كل مربى و مربية سواء كان معلم او احد الابوين يجد نفسه امام وضع لابد من عقاب الطفل عليه و لكن هل سأل هذا الشخص نفسه كيف اعاقب ابنى دون ان اسبب له مشاكل نفسية ؟ و هل سأل نفسه ما سبب وقوع هذا الطفل فى هذا الخطأ ؟
هناك أسباب عديدة تكون وراء السلوك السلبى لدى الطفل و غالبا يكون الكبار هم الاساس , فهذا الطفل ولد على الفطرة و يكون صفحة بيضاء , و المحيطين هم من يملؤا الصفحة و يؤثروا فيهم .
ومن أسباب وقوع الصغير فى الخطأ على سبيل المثال لا الحصر :
1-استجابة الطفل لواقع سيئ، فمثلا إذا كان العنف لغة في المنزل للتفاهم سواء مع الصغار أو بين الكبار فإن الطفل سيأخذ هذه اللغة أو الطريقة ويستخدمها في التعامل مع الآخرين ، وهنا مهما عملنا لقمع هذا السلوك فإن النتيجة لن تكون فعاله طالما أن مسبب هذا السلوك قائم.
2-إهمال الطفل بحيث لا يهتم به أبدا أو لا يعتني به إلا حين ممارسته لسلوك سلبي مثل الصراخ أو التخاصم مع أقرانه, و هذا يقع فيه كثير من المربين و الآباء و الأمهات فلا ينتبهون للطفل إلا وقت الخطأ ولهذا إذا أراد أن يلفت نظرهم أتى بسلوك سلبي و هكذا.
3- ومن الأسباب معاناة الطفل من نقص في حاجاته الأساسية مما يجعله غير راض عن الواقع فلا يهتم برضى من حواليه من المربين أو الوالدين.
4- و من الأسباب سوء التربية مما يجعل الطفل لا يفرق بين السلوك السلبي أو الإيجابي أو بين الخطأ والصواب.و ذلك يكون عندما يعاقب الكبير الصغير على شئ احيانا و يشجعه عليه احيانا اخرى فمثلا اذا بدا الطفل النطق وقال لاحد ابويه كلمة كثيرا ما سمعها منهم مثلا (حمار) تجد الاباء يفرحوا كثيرا و يدللوه و يلاعبوه و لكن اذا قال نفس الكلمة امام الاخرين تجد الاب نهر الولد و ضربه احيانا فيجد الطفل نفسه محتار بين الاثنين.
و فى موقف اخر تجد الاب يعاقب على شئ ما و تجد الام تاخذه فى حضنها و تراضيه دون ان تقول له ان ما فعله كان خطا و لابد ان يعتذر عنه فبهذا لا يستقر فى عقل الطفل ما هو صواب و ما هوخطأ .
5-عدم الشعور بالأمن هو أيضا من الأسباب التي تجعل الطفل لا ينصاع للأوامر بسبب خوفه من شئ ما.
6- بعض الحالات النفسية قد تكون سببا في بعض السلوكيات السلبية.
7- وهناك أسباب كثيرة مثل عدم العدل بين الأولاد، ووجود الغيرة بسبب الحرمان ، وكذلك وجود شئ من المكاسب للقيام بالسلوك السلبي مثل البكاء أو العنف والكلام حول هذا يطول.
أما السلوكيات السلبية فمنها ما هو عابر مثل الكذب البسيط أو فرط الحركة في سن ما قبل المدرسة أو عدم القدرة على الاستجابة للأوامر في حال وجود إغراء شديد, و من هذه السلوكيات ما ينتج عن ضغط نفسي معتدل مثل مص الأصابع أو قضم الأظافر و هذه كلها عادة ما تخف مع الوقت وخير ما يمكن أن نفعله هو عدم التركيز عليها أو الاهتمام بها.
و يبقى أن نحدد أن التعامل مع السلوك السلبي يكون حسب الضوابط التالية:
ـ تقدير السلوك السلبي بقدره و عدم إعطائه اكبر من حجمه فمثلا وجود إزعاج في حال حضور ضيف و الطفل صغير السن هو أمر متوقع ، و كذلك بكاء الطفل وقت الخوف أمر متوقع فلا يمكن معاقبة الطفل على ما هو طبيعي أن يصدر عنه.
- عدم جعل هوية الطفل أو المراهق و علاقتنا به مرتبطة بهذا السلوك السلبي بل دائما نفرق بين شخص الطفل و المراهق و محبتنا لهما و بين اقترافهما للخطأ و عقوبتهما عليه ، وما أقصده هنا أن لا تتمحور العلاقة بين الأهل والطفل حول الخطأ بل تذكر إيجابيات الطفل والمراهق كي نستطيع تعديل سلوكه.
- آن يكون واضحا للطفل ارتباط العقوبة بالخطأ و ذلك بان تكون العقوبة في نفس الوقت الذي وقع فيه الخطأ بقدر المستطاع.
- أن تكون العقوبة مؤقتة وقتا قصيرا و مقابلة للتطبيق إذ كلما طالت مدة العقوبة كلما ضعف تأثيرها التربوي و أصبحت نوعا من القهر و الأذى.
- أن لا يكون في العقوبة أذى أو إهانة.
- أن تكون العقوبة بالضرب محدودة جدا و في حالات نادرة و أن تكون للتأديب لا للتنفيس عن النفس و انتقاما من الطفل و أن يكون فيها التزام بالأمر النبوي وذلك بان لا يكون فيها تقبيح كبعض الألفاظ مثل "غبي" "حقير",و لا تكون أمام الناس , و أن لا يكون الضرب على الوجه أو الرأس.
- استعمال عقوبات مثل:
1-الحرمان من شيء محبوب مثل الحلويات أو الفيديو أو الدراجة أو الكمبيوتر.
2-العزل عن البقية لمدة دقائق و هذه تجدي مع الصغار في الغالب.
3-الأمر بالتوجه لمكان آخر للارتياح ثم التفكير في فعله وهذا ينفع للكبار قليلا.
أخيرا لا ينبغي الإكثار من العقوبات و لا التهديد بها لأنها تفقد معناها كما ينبغي تنفيذها عند استحقاقها حتى يظل مفعولها ساريا وعدم المبادرة إلى تخفيفها والتنازل عن بعضها ما لم يشعر المربي أنها مبالغ فيها وأنها قد تضر بالطفل ومن ثم يوجد مخرجا أفضل.
المفضلات