بسرعات مذهلة لدرجة أنه أطلق علية "دائرة المعارف المتحركة" فكان يقرأ 6 آلاف كلمة في الدقيقة ,ولا عجب في ذلك فقد كان الرئيس روز فيلت يقرأ كتاباً كل يوم قبل الإفطار وعادة ما يقرأ ثلاث كتب يومياً و كان جون أف كنيدي يقرأ بمعدل 1200 كلمة في الدقيقة .
يقول بيتر كومب وهو أيضاً صاحب أحد أشهر المدارس في القراءة السريعة في كتابه Breakthrough Rapid Reading أن إيفلين بحثت عن أشخاص آخرين يجيدون سرعة القراءة فوجدت أكثر من 100 شخص يمكنهم القراءة بمعدل 1500 كلمة في الدقيقة لذلك وضعت هذا المعدل كحد أدني لسرعة القراءة وقامت بدراسة هؤلاء الأشخاص لكي تعرف ماذا كانوا يعملون وكيف كانوا يؤدون ذلك , بعد ذلك حاولت تعليم نفسها تلك
بعد ذلك ظهرت مدرسة توني بوزان و مدرسة موسكو ثم ظهرت تقنيات متعددة للقراءة مثل تقنية قراءة الإكس و قراءة الإس و القراءة الولبية و قراءة المستطيلات حتى تشكل علم القراءة السريعة كما هو موجود الآن.
طرق القراءة
أربعة فروع رئيسية للقراءة
(1) القراءة الثقافية : وتشمل الإلمام بالأولويات مـن أمـور الـديـن والدنـيـا بما فيها الثقافة الشرعية الواجبة على كل مسلم والمعينة له على التزام الطريق الصحيح في هذه الحياة.
(2) القراءة الأكاديمية (الدراسية) : هذه القراءة تستوجب الفهم المتعمق لعدة مواد ليتمكـن المرء من اجتياز اختبار معين أو الحصول على مؤهل دراسي يعينه على الـعـمـل وتحـديـد المهنة. والقراءة الأكاديمية لها عدة خصائص منها الإلمام بكل نواحي المادة المقروءة، وتتمي أيضاً بعدم وجود عامل الاختيار الحر للمادة المقروءة .
(3) القراءة المرجعية : نقوم بهذه القراءة عندما نرغب في البحث عن معلومات معـيـنـة قـد تتطلب الإطلاع على عدة مراجع أو كتب . فعلى سبيل المثال تكون قراءتنا مرجعية عـندمـا نبحث عن تفسير آية أو معرفة حكم أو صحة حديث أو عند التحقق من معلومات جغرافية عن بلد معين...
(4) قراءة المتعة : قد تكون هذه أقل القراءات شأناً وتشمل قراءة الصحف والـشـعر وبـعـض القصص وما شابه ذلك ، وهدفها غالباً يكون الترويح عن النفس و للتسلية .
ولا شك أن الدراية بأصول القراءة السريعة سوف تعود بالفائدة العظمى على الفرد الواعي الطموح الراغب في استغلال وقته على أحسن وجه مهما كان نوع قراءته. فـالـسـؤال الـذي يطرح إذن هو :
ما هي القراءة السريعة وما هي مبادئها ؟
القراءة السريعة - كما يدل عليها اسمها - هي عبارة عن أسلوب للقراءة تتضاعف به كمية المادة المقروءة في وقت معين مع الاحتفاظ بكامل الاستيعاب . فالفرد الذي يتقن هذه المهـارة بإمكانه في المتوسط اختزال وقت قراءة كتاب معين إلى الربع أو أقل ، وهذا المتوسط يعتـمـد أيضاً على مستوى القارئ وثقافته ومدى إتـقـانه وتدريبه على هذه المهارة ، ولـكـن هـنـاك بعض المبادئ الرئيسية والفرعية التي بإمكان أي فرد أن يطبقها بـنـفـسه ، ويمكن تلخيص بعضها فيما يلي :
أولاً: المبادئ الرئيسية :
أ- مسح المادة المقروءة :
ويـتـلـخـص في القيام بعملية مرور سريع للتعرف الشكلي على المادة قبل الشروع الفعلي في قراءتها . فمثلاً
عند قراءة كتاب ما يمكن أن تتم عملية المسح بالخطوات التالية :
* الإطلاع على مقدمة الكتاب والتعرف على أهداف المؤلف من كتابة الكتاب .
* الـتـعـرف عـلـى أبـواب أو فـصول الكتاب الرئيسية و عناوينها العريضة وعلاقة بعضها ببعض.
* إلقاء نظرة سريعة على الأشكال التوضيحية المستخدمة في الكتاب وعلى الخاتمة .
