لماذا نركز على الطفل؟


1 - الاطفال هم فلذات اكبادنا وهم امانة في اعناقنا علينا ان نقوم بواجبنا على اتم وجه واكمل صورة والاهتمام بالطفل لا يقتصر على تغذيته وملبسه وصحته وانما من الواجب العمل على تربية الطفل تربية عقلية، بدنية، نفسية، ايمانية، اجتماعية..........الخ.

2- الطفل يمر بعدة مراحل عمرية معروفة وفترة ما قبل المراهقة فترة متميزة يتميز الطفل باستعداده للتعلم وهي مرحلة مهمة لغرس القم ولتطوير المهارات فمن المهم استثمار هذه الفترة من اجل تنمية قدرات الطفل لذلك ركزنا على الاطفال واليافعين لتدريس هذه المهارة فكلما كان الاطفال اصغر سنا أي في التاسعة او العاشرة يستطيعون استيعاب هذه المهارة افضل من الكبار والمراهقين وتترسخ لديهم اكثر .

3- لقد حملت امتنا لواء المعرفة العلمية والفكرية والصناعية عشرة قرون كاملة وتزامنت تلك الفترة العصور المظلمة في اوروبا وفي هذه الفترة الرائعة من التاريخ انطلق ابناء هذه الامة من منطلق حب الحكمه الذي غرسه في نفوسهم الاسلام.انطلقوا فجمعوا تراث الحضارات السابقه وترجموه ونقدوه بمعيار الحق الاسلامي واضافوا اليه اضافات عديدة في مختلف مجالاته واليوم نضب هذا الابداع العلمي والتقني واصبحنا اليوم متفرجين واقفين واذا كنا لحد الان لم نستطع ان نعيد صنع الحضارة من جديد والنهوض بهذه الامة فلنركز على ابنائنا لنزرع فيهم القيم ونبدأ بتطوير مهاراتهم المتنوعة وخصوصا مهارة القراءه السريعه لانها ستصبح الاساس للعلوم والمعارف الاخرى واذا استطعنا ان نعد جيلا يتسم بالقراءه السريعه فاننا سنخطو الخطوات الكبيرة من اجل تطوير مجتمعاتنا.ايضا عند غرس هذه المهارة وتعويد الطفل على القراءه السريعه وتشجيعه على ذلك فان قدراته العقليىة والابداعية ستتطور ويكون قادرا على حل المشاكل ومواجهة الحياة .وتشير بعض الدراسات الى ان الاطفال الذين يعيشون في بيئة اسرية ثرية ثقافيا تتوفر فيها الكتب والمجلات والالعاب وتحرص على التواصل اللفظي وان كانت امكاناتهم المادية متواضعه كانوا اميل الى امتلاك القدرة على حل المشكلات والمهارات العقلية العالية من الاطفال الذين ينتمون الىبيئة فقيرة ثقافيا.مع ملاحظة ان مهارة القراءه تبدأ في النمو في حوالي سن الثامنه .

4-يشهد هذا العصر ثورة علمية معلوماتية كبيرة تهيئة واعداد ابنائنا للمرحلة القادمة تتطلب منا ان نهتم بالمهارات وتوجيهه نحو العلم والتعلم وغرس حب القراءة وتعليمه مبادئها وفنونها . لان الطفل حينما يقبل على القراءه ويحب الكتاب يعني مستقبلا العتليم المستمر ويعني التثقيف والموسوعية اما حين لايقبل على القراءه فذلك يعني توقف نموه الذهني والثقافي والتعليمي بل ويعني الردة للأمية والجهل.


كيف نبدأ ؟

قبل ان نشير الى القراءة السريعه وكيفية تدريسها للاطفال واليافعين علينا ان نخطو خطوات اخرى لتكون بمثابة الاساس لبناء وتطوير هذه المهارة، وهذه الخطوات هي:

1-معرفة خصائص المرحلة التي يعيشها الطفل مثلا خصائص المرحلة العمرية للاطفال من سن 8-12 لنستطيع ان نحدد طريقة التعامل واسلوب التدريب معهم حسب مميزات المرحلة الخاصة بهم .

