الأسئلة الشائعة عن البحث : نتيجة لتزايد انتشار التعليم عن بعد كوسيلة تعليمية فعالة، قام الباحثون التربويون باختبار الأغراض والأوضاع التي تتناسب أكثر مع هذه الوسيلة. تتجمع الأسئلة الأكثر طرحاً في خمسة مجالات:

  • هل التعليم عن بعد المُدعَّم بالتكنولوجيا فعّال كفعالية التعليم التقليدي الذي يعتمد على مبدأ المقابلة (وجهاً لوجه)؟
  • ما هي العوامل التي تحدد التشكيلة التكنولوجية الأكثر فعالية في كل حالة محددة من حالات التعليم عن بعد ؟
  • ما هي صفات الطلاب والمدرسين الفعّالين في نظام التعليم عن بعد؟
  • ما أهمية التفاعل بين المدرس والطالب والطالب والطالب في عملية التعلم عن بعد وما هي الأشكال الأكثر فعالية التي يمكن أن يتخذها هذا التفاعل؟
  • ما هي عوامل التكلفة التي يجب اعتبارها عند التخطيط أو التطبيق لبرامج التعليم عن بعد وهل تكافئ هذه التكاليف الاستفادة المكتسبة للمتعلم؟


  • مقارنة بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد

دلّت الأبحاث على أن الوسيلة التعليمية، أن لها تأثير بسيط على تحصيل الطالب طالما كانت تقنية التوصيل مناسبة للمضمون الذي يتم تقديمه، وطالما أن جميع المشتركين تتوفر لديهم القدرة على استخدام نفس التقنية مثل (الفيديو التفاعلي)، مقارنة بالفيديو العادي ومقارناً بالمعلم العادي. من الاستنتاجات الأخرى التي أمكن استخلاصها من الأبحاث ما يلي:

-نسبة التحصيل في عدة امتحانات أجريت بإشراف مباشر للمدرس كانت أعلى منها في نظام التعليم عن بعد مقارنة مع النظام التقليدي
(Souder, 1993) على أنه لم يلاحظ أي اختلاف في النظرة الإيجابية تجاه مواضيع المادة بين نظام التعليم عن بعد والتعليم التقليدي (Martin & Raineg 1993).
- يلاحظ أن التعليم التقليدي أكثر تنظيماً ويقدم بطريقة أوضح مقارنة مع نظام التعليم عن بعد (Egan, etal, 1991) .
-الإجراءات التنظيمية والأفكار اللازمة للتدريس بشكل فعال عن بعد كثيراً ما تعمل على تحسين أسلوب التعليم التقليدي للمدرس .
-الأبحاث المستقبلية يجب أن تركز على العامل الحاسم في تحديد تحصيل الطالب : تصميم عملية التدريس نفسها (
Whittingten, 1987) .


  • لماذا يكون الطلاب ناجحين ؟

تبين الدراسات أن الطلاب في نظام التعليم عن بعد يستفيدون من الخصائص الأساسية لهم من خلال استخدامها للخبرة التعليمية، وهذا يؤثر على نجاحهم في الأعمال الصفية . إن طلاب نظام التعليم عن بعد، يبحثون طواعية عن تعليم إضافي فهم:
-لديهم طموحات لمتابعة الدراسة بعد الثانوية للحصول على درجات عالية.
-لديهم حافز قوي وانضباط ذاتي.
-أكبر سناً.


بينت الدراسات أيضا أن العوامل التي تحدد التعليم الناجح هي نفسها سواء كان الطلاب في نظام التعليم عن بعد أو في نظام التعليم التقليدي. هذه العوامل تشمل:
-الرغبة في المبادرة بالاتصال بالمدرسين للحصول على المساعدة.
- امتلاك موقف جدي أكبر نحو المواد.
- العمل في مجالات يتطلب فيها التطور الوظيفي الحصول على شهادات أكاديمية متقدمة في بيئة التعليم المستمر.
- الحصول السابق على شهادة جامعية.



  • لماذا يكون التدريس ناجحاً ؟

إن الممارسات الجيدة للتعليم عن بعد هي نفسها ممارسات التعليم التقليدي، كما أن العوامل التي تؤثر على التدريس الجيد تكون عالمية ولا تخضع لاختلاف البيئة أو السكان. ولأن التعليم عن بعد وما يلازمه من تقنيات يتطلب تخطيطاً وتحضيراً مكثفاً، فإنه يتوجب على المعلمين عن بعد الأخذ بما يلي بالاعتبار وذلك لتحسين فعاليتهم :

- التخطيط التمهيدي المكثف والتقييم المستنبط يعّدان من الأمور الضرورية.

- يستفيد المتعلمون كثيراً من مخطط المنهج الدراسي المنظم جيداً، إن الأخذ بهيكليّة محددة واستخدام أدوات مثل دليل الدراسة التفاعلي واستخدام المرئيات والرسوم كجزء من المخطط كل ذلك يساهم في فهم الطلاب للمنهج. ويجب الانتباه إلى ضرورة تواؤم هذه الوسائط المرئية مع سمات الوسط التقني المستخدم، ومع سمات الطلبة.

