إن الحديث فن وهو ركن أساسى لشخصيتك, وأهم ما يجب أن يتوفر فيه الصوت العذب والتلوين في الموضوعان والقدرة على الإصغاء, ليس ذلك فحسب بل إن الحديث يجب أن ينطوي على مشاركة وجدانية , فالكلام ليس هو ما يصفه العلم بأنه مجرد صوت تشارك في إصداره الأحبال الصوتية فقط بل عواطف تتدفق لها تأثيرها على نفس المستمع أو .....
المشارك في الحديث.
وإلمامك بفن الحديث يعني قدرتك على إشعار الناس بوجودك في اللحظة المناسبة. والحديث الطلي الممتع تعبير عن التفكير السليم , فإذا لم تستطع التفكير في شيء تقوله فلعلك لا تستطيع أن تفكر في شيء على الإطلاق.
وتستطيع تنمية قدرتك على الحديث والمناقشة إذا تعودت النطق السليم للكلمات وتنويع الموضوعات التي يمكنك أن تتحدث بها، وفوق ذلك كان لديك الإصرار والقوة على معالجة أي عيوب تلقاها عند حديثك مع الناس.
وفن الحديث يقتضى منك آداباً عليك أن تراعيها وهناك بالتالي محاذير يجب أن تهملها. واعلم أن الخطباء المفوهين وهؤلاء الذين يبهرونك بقدرتهم على صياغة أفكارهم وعرضها لم يصلوا لهذه الدرجة دون جهد بل إنهم دربوا أنفسهم وتعلموا آداب الحديث وأصول اللباقة حتى استطاعوا في نهاية الآمر أن يصلوا إلى هذه الدرجة التي تدهشك وتبهرك في آن واحد. لكن هل سألت نفسك.. كيف يمكنني أن اصل لهذه الدرجة ولماذا لا أكون احد هؤلاء؟ إن الأمر بسيط وفي نقاط سريعة سوف نقدم لك برنامجا كاملا يجعل منك ذلك الشخص الذي تحب.
1-تعلم بداية كيف تتابع الموضوع الذي يتحدث فيه صاحبك ولا تنتقل به فجأة من موضوع إلى آخر, وتذكر أن خير حديث هو ما تتبادل فيه الآراء مع غيرك.
2-تعود أن تصغي إلى صوتك واحرص على أن يكون لطيف النبرة واضح الأداء صحيح المخارج, فالأصوات قد تستهوى القلوب وقد تنفرها, والصوت الحسن والقدرة على استعماله في حديث طلي هما خير عون لك على النجاح في العمل والمجتمع.
3-لكن ما فائدة الصوت الحسن ما لم يكن لديك ما تقول, عليك أن تجمع ذخيرة تستخدمها في الحديث, وتكون وسيلتك إلى ذلك شدة ملاحظتك لما يجري حولك وينبغي أن تستفيد من قراءتك الجرائد فهي تمدك بموضوعات جديدة هذا بالإضافة إلى عادة القراءة التي يجب أن تنميها فيك واحرص أن تكون قراءاتك متنوعة فيها من المتعة بقدر ما تحتويه من معرفة وثقافة.
4-تذكر أن الحديث لا يقتصر عليك واحذر من أن تجازف بالكلام فيما لا تعلم فقد يكون الجالس إليك أخصائياً في الموضوع الذي تخوض فيه, ولا تظهر أنك تعرف الإجابة عن كل ما يوجه إليك من أسئلة وإلا كنت محدثا ممقوتاً.
5-كن صاحب آراء ولكن لا تتعصب لها فهذا التعصب لا يكسب الأصدقاء, والحديث عن نفسك في غير إسراف أمر محبوب.
6-إذا حياك إنسان بقوله كيف حالك فليس معنى ذلك حتماً أنه يريد مدلولها الحرفي فلا تجب بقولك.." أن الحال كما ترى" ثم تبدأ بسرد قصة حياتك.. واحذر أن توجه أسئلة في مسائل شخصية.
7-لون حديثك حسب مقتضيات الظروف فحديثك مع كبار السن يختلف عن حديثك مع من هم في سنك أو من هم أصغر منك ويجب دائماً أن تظهر عطفك واهتمامك بمن يصغى إليك.
8-الإصغاء فن وإذا رزق محدث بارع بمستمع شارد اللب كان خطبه عظيما فيجب أن تصغي إلى محدثك بعينيك وأذنيك وعقلك وأن تجعل ملامح وجهك ناطقة بأنك تتابع ما يقول ووجه إليه سؤالاً من حين لآخر أو ابد ملاحظة تناسب مجرى الحديث فهذا مما يشجعه ويرضيه.
9- أخيراً من ضروريات فن الحديث وآدابه أن تتجنب:
*الفضول والمبالغة في القول ونقد الغير.
*احتكار الحديث.
*مقاطعة غيرك أثناء حديثه أو أن تخطئه بدون حجة أو دون سماع باقي وجهة نظره.
*انتظار أن يتحمس مستمعك للإصغاء إليك إذا كنت تعيد على مسامعه حوادث قصة سبق أن سمعها أو رواية سبق أن شاهدها وإذا كنت في جمع فتحدث في موضوعات عامة تهم الجميع وإياك والثرثرة ورفع الصوت.
* أن تثني على محدثك بمدح صريح مسرف يسبب له الحرج بل يجب أن تكون لبقا في غير ابتذال.
*المجادلة في صغائر الأمور. فلا تقاطع محدثك لتصحح له تاريخ حادثة تافهة, فالتدقيق في مثل هذه التواريخ إنما يكون في دور العدالة وليس في مجالس الأصدقاء.
*تجنب أن تقاطع حديث جمع من الناس إذا دخلت عليهم مكان اجتماعهم وذلك بملاحظة لا تمت بصلة إلى ما يتحدثون فيه, انتظر حتى تعلم فيما يتحدثون ثم اشترك في المناقشة بدلاً من أن تقطع الحديث.
*كن لبقا فيما تبديه من ملاحظات فلا تؤذ أحداً ولا تحرجه.
*لا يصح أن تلامس الناس حين تحادثهم وتجنب الحركات العصبية في أثناء الحديث فلا تعبث بأصابعك ولا تتململ في مقعدك ولا تتحسس ساعتك أو مفاتيحك أو أزرارك
.
منقول
المفضلات