2-تقوية الدافع لديهم للقراءه والرغبة في التفوق في المجال الدراسي وغيره لانه بانعدام الدافع والرغبة لن نستطيع تدريبع على مهارة القراءه السريعه، اذا استطعنا تقوية الدافع لديهم من خلال رسم بعض الاهداف البسيطة والمناسبة لعمرهم ومن خلال تحديد رؤية واضحة لهم لما يريدونه سيندفعون بقوة نحو التعلم والقراءه ونحو تعلم هذه المهارة والاستفادة منها لان ديننا ورسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالعمل مع العلم فالعلم دون عمل لا نفع فيه .
علينا ان نعلمه ايضا ان ديننايهتم بالتربية العقلية اهتماما كبيرا فهي تعتبر القيمة الاولى في منظومة القيم الاسلامية والدليل على ذلك ان اول ما نزل من القران كان كلمة اقرأ، ونعلمه ان الاسلام يرفع من شأن العلم والعلماء ، واشعاره باهمية التفوق الدراسي وتحبيبه الاجتهاد في طلب العلم باعتباره فريضة شرعية ايضا فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة " وتشجيعه على توسيع دائرة اطلاعه حتى لا يكتفي بقراءة الكتب الدراسية وحدها وذلك عملا بقوله تعالى { وقل رب زدني علما } .
وتعد هذه الرغبة( الرغبة في التفوق ) مهمة جدا فهي من اهم الرغبات الدافعة لسلوك الانسان والمقصود بها الرغبة في ان يحتل الفرد مكانا في المجتمع يحقق شيئا ويفعل احسن مما يبفعله الاخرون .
هناك حكمه شائعه تقول[ اغرس فكرة، احصد فعلا، اغرس فعلا، احصد عادة، اغرس عادة، احصد شخصية، اغرس شخصية، احصد مصيرا] .فلنعمل على غرس فكرة العلم والتفوق ولنغرس عادة القراءه ولنجعلها جزءا من شخصيته ولنعلمه مهارة القراءة السريعه.
ومن خلال العمل على ثلاثية [المعرفة، المهارة، الرغبة]التي تشكل العادات نستطيع الاختراق لافاق جديدة من الفعالية الشخصية والجماعية ولتكوين عادات نحتاج الى تطوير كل من المكونات الثلاثة .

3- تدريب الطفل على حب القراءه
تدريبه يبدأ من المرحلة العمرية الاولى وذلك بتوفير الكتب والمجلات ونتركه ليلعب بها ويلمسها ويتعرف عليها خلال مرحلة سني الرضاعة، ايضا من المهم ان نبدأ بسرد القصص لهم منذ الصغر حتى قبل ان يتكلموا وان نوفر لهم الكتب والمجلات المصورة التي تحتوي على الالوان وتوجد انواع مختلفة من الكتب القصصية والتي تحتوي على مثيرات مثل الكتب ذات الجلد القوي والملون والتي تتضمن قصة مصورة او الكتب المصنوعة من القماش وقصص القران الكريم وقصص اخرى .
وم الضروري ان تهتم الاسرة بالقراءه والكتب ويكونوا قدوة لابنائهم لانه يقلدهم فاذا كان الطفل يعيش في محيط يكثر فيه الكتب اهله يقرؤن اخوته واخوانه يقرأون من الطبيعي ان تتولد لديهم الرغبة با يفتح كتابا.
لا تجبروه على قراءة نوع واحد فقط من الكتب وانما اتركوا له مساحة الاختيار حسب الحدود الطبيعية .واذا كان بالامكان ترتيب مكتبة له خاصة بكتبه سيكون له تاثيره الايجابي.
تشجيعه على القراءة الاضافية الاختيارية امر مهم جدا حيث يستطيع الطفل من جراء القراءه فهم درسه بسرعة اكبر وجهد اقل اذا كان قارئا ممتازا لديه القدرات اللازمة لاستيعاب السطور والافكار بلمحه، ولن يقدر الطفل على مسائل الحساب وفهم المواد الاجتماعيه والدينيه اذا لم يكن قارئا جيدا وواعيا تساعده حصيله لغويه واضحه، فكثيرون من اصحاب الحصيله اللغويه المتواضعه لا يتيسر لهم فهم المواد التي يدرسونها بسهولة ودون عناء .
والقراءة مهارة مثل المواد الرياضيه من الممكن اتقانها جيدا بدراسة اصولها والتدرب عليها وممارستها باتقان وفق برنامج خاص تقدم له من خلال تدريبات يقرأها ويعملها في وقت محدد من الزمن لاختبار امكانات الطفل وقدراته.



تعريف القراءه

هي ترجمة مجموعة من الرموز ذات العلاقة فيما بينها والمرتبطة بدلالات معاوماتية معينة وهي عملية اتصال تتطلب سلسلة من المهارات فهي عملية تفكير متكاملة وليست مجرد تمرين في حركات العين.

