مدربون معتمدون
المدربون المعتمدون
- معدل تقييم المستوى
- 36
موضوع أساسه التعاون "واقع التعليم العربي"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي صليحة شكرا لك لأنك فتحت هذا الباب وجزاك الله كل الخير.
كيف الحال، اشتقت إليكم جميعا أسأل الله أن تكونوا بألف خير.
سأكتب فيما يخص مشكلة التعليم في الوطن العربي.
عنوان المقال "واقع التعليم العربي"
بقلم جوليا شريقي
قبل البدء أريد أن أقدم اعتذاري لجميع المدرسين والمدرسات وأنا منهم، والطلاب والطالبات وأنا منهم أيضا عمّا سأكتبه في هذا المقال.......
الأمانة توجب عليّ أن أكون صريحة ......... لكن الصراحة مؤلمة........والحق يقال........والحق صراحة..........لذا كان لزاما عليّ كتابة الحق.......بمعنى آخر .......الصراحة.
اعتمادا على تقرير التنمية الثقافية الأول الذي أقيم على هامش مؤتمر "فكر7" حول التنمية الثقافية الذي أصدرته مؤسسة الفكر العربي بالتعاون مع المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ومركز دراسات الخليج في القاهرة(13ــ17 نوفمبر 2008).
دعوني أبدأ بالإيجابيات فلربما تعطينا بعض الأمل سنتحدث قليلا عن واقع التعليم العالي والبحث العلمي
اعتمادا على إحصائيات التقرير ارتفع عدد الطلبة من 895 ألف طالب عام 1975، ليصل إلى 7 ملايين و164 ألفا عام 2006، بزيادة نسبتها 800%. وارتفع عدد الجامعات العربية من 230 جامعة عام 2003، ليصل إلى 395 جامعة عام 2008، وارتفعت نسبة الإناث في التعليم العالي من 28.4% من مجموع الطلاب المسجلين لتصل إلى 47.8% عام 2006، وارتفعت نسبة مشاركة المرأة في التعليم الجامعي من 13% ــ 18% من إجمالي هيئات التدريس عام 1975 لتصل إلى 28% عام 2006 بزيادة نسبتها 56%.
دعونا نقرأ سويا باقي الإحصاءات علّها تخبرنا بحقيقة ما......
أشار تقرير التنمية الثقافية الأول إلى أن الكتب المنشورة، بالنسبة لحركة التأليف والنشر، في الدول العربية لا تمثل سوى 15% من إجمالي الكتب التي نشرت في العالم العربي عام 2007، والتي بلغت 27 ألفا و809 كتب، بينما تصل نسبة الكتب المنشورة في الأدب والأديان والإنسانيات إلى 65% من هذه النسبة الإجمالية السابقة. ويصدر كتاب لكل 12 ألف مواطن عربي، بينما هناك كتاب لكل 500 إنجليزي، وكتاب لكل 900 ألماني، أى أن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4% من معدل القراءة في إنجلترا.
أما عن المؤشرات السلبية التي رصدها التقرير في الملفات المختلفة التي تناولها، فقد أشار إلى أنه في ملف التعليم نجد أن متوسط معدل التحاق الصافي في التعليم ما قبل الإبتدائي في الدول العربية يبلغ 22%، وفي المرحلة الإبتدائية فيبلغ 84% وفي المرحلة الثانوية 68%، وهي معدلات تقل كثيرا عن مثيلاتها في الدول الغربية حيث تبلغ نسبة الالتحاق في مرحلة ما قبل الإبتدائي 85% في اليابان و74% في ماليزيا، ولمرحلة التعليم الإبتدائي 100% في اليابان و99% في كوريا الجنوبية و95% في ماليزيا وإيران، وللتعليم الثانوي 90% في اليابان وكوريا و75% في ماليزيا وإيران وتركيا.
