المقدمة
تعتبر الإعاقة إحدى القضايا الاجتماعية المهمة في المجتمعات المعاصرة، نظراً لأبعادها التربوية والاقتصادية على المعوق وأسرته والمجتمع ككل. إن وجود فرد معوق داخل الأسرة له تأثير نفسي واقتصادي واجتماعي ملحوظ على أفرادها، لذا اهتمت الدول بتوفير حماية قانونية للمعوقين ، وذلك من خلال التوقيع على بعض القوانين التي تناولت جوانب هذه الحماية على المستوى الدولي.

إن حقوق الطفل هي اللبنة الأساسية لثقافة راسخة لحقوق الإنسان وهي الأساس لضمان الحقوق الإنسانية. وقد اعترف المجتمع الدولي بالحاجة إلى حماية الأطفال من أية انتهاكات وكانت البداية " إعلان الأمم المتحدة لحقوق الطفل الصادر في عام 1989م" من خلال 10 مباديء توفر إطاراً أخلاقياً قوياً لحماية حقوق الطفلن وذات نفوذ أدبي قوي على كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

إذا أردنا الحديث عن حقوق الطفل المعاق فإننا نجد أن قضايا الأفراد المعوقين بدأت تكتسب اعترافاً على المستوى الدولي كإحدى قضايا حقوق الإنسان الأساسية إلا أنه على المستوى الدولي نجد أن تطور المواثيق الدولية الخاصة بهم ليس على المستوى الكافي مقارنةً بعدد الأفراد المعاقين والذين يقدر عددهم على مستوى العالم حوالي 680 مليون إنسان أي ما يقارب 10% من إجمالي عدد سكان العالم طبقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية ونصفهم على الأقل من الأطفال.
الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل:
اتفاقية حقوق الطفل والتي دخلت حيز النفاذ في عام 1990 وصدقت عليها كافة دول العالم الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة ( ما عدا الصومال) تحتوي على 54 مادة وحددت الطفل بأنه
" كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة عاماً ".
أما عن الطفل المعاق فهناك مادة وحيدة فقط وهي المادة (23) وتنص على:

  1. تعترف الدول الأطراف بوجوب تمتع الطفل المعوق عقلياً أو جسدياً بحياة كاملة وكريمة.
    تعترف الدول الأطراف بحق الطفل المعوق في التمتع برعاية خاصة وتشجع وتكفل للطفل المؤهل لذلك وللمسئولين عن رعايته.
  2. إدراكاً للاحتياجات الخاصة للطفل المعوق، توفر المساعدة مجاناً كلما أمكن ذلك، وضمان حصول الطفل المعوق على التعليم والتدريب، وخدمات الرعاية الصحية، وإعادة التأهيل، والإعداد لممارسة عمل، والفرص الترفيهية وتلقيه ذلك بصورة تؤدي إلى تحقيق الاندماج الاجتماعي للطفل ونموه الفردي .



  1. على الدول الأطراف أن تشجع روح التعاون الدولي ، تبادل المعلومات المناسبة في ميدان الرعاية الصحية الوقائية والعلاج الطبي والنفسي والوظيفي للأطفال المعوقين ( بما في ذلك نشر المعلومات المتعلقة بمناهج إعادة التأهيل والخدمات المهنية وإمكانية الوصول إليها.



معنى حماية الطفل:
أي مفاهيم / تدابير / إجراءات / أفعال تحول دون وقع إيذاء على الطفل أو تعالج الآثار السلبية لأي أذى يتعرض له الطفل.
سوء معاملة الطفل:
كل أشكال الإيذاء البدني والحسي للأطفال والإيذاء الجنسي والإهمال أو إهمال العلاج واستغلال الأطفال تجارياً والمؤدي إلى مخاطر حقيقية أو محتملة لصحة الطفل ومعيشته ونمائه وذلك من شخص لديه صلاحيات المسؤولية أو السلطة.

