بسم الله الرحمن الرحيم
تنمية ذكاء الطفل

ليس هناك أجمل من أن يمتلك الإنسان طفلاً ذكياً، فالطفل الذكي طفل يريحك بالكثير من الأمور وينتظره مستقبل واعد.
ويعتبر الذكاء من أهم الصفات التي يميز طفل عن آخر وترفع من مكانته بين أقرانه، والذكاء يلعب في تكوينه عنصرين هامين:
الأول: الوراثة وغالباً الطفل يرث الذكاء من والدته.
والثاني: هو البيئة المحيطة بالطفل والتي ينشأ من خلالها.
وهذه البيئة هي أساس هذا المقال والحديث يدور حولها لما لها من أهمية بالغة في ذكاء الطفل ويمكن للأهل القيام بعدة أمور تجاه أبنائهم من شانها أن ترتقي بذكائهم وفي سبيل هذا أقدم لكم:
نصائح لتنمية ذكاء الأطفال :
1- أثبتت الدراسات المتعددة أن الأطفال الذين يتم تغذيهم من حليب أمهاتهم هم الأكثر تمتعاً بدرجات عالية من الذكاء حيث إن حليب الأم يتضمن عنصر مقوي ومغذي جداً للدماغ يمكنه مضاعفة ذكاء الطفل.
لذلك ينصح بتغذية الأطفال من حليب الأم والابتعاد عن الحليب الصناعي، وهذا الأمر يعتبر خطوة أولى وأساسية في طريق بناء وتنمية ذكاء الطفل.
2- دفع الطفل لممارسة الرياضة ولتحريك جسده قدر الإمكان ورفع مستوى نشاطه الجسدي؛ لأن هذا النشاط ينعكس إيجاباً على نشاط الدماغ والرياضة ترفع مستوى ثقة الطفل بنفسه.
3- تشجيع الطفل على ممارسة هواياته وتوفير مقومات تلك الهوايات لنتيح له فرصة لتطويرها وبالتالي تطوير نفسه من خلالها.
4- الاهتمام بغذاء الطفل وتنويعه وتناول الأغذية الغنية بالمعادن والفيتامينات والابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة الجاهزة.
5- الطفل من عادته كثير الأسئلة وكثير الفضول، وهذا يعتبر مؤشر جيد على ذكائه ويجب استثماره وحسن التعامل معه.
لذلك يجب التعاون مع تساؤلات الطفل والإجابة عليها بشكل صحيح ومحاولة الشرح بطريقة مبسطة يفهمها الطفل ولا تخلو من بعض الغموض لندفع الطفل للتفكير بالأمر ليفهمه.
أما التعامل مع فضول الأطفال بالصد ورفض التعاون سيؤدي إلى عدم تكرار الأسئلة وعدم الأسئلة يعني عدم الاكتراث للأمور أو التعلم.
6- منذ نعومة أظافرهم يجب زج الكتب والدفاتر والقصص المصورة بين ألعابهم ليعتاد الطفل على الكتاب وليدفعه الأمر شيئاً فشيئاً إلى القراءة وحب الاطلاع، وهذا الأمر كفيل بتعزيز النمو الإدراكي والمعرفي.
7- اختيار ألعاب مفيدة للأطفال ومحفزة للنشاط الذهني مثلاً نشجعهم على ممارسة الألعاب التي تتطلب تركيزاً ذهنياً مثل الشطرنج.
وأيضاً تتوفر الآن في الأسواق ألعاب ذكية ومحبوبة للأطفال وتعليمية أيضاً ويمكن الاستفادة منها وتسخيرها لرفع القدرات الذهنية للطفل والأفضل أن نختار على الأقل لعبة لعمر أكبر قليلاً من عمر طفلنا لنشجعه وندفعه ليرتقي بنفسه أكثر ليستوعب تلك اللعبة.
والطفل عادة يتفاعل مع الألعاب أكثر من أي أمر آخر وهو سيجهد نفسه ليتقن تلك اللعبة ويفهمها وهذا الإجهاد وتشغيل الدماغ هو هدفنا.
8- تحميل الطفل جزء من مسؤولياته والطلب منه التفكير في أمر يخصه ومن ثم اتخاذ القرار المناسب أمر مفيد جداً للطفل، إن أصاب بقراره زادت ثقته بنفسه وسيعتاد هذا الأسلوب الجيد في التفكير واتخاذ القرار، وإن أخطأ بقراره سيدفعه هذا للتفكير أيضاً في أسباب الخطأ وتحريك دماغه وبالتالي سيحاول مجدداً أن يتحسن باعتماده على التفكير وعلى تحريك دماغه.
هذه خطوات ليست صعبة ويمكن لأي أم أو أب القيام بها تجاه أطفالهم وبالنهاية هم الرابح الأول إن تمكنا من تطوير ذكاء أطفالهم.
صحيح أن الذكاء هبة من الله أولاً وعامل وراثي ثانياً ولكن حسن التربية السليمة واختيار البيئة المناسبة لنمو الأطفال عوامل بالغة الأهمية لتحفيز وتطوير ذكاء الطفل.
ويجب التركيز عليها وعلى أقل تقدير إن لم نتمكن من الارتقاء الكبير بذكاء الطفل نكون قد حسنا من مكانته وجودته.