-يجب أن يتدرب المدرسون بشكل مناسب على استخدام الجهاز وعلى التقنيات التي ثبتت فاعليتها في بيئة التعليم عن بعد. ويستفيد المتعلمون أكثر من المناهج والحلقات الدراسية عندما يكون المدرس مرتاحاً في تعامله مع التقنيات، حيث يمتاز بروح الدعابة وتكرار الأسئلة ومواءمة التعليمات مع الصور المعروضة.



  • ما أهمية التفاعل ؟

يحتاج الكثير من المتعلمين عن بعد إلى الدعم والإرشاد للحصول على أكبر استفادة من عملية التعلم عن بعد. هذا الدعم يأخذ شكلاً تفاعلياً للطالب مع المدرس وللطالب مع الطالب.

أنتجت خلاصات البحث عن الحاجة للتفاعل خطوطاً عريضة يمكن للمدرسين الاسترشاد بها عند تصميم المناهج للمتعلمين عن بعد:

- يُثّمِن المتعلمون التوقيت الملائم للتغذية الراجعة بخصوص الواجبات والامتحانات والمشاريع، ويستفيد المتعلمون كثيراً من خلال مشاركتهم في مجموعات تعليمية صغيرة فهذه المجموعات توفر الدعم والتشجيع إضافة إلى التنفيذية الراجعة حول الواجبات المتعلقة بالمادة. والأكثر أهمية من ذلك، أن المجموعات تعزز الشعور أنه بتوفر المساعدة عند الحاجة.

-يكون لدى المتعلمين حافزاً أكبر إذا كانوا على اتصال متكرر مع المدرس.إن الاتصالات الدورية المنظمة يمكن استخدامها كأداة تشجيعية.

- الاستفادة من المساعدين الموجودين في الموقع والذين يطورون علاقة شخصية مع الطلاب ويمتازون بمعرفتهم الجيدة للأجهزة ولمواد المنهاج الأخرى مما يعزز قناعة الطلبة بالمواد التي يدرسونها.

- ويساهم أيضاً استخدام التقنيات مثل جهاز الفاكس والحاسوب والتلفون، في تقديم الدعم للمتعلمين وتوفير فرص التفاعل بينهم .



  • الكلفة مقابل الفوائد

أحد الأمور الأساسية التي يجب اعتبارها عند تصميم برنامج لنظام التعليم عن بعد هي كلفة هذا النظام. هنالك عدة عوامل تتحكم في تكلفة المكونات اللازمة لتصميم نظام تعليم عن بعد:


  • التقنية : المكونات الصلبة واللينة (أجهزة تسجيل فيديو ، الكاميرات) والبرمجيات (برامج الحاسوب ).
  • الإرسال : تكلفة استئجار أجهزة وخطط الإرسال والاستقبال المختلفة.
  • الصيانة : تصليح وتحديث للجهاز.
  • البُنية التحتية : الشبكة الأساسية والبنية التحتية للإتصالات الواقعة في أماكن الإرسال والاستقبال.
  • الإنتاج : الدعم التقني والفني اللازم لإعداد وتطوير استخدام المواد التعليمية.
  • الدعم : النفقات المتنوعة اللازمة للمحافظة على عمل النظام بشكل ناجح وتشمل المصاريف الإدارية، والتسجيل،والاستشارات، وكلفة الدعم محلي، والتسهيلات والنفقات العامة.
  • السجلات الذاتية: من أجل حفظ المهام المذكورة سابقاً.


على الرغم أن كلفة التعليم عن بعد مرتفعة، إلا أنه توجد أيضاً مناهج تقليدية ذات تكلفة مرتفعة. ومن المميزات التي يشملها التعليم عن بعد للمتعلم:


  • توفر التدريب للطلاب في المناطق الريفية.
  • يستطيع الطلاب إكمال دراستهم من دون خسارة رواتبهم التي قد تنجم عن تغيير موقع عملهم أو سكنهم.
  • يستفيد الطلاب من خبرات ذوي التأهيل العالي من أعضاء الهيئات التدريسية.

ربما يكون السؤال الذي يترتب على هيئات المؤسسات التربوية الإجابة عليه هو: هل تتضمن مهمتهم كمربين، ضرورة توفير البرامج والحلقات الدراسية لأولئك الذين لا يمكن الوصول إليهم إلا عن طريق التعليم عن بعد؟ ومن السبل التي يمكن للمؤسسات التعليمية التي تعتمد التعليم عن بعد الاستفادة منها هو استعمال قدرتها على جذب عدد متزايد من الطلبة غير التقليديين وتقديم الخدمات التعليمية لهم. وأثبتت الدراسة أنه كلما تقدمت فعالية البرامج فإن كلفتها تصبح أقل.


بواسطة: نادية أمال شرقي
موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/arabic/show_article.thtml?id=747