أشكال سوء معاملة الأطفال:
1. الإيذاء البدني: وهو الإيذاء المتسبب في خطر عضوي مؤكد أو محتمل
الإيذاء المعنوي: يتمثل في أشكال الرفض أو العزل التي يتعرض لها الطفل والمتسببة في إصابة نفسية شعورية
الإيذاء الجنسي: إدماج الطفل في أنشطة جنسية غير قادرة على استيعابها أو غير مهيأ لها حسب تطوره
استغلال الأطفال: استعمال الأطفال في العمل من أجل فائدة الآخرين
إهمال الأطفال: الحرمان من جانب الشخص المكلف برعاية الطفل ( الصحية، التعليمية، التغذية، الحماية، والظروف المعيشية الآمنة)
الإيذاء داخل المؤسسات: كل أشكال الإيذاء والإصابات التي تحدث في المؤسسات الخاصة والحكومية برعاية الأطفال
الإيذاء داخل المجتمع: كل أشكال الحرمان المتسببة في معاناة الأطفال داخل ومن قبل المجتمع.


أنواع الإعاقة:

  1. إعاقة حركية (خلل في الجسد)
  2. إعاقة حسية (الصم والمكفوفين)
  3. إعاقة ذهنية (باختلاف أنواعهم)
  4. إعاقة مركبة (حركية وحسية / حركية وذهنية)

العوامل التي تؤدي إلى تعرض الأطفال المعاقين إلى الاعتداء عليهم:
  1. عدم الحماية من قبل الوالي أو الوصي عليهم
  2. معاملتهم كأشخاص مختلفين، وقلة إدراكهم بالثقافة الجنسية الكافية أو المعلومات المتعلقة بأجسادهم
  3. الذين هم أكثر عزلة من الناحية الجسدية أو الاجتماعية عن المرافق والخدمات العامة
  4. الذين يقضوا أغلب الأوقات في مراكز الرعاية وبالتالي تزداد إمكانية تعرضهم للاعتداء
  5. عدم المساواة في السلطة
  6. قدرتهم المحدودة على الاتصال أو الحركة
  7. اعتمادهم على الآخرين من أجل الرعاية الشخصية



من يقوم بالاعتداء أو الاستغلال؟:

  1. القائمين على الحماية / الرعاية
  2. الذين لديهم السلطة الأعلى / الأقوى
  3. الأطفال الأقوى / الأكبر
  4. الذين تعرضوا لاعتداءات سابقة أو الحاليين
  5. كل من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع الطفل
  6. المريض النفسي / الشخص العنيف / أو لديه شذوذ في السلوك


العلامات والمؤشرات الدالة على سوء المعاملة وإهمال الأطفال:

  1. علامات سوء التغذية
  2. التردد على الرعاية الصحية بعد فترة من المرض وبعد حدوث المضاعفات
  3. عدم الحصول على الخدمات الصحية الروتينية ( التطعيمات ومتابعة نمو الطفل في قسم الرعاية)
  4. وجود علامات إيذاء الطفل وغياب الرقابة علية
  5. عدم النظافة الشخصية (ملابس ممزقة أو قذرة، غياب العناية الشخصية)
  6. ارتداء ملابس غير مطابقة للجو
  7. تأخر في المهارات السلوكية في الطفل
  8. تأخر في مهارات التطور / فشل الطفل في الالتحاق بانتظام المدرسي / أو الغياب المتكرر من المدرسة دون أسباب /
  9. الانخراط في السلوكيات العدوانية
  10. إصابات الطفل بالحروق في أماكن مختلفة من الجسم / تورم أو كدمات أو نزيف بالوجه
  11. كسور وجروح
  12. عدم القدرة على التذكر لما حدث
  13. التعبير عن الخوف في وجود الكبار / عدم الرغبة في الاقتراب من الكبار أو الهروب من أشخاص بعينهم



  1. ارتداء ملابس كثيرة لإخفاء الإصابات
  2. صعوبة الاختلاط مع الزملاء
  3. تدهور في الأداء الدراسي وتأخر في المهارات الحركية أو اللغوي
  4. إيذاء الذات حتى الانتحار
  5. الاعتراف بحدوث سوء المعاملة



كيف نحمي الأطفال المعاقين؟
كما سبق القول تعد اتفاقية حقوق الطفل بمثابة أحد الوثائق الرئيسية التي تدعم حق الطفل في الحماية من الاعتداء وسوء المعاملة وكافة أشكال الانتهاكات الأخرى. أيضاً تعتبر المرجعية الحقوقية الموحدة لحماية حقوق الطفل على المستوى الدولي، وقد تضمنت الاتفاقية النصوص التالية:

