السلام عليكم و رحمة الله و بركاته





ابني يبلغ من العمر 5 سنوات هو في الصف الثاني - رياض أطفال، أسأل عن أمثل السبل لجعله

يحب الدراسة والكتب، فأنا أريد أن أعلِّمه كيف يركِّز في دروسه؛ إذ إنه لا يستمر في التركيز أكثر

من 5 دقائق، ثم يأخذ في القفز هنا وهناك، تاركًا أقلامه وحاجاته المدرسية. شكرًا جزيلاً لكم.


أولاً :

لا بد من أن أشيد باهتمامك هذا الذي كثيرًا ما نفتقده في أمهات لأطفال في رياض الأطفال

والروضة، حيث تعتقد الأمهات بأنه ليس من الأهمية أن يساعدن الابن أو الابنة في هذه السن ،

على أن يكون لهم موقف إيجابي تجاه المدرسة أو الدروس ، فتكون النتيجة هي إهمال هذا

الجانب، فتكبر وتزداد بعض الأمور - التي لا نسمِّيها في هذه السن مشكلة - لتتطور وتصبح

مشكلة، ثم معضلة، ثم كارثة.


بالنسبة لموضوع التركيز ، تركيز الابن أو الابنة ذي الخمس سنوات لمدة 5 دقائق فقط هذا طبيعي

جدًّا (مدة التركيز = السن . يمكن إضافة دقيقة أو دقيقتين على الأكثر ، هذا يعني أن تركيز ابن

الخامسة هو في معدله الطبيعي 5 دقائق فقط ).


إذن ما السبيل - لنكون أكثر دقة - في تنمية قدرة طفل الخامسة على التركيز أثناء الدراسة،

عليك أيتها الأم القيام ببعض المهام البسيطة:


-لا تدفعي ابنك إلى الجلوس فترات طويلة، ولكن ابدئي بمدة بسيطة (10 دقائق - 15 دقيقة)

على أكثر تقدير، تجلسين خلال هذه الفترة بجانبه تشجعينه على القيام بواجبه، بينما أنت تقومين

بالثناء على حرصه على تحسين خطه، وعلى إقباله على العملية التعليمية.


-حدِّدي له مكافأة لو استطاع التركيز فيما هو مطلوب منه لمدة تحددينها (10 دقائق مثلاً)

وتشرحين له - ماسكةً بساعةٍ كبيرة أمامه -: "عندما يقترب العقرب من هذا الخط تكون المدة

المحددة قد انتهت".

لا يفضل أن تكون المكافأة دائمًا ودومًا مادية، التنوع مطلوب، فلتكن مرة مادية بسيطة، ومرة

معنوية كالتنزه معه، أو مع والده، أو زيارة لأحد الأصدقاء.


-توصيل رسالة إلى الطفل "نحن جميعًا نسعى لراحتك"؛ ولذلك سوف نقسم الواجب إلى مرحلتين

مرحلة (10 دقائق)، ثم راحة، ثم تتبعها مرحلة ثانية (10 دقائق)، وليكن أسلوب الكلام مع الصغير

مفعم بالتشجيع والثناء عليه، هذا هام، بل في قمة الأهمية؛ حتى لا يتسرب إليه شعور بأن

المدرسة والدراسة همٌّ وغم لا مفرَّ منه.


-اجعلي كل همَّك ليس قيامه بواجباته، ولكن نعلمه بأن يلتزم دومًا بالقيام بما هو مطلوب منه

على أكمل وجه، وهذا السلوك ليس وليد يوم وليلة، بل وليد التشجيع والترحاب بكل إنجاز ولو

بسيط من ناحية، والحزم في ضرورة القيام بما هو مطلوب من ناحية ثانية.


-إذا كان ابنك من هؤلاء الأبناء الأحباء الذين سريعًا ما ينتهون مما يطلب منهم بداخل الفصل،

ويستغلون فائض وقتهم بالقفز في الفصل، فهذا معناه أنه يحتاج إلى تخريج طاقته في شيء ما،

ولا يستطيع الصبر حتى ينتهي باقي الزملاء من الدرس، هذا النوع من الأولاد يحتاج دومًا إلى

شغله بشيء ما، فإن كانت هذه هي شكوى مدرِّسَته من سلوكه بداخل الفصل فما عليك سوى


- بالتنسيق مع المدرسة - إعطائه شيئًا يرسمه أو يلوِّنه حالما ينتهي من درسه.