ما هو تسريع القراءة

هناك نوعان مختلفان لتسريع القراءه هما كالتالي :
1- القراءه الواسعة Expanded Reading حيث يتدرب القارىء لتوسيع ابصاره المحيطي اثناء القراءه افقيا، بحيث يستطيع التقاط كلمتين او اربع كلمات وقد تصل الى ست كلمات بنظرة خاطفة.

ويمكن ان تكون هذه الطريقة لتسريع القراءه مفيدة، وبعض المدارس تعلمها. وباستعمال القراءه الواسعه يصبح الحد العملي لسرعة القراءه يساوي تقريبا 700 إلى 900 ك/د.

2- القراءة الديناميكية Dynamic Reading حيث يتدرب القارىء لتوسيع ابصاره المحيطي اثناء القراءة عموديا وافقيا معا.
عندما يرى القارىء مقاطع كبيرة من الصفحة بنظرة خاطفه. يمكن له ان يلتقط نحو عشرين او اربعين كلمة بنظرة خاطفة ونجد ان الإبصار المحيطي لدى بعض الطلاب جيد بما فيه الكفاية بحيث يصبحون قادرين على التقاط صفحة كاملة بنظرة خاطفة. وباستخدام طريقة القراءه الديناميكية يصل الحد العملي لسرعة القراءة الى أكثر من 10،000 ك/د.


مفاتيح تسريع القراءه( خطة لتعليم الاطفال تسريع القراءة)


هناك اربعة مفاتيح اساسيةفي تعليم تسريع القراءه وهي :

1- الإبصار الطبيعي :
خذ دقيقة من وقتك الآن، وانظر من النافذة الى شجرة ( او تخيل انك تنظر الى شجرة) هل ترى ورقة في كل مرة ام انك تنظر الى الشجرة ككل ؟ معظم الناس يرون الشجرة كلها بنظرة واحدة او نظرتين، هذا ما نسميه الإبصار الطبيعي، نحن نرى معظم الاشياء باستخدام الإبصلر الطبيعي إلا عندما ننظر الى ورقة مطبوعة، في الصف الاول تعلمنا الؤية القنواتية، ومعظم الناس لا يستطيعون إلا رؤية كلمة واحدة في كل مرة. الرؤية القنواتية رؤية غير طبيعية، وهي مجهدة للعيون، انت تحتاج ان تنظر الى الورقة المطبوعة بالرؤية الطبيعية بطريقة افضل حتى ترى عدة كلمات في لمحة واحدة.
في الحقيقة عندما تتخيل ان كل صفحة مطبوعة هي شجرة، وكل كلمة هي "ورقة" شجر فإنك تستطيع باستخدام الإبصار الطبيعي ان تستخدم حقل الرؤية الذي يخصك كله (الإبصار المحيطي) لالتقاط عدة كلمات في لمحة واحدة.
إنك لا ترى فقط 3-10 كلمات في السطر، ولكنك ترى 3-10 أسطر ايضا، في البداية لا تحاول استيعاب أي شيء، وانما تمرن على رؤية الكلمات فقط ومن دون استيعاب على الاطلاق( تظاهر بأن الكلمات اوراق شجرة بالنسبة اليك ) .تعد القدرة على رؤية الكلمات بالتركيز الطبيعي وباستخدام الإبصار المحيطي لالتقاط أكبر عدد من الأقسام المطبوعة بلمحة واحدة حجر الاساس في تسريع القراءة.

2- التصور:
عندما تقرأ كتابا جيدا هل تستطيع ان تتخيل في عقلك الشخصيات كيف تبدو، وماذا يفعلون؟ الجميع يستطيعون فعل ذلك، هذا هو التصور.
مع تسريع القراءه ينبغي ان يتطور التصور الى اقصى درجة وهذا يحتاج الى جهد، وقد يكون صعبا على بعض الناس ولكن كل شخص يمكن ان يتحسن بالتدريب،وفيما يلي تمرين يمكن ان يساعد على ذلك:
افتح كتابا سهل القراءه، دعنا نقل انك ترى كلمة " بيت" هل تستطيع تصور البيت؟
( استطيع)
ما لونه؟
( اتصور بيتا خشبيا ، لذا لذلك لونه بني)
هل فيه عشب؟
(لا)
هل تشتم أي روائح؟
(نعم اشتم رائحة الدخان من المدفأة)
كلما استطعت تخيل تفاصيل اكثر في الصورة في عقلك اصبحت القصة حقيقة.
طبعا انت ستملأ بعض الفجوات في القصة، ومعظم الناس يفعلون ذلك وكلما اضفت صورا الى القصة تتحول الصورة الى فلم في عقلك.