كما أشار التقرير إلى ضعف جودة التعليم في الدول العربية بسبب الكثافة الطلابية في الفصول، وضعف الموارد المتاحة (مباني، تسهيلات علمية، مكتبات، كتب، دوريات........)، وتردي أوضاع الهيئات التدريسية، وافتقار البحث العلمي للتواصل مع احتياجات المجتمعات والاقتصاديات العربية بسبب غياب التخطيط الصحيح، وانفصال البرامج الدراسية عن احتياجات سوق العمل.
إن مستقبل العقل العربي مرهون في نظري بإصلاح المدرسة والأسرة، وما لم يتحقق ذلك فسيظل التعليم العربي يعيد إنتاج نفس العقلية والشخصية العربية التي تنتمي إلى الماضي بحجج كثيرة في مقدمتها المحافظة على الذات، والذات كما تدل كل المتغيرات المحلية والدولية الآن إذا لم تتطور وتتفاعل مع الآخر فسيكون مآلها الجمود والهامشية، وتصبح كتمثال في متحف الشمع، إن ما نلاحظه حالياً في كثير من مظاهر السلوك العربي هو في نظري نتاج مدرسة متخلفة عن العصر، ونتاج ثقافة تخشى و تخاف من الحاضر ومشاكله وتجد راحة كبيرة في الماضي وسرابه، و ما لم يتم تكوين العقل العربي المتحدي، والإنسان العربي الواثق من نفسه، فسيعيش الوطن العربي في سلسلة من المشاكل والتحديات المختلفة التي قد تخرجه (أي الوطن العربي) نهائياً من العصر، وتجعله على هامش التاريخ والحضارة الإنسانية الحالية.
لنكون واقعيين وإيجابيين علينا أن نعترف أن التعليم طوال العقود الماضية حقق إنجازات إنسانية كبيرة لا يستهان بها ولكنه لا يزال متدنيا من حيث النوعية وهو أقل مستوى مما أنجزه التعليم في بلدان كثيرة، لذا كان لا بد من البحث بعمق عن أسباب هذا الوضع المتدني لنوعية وكيفية التعليم العربي على الرغم من الأموال الطائلة التي صرفت ولا تزال تصرف عليه حتى الآن، ربما كان تركيز الحكومات العربية على كم التعليم بهدف محو الأمية ولكن للأسف قام هذا على حساب الكيف (النوعية).
ومن وجهة نظري فإن تدني نوعية التعليم العربي تعود لضعف الطالب والمدرس على حد سواء.
المدرس يبتعد عن بناء القدرات وتنمية مهارة الطالب في التحليل والتركيب والاستنتاج والتطبيق ولا يحاول تدريب الطالب على توظيف المعلومات ومزج المعارف التي يتلقاها.
الطالب ضعيف لأنه يتعلم أساسيات القراءة والكتابة والرياضيات ........الخ دون محاولة تطويرها أو ربطها واستثمارها بطرق واقعية فعّالة وهذا يعود لضعف ومحدودية القدرات التي يبنيها التعليم لديه.
أيضا لا ننسى نمطية التعليم في البلاد العربية فنحن نتبع نفس البرامج التعليمية لفترات زمنية طويلة جدا، وقلما نفكر بتحديثها أو تطويرها أو حتى تفصيلها وتشعيبها إلى برامج متعددة ومتخصصة عوضا عن برنامج واحد شامل!!!!!!!
وهذا يساهم في جعل الطالب يعيش في بقعة صغيرة بعيدة عن العالم الخارجي وما فيه من تطورات ومتغيرات.........
حتى الطالب العربي الذي تسنح له الفرصة بالدراسة خارج الوطن العربي يقوم فقط باستجلاب المعلومات، التي تحصلها من دراسته خارجا، إلى بلده دون أن يدرك أو يفكر بمدى أهميتها وتأثيرها على مجتمعه، الذي قد لا يكون بحاجة إليها على الإطلاق لأنها أساسا لا تتناسب معه..... (كصاحب المصنع الذي قام باستيراد ماكنات حديثة ومتطورة جدا وكلفه هذا وقتا وجهدا ومالا ليقوم بإعداد كادر للعمل عليها وحين وصل لهذه المرحلة تفاجأ بأن تلك الدول التي صدرت له الماكنات تقوم ببيع السلع التي سينتجها بقيمة أقل بكثير مما ستكلفه لو قام بتصنيعها في مصنعه) هذا مجرد مثال وهناك الكثير .......الكثير.