وكذلك يقال في المقال ؛ حيث ينبغي التعرف على الموضوع وعلى الأهداف والأسلوب العام للموضوع.
وعملية المسح هذه لها دور كبـيـر فـي الـتـحضير الذهني مما يساعد على سرعة الاستيعاب وبالتالي على سرعة القراءة.
ب - إتقان أسلوب القراءة المطردة :
اعتاد كثير من الناس منذ الصغر على عملـيـة التراجع لقراءة الكلمة أو الكلمات مرة ثانية أو عدة مرات وأحياناً السطر بأكمله ، وقد تستمر هذه العادة مع الشخص حتى الكبر مع عدم وجود المبرر لها . فعملية التراجع عند القراءة تؤدي إلى تشتيت الذهن وإعاقة تسلسل الأفكار لإكمال الصورة وترسيخ فكرة المادة المقروءة. ويعتبر التراجع من أكبر عوائق القراءة السريعة.
ومن السهل التخلص من هذه العادة بالإصرار على عدم التراجع أو التوقف ، بل محاولة الاستمرار في القراءة ، وبالطبع في المحــاولات الأولى ستقل درجة استيعاب المادة المقروءة ولكنها بعد التمرس ترتفع ثانية إلى ما كانت عليه سابقاً أو أكثر
.
ج - استخدام القراءة العينية المنتظمة:
إن عملية الجهر بالقراءة أو مجرد تحريك الـشـفـاه تستغرق وقتاً أكبر وتتطلب جهداً أكـثر ويعتبر ذلك أيضاً من أكبر معوقات القراءة السريعة ؛ ولذا يجب اجتناب تحريك العيـنـين بدرجة كبيرة بين بداية السطر ونهايته وباعتياد ذلك يتوسع مدى العين وتتمكن من التقاط كلمات السطر في نظرة واحدة وبصورة مـنـتـظـمـة ومتـتـابعة لكل سطر أو لكل مجموعة من الكلمات . ولا يمكن تحقيق هذا إلا بعد التخلص نهائـيـاً من عملية التراجع السابقة الذكر عند القراءة . فتطبيق هذه العملية سيريح الـعـيـن ويـنظم حركتها وسيؤدي في الوقت نفسه إلى مضاعفة سرعة القراءة .
د- التعايش مع المادة المقروءة :
هذا المبدأ مرتبط بسابقه ، ويعني التركيز التام ومحاولة الـتـعـايـش الخـيالي في جو الفكرة وربط أجزائها ببعض للوصول إلى الصورة النهائية لمفهوم الموضوع المقروء . وهذا العنصر له مردود كبير أيضاً في سرعة استيعاب الفكرة وترسيخها في الذهن بالإضافة إلى زيادة سرعة القراءة .
ثانياً : العوامل الفرعية :
بالإضافة إلي ما سبق هناك عدة عوامل فرعية لها تأثير في زيادة معدل سرعة القراءة منها
أ - الجلسة الصحيحة :
يفضل الجلوس أثناء القراءة جلسة صحيحة ومريحة دون اسـتـرخـاء تـام ؛ فالجلسة الخاطئة تعيق الدورة الدمـويـة وبالتالي تسبب تـدنـي سـرعـة الاسـتـيـعـاب، أمـا الاسترخاء فيفقد المرء القدرة التركيز . ولكن بإمكاننا اسـتـغـلال أوقـات الراحة والاسترخاء لقراءات المتعة والتسلية التي لا تتطلب كثيراً من التركيز وليست ذات أهمية كبرى .
ب - اختيار الوقت والمكان المناسب :
يجب اختيار الأوقات التي تناسب نوع القراءة ؛ فالقراءة الثقافـية والأكاديمية تتطلب أن يكون القارئ نشطاً كالصباح الباكر ، وبعيداً عن الضوضاء والمقاطعات ، وفي مكان تتوفر به التهوية والإضاءة المناسبة.
ج - تحديد مدة القراءة :
قبل الشروع بقراءة كتاب معين يجب تحديد طول الوقت المناسب لإكمال قراءة الكتاب ؛ فوجود عامل الضغط له أثر نفسي في رفع مستوى وسرعة القراءة كنتيجة لتحديد الوقت .
وأخيراً - عزيزي القارئ - قد تتساءل عن مدى إمكانية تطبـيـق هذه المبادئ ، ولكن قبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن نتذكر بأن النشاط البدني الرياضي يحتاج إلى التدريب والتمرين ؛ لذا فإن فن القراءة السريعة من السهل جداً إتقانه ، ولكن بالتطبيق والتدرج
منقول للاستفادة
المزيد على :
استمتع وتطور مع القراءة السريعة
أساليب تنمية مهارات القراءة
المفضلات