اللعب والتعلم

الطفل ينمو ويتعلم عن طريق اللهو , ولا يميز بين اللعب والتعلم . كما يتعلم أيضاً حين يعمل على الأشياء أو الأفكار التي يريد معرفتها . لهذا السبب يشعر الطفل بحاجة ورغبة للحركة الدائمة . ذكاؤه ينمو إذا ما ربط بين حركاته الجسمية والفكرية , وكررها مراراً . لأجل هذا تهدف ألعابنا أولاً إلى المتعة باللهو معاً والعمل والتدريب وثانياً إلى توفير ظروف تسمح بتطوير إمكانيات كل طفل .


يحتل اللعب مكانة أساسية في نمو الطفل . إنه الدليل الأهم على صحته الجسدية والنفسية والفكرية . إنه يحبك الروابط المتينة وينمي الروح المرحة . يعتبر اللعب الطريق الفضلى للتعلم , لأن الطفل يكتسب بدون مجهود وبدون أن يدرك . إضافة إلى المتعة التي يمنحها , يسمح للطفل باستعمال جسمه وحواسه . ويعطيه فرصة ليكتسب عدداً كبيراً من المعلومات وليتمرن بشكل فعال .

يتعلم الطفل عن طريق اللعب , التركيز واحترام الآخر . كما يكون مخيلة واسعة ويطورها وينظم بنيتها . على الوالدين أن يؤمنا لولدهما جواً ترفيهياً , ويوفروا لهم فرصة للاختيار , وأن يتفرغا له قدر الإمكان .

يتملك الأطفال كلهم رغبة كبيرة باللعب والتعلم , لكنهم يرغبون أكثر بصحبة البالغين . كل ما يريده الطفل هو أن يهتم البالغ لأمره , ويمنحه بعضاً من وقته وعطفه . عندما تلعبون مع الطفل تمنحونه هذا كله . يتقدم الطفل ويتعلم ما دمنا وفرنا له الحافز الدائم .

ويبقى الحافز قوياً إذا ما نطلبه منه على مستواه . وإذا لم ننسى فل كل مرة أن نثني على جهوده ونشجعه . معنى ذلك أنه يجب أن نعرض على الطفل نشاطات يستطيع النجاح فيها ، ويشعر فيها بالارتياح . وإذا تصرفنا خلاف ذلك , وضعناه في موقف حرج , أو حتى جعلناه يفشل , فنحصل على نتيجة معاكسة لما كنا نريده : ينغلق الطفل على ذاته ويفقد ثقته ويرفض أن يتعلم معنا مجدداً . أما إذا نجح فيجب أن نهنئه ونفخر به حقاً , فبذلك يزيد حافزه قوة ويجعله يرغب بأن يعطي المزيد .