عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
كيف تساهم الحكاية في زيادة القدرة الفكرية عند الطفل ؟ الجزء الثاني
كما أن تكرار استماعه للحكاية نفسها سيمكنه من حفظ الحكاية ليتمكن فيما بعد من إعادة حكايتها،
وهي مرحلة تالية تأتي بعد أن يمتلك الطفل مهارات كلامية تساعده على ممارسة فن الرواية،
وذلك بأن يتاح للطفل أن يعيد رواية الحكاية التي استمع لها من قبل.
ورواية الطفل للحكاية من الفعاليات المهمة التي تساهم في تنمية الطفل للغته وتدريبه
على استخدام المفردات التي تعلمها،
كما يتمرن بمساعدة المعلمة على التحكم في نبرة صوته وطبقته،
كما أنها ستعزز مكانته الاجتماعية، وتقوي ثقبته بنفسه وبالمجتمع الذي يحيط به.
وسنحاول باختصار أن نعدد فوائد رواية الطفل للحكايات التي سمعها:
-تعزيز ثقة الطفل بنفسه عندما يجد الآخرين يستمعون لما يرويه.
- تساعده على التعبير عن ذاته وذلك برواية الحكاية بالطريقة التي يحبها، مما يجعله يطلق اسمه على أبطالها أو اسم صديق يحبه.
- يجعل البطل في الحكاية يتحدث نيابة عنه، فيفرغ شحنة داخل نفسه، وينطلق بعد ذلك منشرحًا سعيدًا،
مما يخفف من الضغوط التي يحملها في داخله.
- عندما يروي الطفل الحكاية فإنه يتمكن من رؤية الأشياء في ضوء العلاقة بينها،
وليست أشياء مجردة ومنفصلة، ويتدرب على التعبير عن هذه العلاقة.
- رواية الطفل للحكاية سوف تدفعه لأن يطلق أوصافًا على الأشياء التي تحيط به.
الفكرة والكلمة:
إن العلاقة الترددية بين الفكرة والكلمة تجعل كل واحدة منهما تدعم الأخرى وتقويها،
فالفكرة تستدعي استخدام كملة للتعبير عنها،
والكلمات هي التي تبلور الفكرة، وتزيدها وضوحًا وهكذا دواليك،
وهذا ما يجعل القصة تلعب دورًا كبيرًا في تنمية فكر الطفل وقدراته الفكرية بكل جوانبها.
الحكاية بداية تعرف الطفل على الأدب:
والحكاية نوع من الأدب الشفهي الذي تناقلته الأجيال عبر السنين وصارت شكلاً من أشكال الأدب
الذي يعبر عن فكر الأمة،
وثقافتها، بل قد يتم من خلال الحكاية التعرف على ثقافات الشعوب المختلفة،
وإذا كان الطفل يحتاج لعدة أعوام دراسية كي يصبح قادرًا على التعرف
على الآداب المكتوبة،
فإنه قادر على التفاعل مع الحكاية في سنوات عمره الأولى،
مما يجعلها فترة مهمة جدًا وخصبة تستفيد من أدب الحكايات،
وهذا ما يجعل للحكاية الشكل الأدبي الأمثل الذي لا ينحصر دوره في مجرد تنمية فكر الطفل،
ومهاراته اللغوية، وشحذ خياله،
بل أيضًا إنها نافذة ثقافية في مرحلة مبكرة من عمره تشعره بأهمية الكلمة وتقوده بلطف وحنان إلى البحث الدائم عن اكتشاف الغموض والرغبة في اكتشافه والتعرف عليه.
وأخيرًا:
لم تعد الحكاية نشاطًا اجتماعيًا نمارسه وقت فراغنا، بل تعرفنا على فوائد عديدة لهذا النشاط مما جعلنا نحرص على إيجاد وقت فراغ كي نمارسه حتى نبني فكر أطفالنا ونتواصل معهم.
المفضلات