3-الاسترخاء:
عادة عندما يركز الاشخاص على شيء فانهم يركزون بعقولهم ويصبحون مشدودين عقليا، ومع تسريع القراءة يصبح الامر مختلفا، فلكي تحصل على اكبر قدر من الاستيعاب عليك ان تكون مسترخيا في اثناء التركيز( التصور).
أحد المتناقضاتالمهمة في تسريع القراءة هي انك كلما اجبرت نفسك على تذكر ما تتصور في اثناء تسريع القراءه تذكرت اقل عندما تنتهي. اذا كنت حقا تريد تذكر الكثير مما تقرأ سريعا عليك ان تقول لنفسك انك ستتصور فقط، وانك لاتهتم اذا كنت لا تتذكر شيئا على الاطلاق.

4- التدريب اليومي:
لا يمكن الاستهانه في اهمية التدريب اليومي.
اولئك الذين يتمرنون يوميا هم الذين يستطيعون اتقان تسريع القراءة جيدا، واما اولئك الذين يتجاهون الامر فإنهم لا يتقنونها.
طبعا لن تفقد المهارة كلها اذا نسيت التمرن يوما او يومين في الاسبوع، ولكن كلما نسيت ان تتمرن كانت النتائج سيئة، وهذا الامر ينطبق على الكبار خاصة.في بعض الاحيان قد نجد اطفالا ممن ينسون التدرب اليومي على تسريع القراءه بانتظام يستطيعون اللحاق بها، ولكنهم ليسوا جيدين كاولئك الذين يتدربون باجتهاد.



الاستيعاب

من المواضيع التي تقلق بعض الاطفال اثناء تدريبهم على القراءه السريعة موضوع الاستيعاب، فبعض الذين لا يلتقطون مهارة تسريع القراءة بسرعة الآخرين يصيبهم الاحباط، لأن اسيعابهم لا يزيد بسرعة زملائهم في الصف نفسه،وهنا ينبغي ان نشرح لهم ان كل شخص يتعلم هذه المهارة بمستوى مختلف عن الاخرين، وان هذا الامر ليس له علاقة بمستوى الذكاء، وانه توجد ثلاث مراحل من الاستيعاب نمر بها جميعا في اثناء تعلم تسريع القراءة وهي:

1- مرحلة المبتدئين: هي الجزء الاول من الدورة حيث نرى مجموعة من الكلمات ولا نفهم منها شيئا، وينتهي بعض الاطفال من هذه المرحلة في اليوم الاول، اما بعض الكبار فانهم يبقون في هذه المرحلة ثلاث اسابيع.

2- مرحلة النمو : هنا يبدأ عقلك بإدراك المهارة وفهم المواد المقروءة بسرعات عالية، ويمكن ان يزيد الاستيعاب بثبات خلال اسبوعين حتى يصل الى 60% او 80% ويمكن ان يزيد حتى يصل الى 70% او 90% خلال يوم واحد فقط او يومين عند بعض الاطفال.

3- مرحلة القوة: هنا تصبح مهارة تسريع القراءة اداة قوية ويرتفع مستوى الاستيعاب عاليا وعادة ما يصل الى 60%او 80% ويزداد الاستيعاب بعد ذلك ببطء قليلا وتقترب النسبة اكثر فاكثر الى 100%ويوما بعد يوم لن يلاحظ الطالب ابفرق ولكن اسبوعا بعد اسبوع او شهرا بعد شهر سيلاحظ الفرق.


المراجع

1- تسريع القراءة عند الاطفال واليافعين ، جورج ستانكليف( رئيس مشروع تسريع القراءة العالمي)، تعريب سمر القرعان
2- القراءة السريعة ،بيتر شيفرد وجريجوري ميتشل ، ترجمة احمد هوشان
3- التربية الابداعية ضرورة وجود ، د. حسن ابراهيم عبد العال
4- الطفولة ، د. أوجيني مدانات ، راجعه ونقحه المربية برزة كمال
5- علم النفس وتطبيقاته الاجتماعية والتربوية ، د. عبد العلي الجسماني
6- العادات السبع للناس الاكثر فعالية ، ستيفن كوفي
7- اساعد ولدي على التعبير والقراءة والكتابة والحساب، بارم دو مورتيمارت ، دار الفراشة للطباعة والنشر والتوزيع
8- نحو طفل مبدع خطوات على الطريق ، نجلاء عبدالله محي
9- المهام التربوية للآباء ، أ.د. جمال عبد الهادي وأ. علي احمد لبن و د. سمية علي لبن