عينان تريان أفضل من عينٍ واحدة.. الاستشارة عين الهداية...
كثيرةٌ هي الآثار والحكم والتجارب التي تحث المرء على الاستفادة من خبرات الآخرين ووجهات نظرهم.


في السطور التالية نستعرض بعضاً من النصائح والآراء التي ينبغي على الرائد أو صاحب العمل الصغير تجاهلها تجاهلاً مطلقاً أو نسبياً. ليس في النصح بتجاهلها أو الاحتراس منها إنكارٌ ولا تقليلٌ من أهميّة التجربة السابقة والرأي الآخر وإنّما هو تأكيدٌ على أهمية وجودِ معيارٍ ومعارف ومعطياتٍ خاصة تقيّم على ضوئها ما يلقى إليك من آراء فلا يكون حكمك وعزيمتك ريشةً تتلاعب بها الرياح.

فلتكن الخريطة التي تسير عليها مرسومةً ومقروءةً بدماغك أنت، فأنت من سيسير على الطريق حتّى النهاية وأنت من سيتحمّل العواقب كائنةً ما تكون.

لا تريد من يرسم لك الطريق أو يتخيّلها فيجمّلها أو يقبّحها.. إنّك تحتاج من يضيء المجاهل أمام عينيك المفتوحتين.

1- حرّية العمل والتطوّر تعني إطلاق عملٍ خاص:
يظنّ كثيرٌ من الناس أنّ التوصّل إلى قدرٍ كبير من الحرية في العمل والتطوّر مرهونٌ بإطلاق المرء عمله الخاص وحسب. هذا غير صحيح، فنحن نرى كثيراً من الناس يشعرون بحريةٍ كبيرة في أجواء العمل المؤسّسي. إنّهم ينسابون انسياباً في تيّار المؤسسة ويزدادون معرفةً ومقدرةً على ترسيخ التوازن في حياتهم. ولأنّ الحرية والاستقرار يمكن أن يصنعها المرء بنفسه حيثما كان يعمل فإننا نرى كثيراً من الناس يعودون إلى العمل في شركات الآخرين بعد أن نفّذوا مشاريع ريادية ناجحة أو حتّى وهم مستمرّون فيها.

2- لا داعي للقلق.. ابشر واطمئنّ!
يؤازرك بعض الناصحين ويشدّون على يدك ويزيّنون لك ما أنت مقدم عليه حتّى لو كانوا يعتقدون في أنفسهم بأنّك تتبع مساراً طائشاً نهايته الفشل.
لا تصغِ لكلّ كلمةٍ عابرة. ابحث بنفسك كما ينبغي البحث وبعد ذلك أنصت لرأيٍ ثانٍ وثالث.

3- تصوّر نجاحك النهائيّ تجده واقعاً!
إنني من أنصار مفاهيم تصوّر النجاح واجتذابه، ولكنني مع تأييدي لمفاهيم "تفاءلوا بالخير تجدوه" أومن أيضاً بأن المرء لا يستطيع اجتذاب التعاملات من سوقٍ لا وجود لها فعلاً.
خيرٌ لك إذاً أن تبدأ بتركيز أفكارك على اجتذاب عوامل الوفرة وتحقيق الذات. و ينبغي عليك أيضاً اجتذاب المعرفة والتبصّر التي تتيح لك تقييم الآراء ووجهات النظر المختلفة من حولك.
ركّز على الطريق فالرحلة قيّمة وممتعة كقيمة ومتعة الوصول أو أكثر!

4- إن كنت تحلم به فأنت تستطيع الفوز به
لا يا صديقي! العكس هو الصحيح!
لا خلاف على أنّك لن تصل إلى ما لم تحلم به. الحلم والطموح ضروريّان ولكن ألا ترى كيف يكتفي كثيرٌ من الناس بحلم الوصول وينسون أو يتناسون الطريق الحقيقيّ إلى ذلك الحلم! ألا تخشى أن تكون منهم؟

5- إن كان غيرك ينجح في إطلاق عملٍ جديد فأنت أيضاً تستطيع
ما لم تكن أنت نسخةً مطابقةً للآخرين أو شديدة الشبه بهم فإنّ ما يقومون به أو ما يمكن أن يقوموا به لا يعني لك شيئاً.

6- على الأرجح.. ستفشل
ربما يكون ناصحك الذي يوجّه هذا التحذير يستخدم التخويف لتحفيزك على العمل بجدٍّ أكثر، أو ربما هو استشاري أو مدرّب يريد أن تشتري منه مزيداً من النصائح والتدريبات. انظر حولك وقم بما عليك من بحث وتحقيق.

7- إن شعرت بالطاقة تملؤك وتحرّكك نحو هدفك فأنت ناجح في تحقيقه
الشعور بالطاقة والاندفاع يعني أنّك تحبَ بعض الجوانب في العمل الذي تقوم به. لا تتوقّف عند المصادفة، ابحث عمّا تميل إليه بكل جوارحك واجتهد قدر استطاعتك في تهيئةِ حياةٍ وعملٍ تضمّ الكثير منه.

8- يمكنك في أي وقتٍ العودة إلى ما كنت فيه من قبل
بعد شهورٍ أو سنواتٍ تمرّ عليك وأنت تحاول إنجاح عملك الخاص ستجدُ نفسك إنساناً مختلفاً، ومجال عملك سيصبح مختلفاً، وزملاؤك القدامى سينظرون إليك بطريقة مختلفة.
وإذاً خير لك أن تبدأ بوظيفةٍ يمكنك تركها إن نجحت مشاريعك الخاصة. حاول البقاء في موقع قوة على الدوام.

9- قد أثبتّ نجاحاً في مسيرتك المهنية وسوف تجد طريقك إلى النجاح الآن أيضاً
تصوّراتٌ جميلة، ولكن! لاعب كرة السلة مهما كان متألّقاً ماهراً لا يستطيع ضمان التألّق في فريق كرة القدم، إنّها لعبةٌ مختلفةٌ كلّ الاختلاف.لا يحتاج الأمر إلى كثيرٍ من النقاش والإثبات!

10- ستكون على ما يرام.. كل ما تحتاجه هو مزيدٌ من الثقة بنفسك
إن كان ضعف الثقة بنفسك سائداً في مراحل كثيرة طويلة من حياتك فلا شكّ في حاجتك إلى المساعدة. وأمّا إن كان الأمر غير ذلك فربما يشير ضعف ثقتك بمهاراتك الريادية إلى وجود مبرّراتٍ حقيقيّة معقولة لضعف الثقة، ويشير أيضاً إلى أنّك تحتاجُ مستشاراً ناصحاً غير هذا.