كل ما كتبته سابقا هو عبارة عن جزء من واقع التعليم في الوطن العربي ورغم تعدد الأسباب........... إلا أن الموت واحد.
إذا سألت طالبا لماذا يدرس سيستغرب سؤالك ويظنك مجنونا وقد تفاجأ أنه لا يدري السبب، ربما لأن أسرته أرادت هذا وربما لتحصيل شهادة تمكنه من كسب لقمة العيش وربما ليتهرب من خدمة الجيش و..و.....
قلّة قليلة هم الطلاب الذين لديهم هدف يتعلق بالتعليم بحد ذاته لتطويره وتسخيره لخدمة مجتمعهم ومن حولهم
والحقيقة المؤلمة أن التعليم فقد هيبته وقدره في بلادنا العربية فهو سلعة تباع وتشترى.......
التعليم في بلادنا العربية كالماء الراكدة لا حياة فيه لتتجدد روحه .........
آسفة لو كانت العبارات قاسية لكنه واقع مرّ، وبعد التفكير مليا أننا لنغير واقع التعليم الذي ينتج العقلية والشخصية العربية، أقترح أن نركز على ثلاثة أمور جوهرية:
1. العمل على رفع قيمة التعليم لدى الفرد العربي ضمن منظومته القيمية، لأننا عادة نسعى نحو أكثر ما يهمنا، وأن نعمل على زرع قناعات إيجابية تجاه التعليم، وعندما نعمل على زرع قيمة التعليم ضمن أهم الأولويات ذلك سيجعلنا نسعى لتطويره وتسخيره بطرق مختلفة عما هي الآن.
2. البحث عن الهدف من التعلّم وخلقه إن لم يكن موجودا وربط عملية التعلّم والتعليم بهدف الوصول إلى فائدة الإنسانية.
3. استخدام وتسخير العلوم المدرسية والجامعية لتطوير وابتكار مخرجات جديدة.
إن نوعية وجودة التعليم أمر جد هام لأنه يرتبط بتكوين العقل العربي وبناء القدرات اللازمة للتنمية والحياة المعاصرة واقتحام سوق العمل، لذا لا بد من دعم وإصلاح التعليم العربي على كافة الأصعدة الشخصية والاجتماعية والاقتصادية عن طريق:
تشجيع وتأكيد العمل المبدع وتهيئة الظروف والمعطيات التي تشجع على الإبداع.
إثارة روح التحدي في الإنسان العربي من جديد.
مساعدة الطلاب لفهم ثقافتهم بشكل أفضل وإعدادهم لمجتمع عالمي وليس محلي والقضاء على أحادية الرؤيا.
تغذية الروح الإيجابية حيث أن الطالب لايرى سوى السلبية (من تسلط المدرسين... إلى قسوة الأهل .......والإحباطات المتوالية........وصعوبات الحياة...........) وهذا لأن الروح الإيجابية تفجر الطاقات الكامنة لدى الإنسان.
المصادر:
جميع الاحصائيات التي وردت في المقال مأخوذة عن موقع ميدل ايست اونلاين
www.middle-east-online.com
الموضوع مفتوح للجميع لإبداء رأيه والمشاركة علّنا نقدم ولو مساهمة بسيطة لهذا الموضوع الهام جدا.
تحياتي للجميع
التعديل الأخير تم بواسطة نادية أمال شرقي ; 26-Dec-2008 الساعة 11:38 PM
our common HUMANITY is more important than our interesting differences
المفضلات