بعد إعداد المتن ستكون جاهزاً كي تنتقل لإعداد المقدمة والخاتمة. يجب أن تصمم المقدمة بشكل يجعلها تحقق الأهداف التالية: 1- جذب انتباه جمهورك 2- عرض موضوعك 3- التأسيس لأهمية موضوعك 4- التأسيس لمصداقيتك للتكلم عن موضوعك، 5- عرض الأفكار الرئيسية. إن دراسة هذه الأهداف وطرق تحقيقها سيمكنك من وضع بداية واضحة وممتعة لإلقائك.

اجذب انتباه الجمهور
إن هدفك الأول كمتكلم هو الحصول على انتباه الجمهور. إذا كنت محظوظاً كفاية بأن تكون لك سمعة المتكلم القوي ستكون قادراً على جذب انتباه المستمعين قبل أن تتلفظ بكلمتك الأولى، ولكن معظمنا لم يحقق هذه السمعة بعد، ولهذا فمن المهم أن تشغل الجمهور في إلقائك وبسرعة. ستعتمد الاستراتيجية التي تختارها على شخصيتك وهدفك وموضوعك وجمهورك والمناسبة، وتتضمن خياراتك في جذب انتباه الجمهور التقنيات السبعة التالية:
1- اسأل جمهورك.
2- أثر فضول جمهورك.
3- حرض خيال جمهورك.
4- تعهد بشيء مفيد.
5- متع جمهورك.
6- نشط جمهورك.
7- اشكر جمهورك وامدحه و علمه.

اسأل جمهورك: يمكن للمتكلم أن يشغل جمهور من خلال طرح الأسئلة البلاغية أو المباشرة. فالسؤال البلاغي (rhetorical question) يثير الأفكار ولا يتعمد انتزاع الإجابة العلنية عنه، انظر إلى الأسئلة الافتتاحية التالية:
· كيف أمضيت عطلة الأسبوع الماضي؟ في مشاهدة التلفاز؟ الذهاب إلى السينما؟ أو النوم متأخراً؟
· إذاعلمت أن صديقك المفضل مصاب بالإيدز، فكيف ستتصرف؟
إن المتكلم الذي يطرح أياً من هذه الأسئلة لا يتوقع إجابة صريحة عنها من الجمهور، وفي الحقيقة إذا تمت الإجابة عنها شفهياً فإن هذا سيفسد إيقاع العرض. أما السؤال المباشر (direct question) فإنه يبحث عن إجابة علنية. قد يتم طرح السؤال على الجمهور من أجل الحصول على إجابة صوتية أو جسدية، حيث يمكن أن تتم الإجابة عن الأسئلة التالي باستخدام اليدين:
· كم شخصاً تطوعوا في المجموعات الخيرية في السنة الماضية؟ وفي الستة أشهر الماضية؟
· قامت الأسبوع الماضي حملة تبرع للانتفاضة، فمن الذي تبرع منكم؟



ومثل السؤال البلاغي، يقوم السؤال المباشر بجذب تفكير الجمهور إلى موضوع الإلقاء، إلا أنه للسؤال المباشر فائدة إضافية وهي: جعل المستمعين مشغولين جسدياً بإلقائك، ونتيجة لذلك فهو يجعلهم أكثر تنبهاً. قد تكون هذه الاستراتيجية مناسبة بشكل خاص للجلسات التي تبدأ في الساعة الثامنة صباحاً، وذلك عندما تكون أنت المتكلم الأول، أو إذا كانت لديك جلسة مسائية وكنت أنت المتكلم الأخير.




إذا طرحت سؤالاً مباشراً وأردت إجابات شفهية عنه، فعليك التوقف والنظر إلى المستمعين وإعطائهم وقتاً كافياً للإجابة، وإذا كنت تريد الحصول على الإجابة بواسطة استخدام اليدين، ارفع يديك بعد إنهاء السؤال مباشرة، فبهذه الطريقة أنت تشير إلى رغبتك بالحصول على الإجابة غير اللفظية عن السؤال. عندما تبحث وتحصل على الإجابات الشفهية، تأكد من عدم فقدان سيطرتك وعدم تحول إلقائك إلى مناقشة بين المجموعة، وتمرن على هذه التقنية أمام أصدقائك قبل استخدامها في إلقائك.