  1. تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية لحماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية أو الإهمال وإساءة المعاملة أو الاستغلال، بما في ذلك الإساءة الجنسية من قبل الوالدين أو الوصي القانوني عليه أو أي شخص آخر يتعهد الطفل برعايته.
  2. ينبغي أن تشمل هذه التدابير إجراءات فعالة لوضع برامج اجتماعية لتوفير الدعم اللازم للطفل وللمقيمين برعايتهم


النصائح الواجب إتباعها ليتعلم الطفل كيف يحمي نفسه من الاعتداء:
1. عرف الطفل على معلومات السلوك الجيد والسيء من وجهة نظره ولماذا وكيف يفرق بينهما
2. كن هادئاً وأنت تنصت إلى هذا الحديث ولا داعي للإحراج
3. كن بسيطاً ومحدداً عندما تتطرق إلى الحديث مع الطفل في مواضيع ذات العلاقة بالاعتداءات الجنسية
4. علم الطفل الأسماء الصحيحة لأعضاء الجسم مع الإشارة إلى الأعضاء التناسلية على أنها أجزاء خاصة وحساسة
5. شجع الطفل لتوجيه أي سؤال
6. شجع الطفل بأن يقول (لا) لأي شخص حتى ولو كان من المقربين إذا ما بدأ أنه يتعامل بطريقة غير مريحة ( مثل الإسراف في التقبيل أو ملامسة الأعضاء الحساسة)
7. علم الطفل أنه لا يجب أن يخفى التعامل غير الآمن وان لا يعتبر ذلك سراً حتى لو كان تحت تهديد
8. علم الطفل أن يشرح ما تعرض له
9. علم الطفل أنه غير مسموح إطلاقاً لأي شخص أن يلمس جسده من فوق أو من تحت ملابسه أو أن يأخذ له صوراً عاريه
10. أعط الطفل السماح بأن يأخذ قراره في كيفية التعامل مع الآخرين ( لا تأمره أن يقبل أحد أفراد الأسرة قبل النوم ولكن أسأله هل تحب أن تفعل كذا؟)


_______________________
الختام
إن العنف ضد الأطفال بقدر ما هو ظاهرة ومعقدة، يرتبط تلازماً مع عوامل وأسباب ومتغيرات متعددة ومتشابكة، بحيث يتعذر الفصل بينها أو أن نعزي العنف ضد الأطفال إلى عامل بعينه. إن تقديم الخدمات النفسية، وتحسين مستوى التوافق الشخصي ومساعدته في مواجهة المشكلات وتصحيح مفهوم الذات وفكرة المعوق بصرياً عن نفسه واتجاهاته نحو إعاقته والتوافق معها حتى لا تزداد حالته سوءً هو من أهم الأمور الذي يتضمنه العون النفسي.
كذلك إرشاد المعاق بصرياً إلى التغلب على عناده أو المؤثرات النفسية الناتجة عن التربية الأسرية الخاطئة وإخراجه من عزلته النفسية وسلبيته من أهم الأمور الذي يجب توافره في المشرف النفسي.
إن تربية الطفل المعاق بصرياً يجب أن تشمل أيضاً إعطاؤه الحرية والفرصة للاعتماد على النفس، بتدريبه على قضاء حوائجه بنفسه مهما لاقى من صعوبات. ويجب تعديل اتجاهات أفراد الأسرة وتقبلهم بالواقع.
بالرغم من التوقيع على اتفاقية حقوق الطفل التي تعتبر بمثابة الدستور إلا أن الاعتداء على الأطفال العاديين والمعاقين مستمر وبعض القوانين لا تزال قاصرة تجاه حماية الطفل ( الضرب التأديبي، سلطة الأهل المطلقة على أولادهم) . لكننا متفائلون ببعض المبادرات التي تقوم بها وزارة التنمية الاجتماعية لحماية الطفل خاصةً عن طريق مركز البحرين لحماية الطفل والذي تم افتتاحه في 23 مايو 2007م وهو الجهة المعنية بحماية الطفل وتقييمه ومتابعته وتوفير الخدمات والعلاج النفسي والمعنوي .
الأطفال ضوءنا الخاص ومستقبلنا الذي نحلم بهم جميعاً. فلنبادر إلى التبليغ عن حالات العنف التي تعانيها الأطفال، ولنكن مسئولين تجاه هذا المجتمع وتجاه تطويره. أنهم أطفالنا وأمانتنا المستقبلية.