هناك بعض التحذيرات الأخيرة حول استخدام السؤال في جذب انتباه الجمهور: أولاً: تجنب طرح الأسئلة المحرجة للمستمعين. "هل أمضى أحدكم ليلة في السجن يوماً من الأيام؟" ويجب أن يخبرك الشعور العام بأن معظم الأشخاص سيمانعون الإجابة عن أسئلة مباشرة كهذه. ثانياً: تأكد من عدم إجابتك عن السؤال المباشر الافتتاحي بشكل غير لفظي قبل طرح السؤال، كما أن طرح الأسئلة الافتتاحية بطريقة غير عملية سيضحك الجمهور بطريقة غير متوقعة وغير مرغوبة بالتأكيد. هناك تحذير أخير وهو: لا تستخدم سؤالاً قبل معرفة فوائده العائدة على إلقائك، وتذكر أن طرح الأسئلة الصحيحة والتي يجيب عنها المستمعون بطلاقة أو مع أنفسهم تشغلهم مباشرة بالتفكير بموضوع إلقائك، فلا تعتمد على السؤال فقط لأنك لم تطور أو لم تجد طريقة أكثر إبداعاً في جذب الانتباه.


أثر فضول جمهورك: إن الطريقة الحيوية لإشغال عقول مستمعيك هي في استخدام تقنيات التشويق، لذا دع الجمهور يتساءل عن التالي. فكر في أسلوب الدعابة. يمكنك أيضا إثارة فضول الجمهور من خلال ما تفعله، تماماً كما تثيره من خلال ما تقوله.

حرض خيال جمهورك: هناك طريقة أخرى لإشغال عقول المستمعين وهي بتحريض خيالهم، ولكي تقوم بذلك عليك أن تعرف مرجعياتهم وخلفياتهم، وهذا يتطلب منك تحليلاً جيداً لجمهورك، لاحظ كيف قدم أصيل موضوعه من خلال ربطه بتجربة شخصية قد يقع فيها الكثير من أفراد الجمهور:
"أستطيع أن أتذكر متعة التأرجح عالياً وأنا صغير، كما أتذكر عندما كسرت أنفي لأني كنت أقف قريباً جداً من الأرجوحة، وحين وقعت من المنزلقة بقيت غائباً عن الوعي لمدة نصف ساعة، إن كل هذه الاحداث جعلتني أشعر بالغباء، ولكن كانت كل هذه الأحداث والأوجاع تختفي بذهابي إلى المستشفى، ولكن لسوء الحظ، ليس جميع الأطفال محظوظين مثلي"
أخبر أصيل بأن هناك أكثر من 200000 طفل يعاني من الأضرار الناجمة عن معدات حدائق الألعاب في كل عام، ثم ناقش الأسباب وطرق علاجها. على الرغم مما يقوله أصيل، يمكننا القول بأنه قد وجدت بعض الكلمات ليعبر عن شعوره، لاحظ قدرته على إثارة مشاعرنا في الرؤية والسمع في هذه المثال.

تعهد بشيء مفيد: يمكننا أن نسمع الرسائل التي تهمنا شخصياً، فإذا كنت قادراً على التعهد لجمهورك بشيء يلبي إحدى حاجاتهم أو أكثر، فإنك ستحصل على انتباههم سريعاً. تستطيع أن تبدأ إلقائك بعبارة مثل "بإمكان كل شخص في هذه الغرفة الحصول على شيء يفيده في مجال الأعمال الذي يرغب العمل والنجاح فيه" وبذلك ستجذب انتباه جمهورك مباشرة، أو على الأقل ستجذب انتباه أولئك الأشخاص الذين لا يعملون حالياً إلى الأعمال التي يحلمون بها. يمكن أن يتعهد المتكلم للجمهور بأن معلوماته ستوفر لهم مئات الدولارات من ضريبة الدخل في نيسان المقبل، أو يمكن للمتكلم أن يقول "ثقتي كبيرة بأن المعلومات التي سأقدمها في العشر دقائق التالية ستساعدكم في شراء سيارة مستعملة جيدة "، إن هذه العهود تتعلق مباشرة بمصالح العديد من أفراد الجمهور.

متع جمهورك: يمكن أن تكون الدعابة إحدى استرتيجيات المتكلم الفعّالة في جذب الانتباه. إن إضحاك الجمهور يجعلهم في حالة استرخاء، ويساعدك في التأكيد على الأفكار الرئيسية لإلقائك، أو لإظهارك بصورة مفضلة، أو لتهدئة عدائية الجمهور. يجب أن تكون الدعابة التي تستخدمها، أياً كانت، مختارة بعناية وذات صلة بموضوعك أو بمناسبة التكلم، وكمتكلم عليك أن تكون قادراً على تنفيذ الانتقال السلس والمنطقي من الدعابة في البداية إلى موضوع الإلقاء، لأن الانتقال المفاجئ من إخبار نكتة أو قصة مضحكة إلى موضوع جدي يجعل الموضوع سخيفاً وقد يزعج المستمعين.

نشط جمهورك: يستطيع المتكلمون في بعض الاحيان جذب انتباه الجمهور من خلال "حضورهم" ببساطة، وقد أثبتت فاطمة ذلك، فقد كانت تتحرك من وراء المنضدة إلى المنصة وتمشي بين المتدربين في مكان الدورة وتتحدث بدون استخدام المذكرات، وعندما سقط مكبر الصوت منها للحظة، لم تتأثر فاطمة، وإنما وافقت على تعليق مكبر آخر عليها بشكل عفوي، ورغم أن العديد من الأشخاص لا يمكنهم إظهار هذه الحيوية، إلا أن هناك العديد من المتكلمين الذين بإمكانهم ذلك. هناك عدة استراتيجيات لإعطاء التأثير الكبير للمقدمة كالموقف الإيجابي واللباس المناسب والمشي إلى المنصة بثقة، والتواصل العيني المباشر والابتسامة الودية والصمت القوي والوضع القائم والإيماءات المؤثرة. بالمقابل فإن غياب هذه العناصر قد يضعف من تأثير العبارة الافتتاحية جيدة التنظيم، إذاً فإن فوائد "حضورك" المُنشط تعود على مقدمة الإلقاء.

اشكر جمهورك وامدحه وعلمه: قد يتم استدعاؤك في مرحلة ما من حياتك لإلقاء خطاب عام رسمي أمام مجموعة كبيرة، وقد تكون أنت المتكلم الرئيسي، أو ربما أنك ستتلقى مكافاة من جماعة مدنية، وقد تدفع لك المجموعة التي وجهت لك الدعوة أي شيء لتلبيتك الدعوة، بدءاً من المكافأة الشرفية وحتى الرسوم المادية، وبالتالي تتطلب هكذا مناسبة منك أن تشكر الجمهور وأصحاب المقام الرفيع.

بعد انتهائك من إعداد الخطوة الأولى في المقدمة: 1- جذب انتباه جمهورك يبقى عليك العمل على بقية الخطوات: 2- عرض موضوعك 3- التأسيس لأهمية موضوعك 4- التأسيس لمصداقيتك للتكلم عن موضوعك، 5- عرض الأفكار الرئيسية. إن دراسة هذه الأهداف وطرق تحقيقها سيمكنك من وضع بداية واضحة وممتعة لإلقائك.


  • Patricia A. Cirucci ,''Grounds For Disaster,'' Winning Orations, 1991 (Mankato, Mn: Interstate Oratorical Association, 1991)102.
  • David Slater,'' Sharing Life,'' Wrinning Orations, 1998 (Mankato, Mn: Interstate Oratorical Association, 1998)63.
  • Carl Wayne Hensley, ''What You Share Is What You Get: Tips For Effective Communication,'' Vital Speeches Of The Day 1 December 1992: 115.
  • Clyde Prestowitz, Jr., ''In Search Of Survival: Why Haven't We Done Anything? ''Vital Speeches Of The Day 1 September 1992: 698..
  • David N. Dinkins,'' In Praise Of Cities,'' Representative American Speeches 1990-1991 (New York: Wilson, 1991)133.


بواسطة: محمود الدمنهوري
موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/arabic/show_article.thtml?id=148