الصدق مع الطفل جواز مرور لقلبه ..



يقول امراطور روماني عن رعاياه :
" فليبغضوني بشرط أن يهابوني " ..


إن تبني مثل هذه السياسة قد تصلح لفترة طويلة
لكنها حتما ً تنتهي إلى الفشل ..





أما إذا طبقنا هذا المبدأ في تربية الطفل ،،
فمما لا شك فيه وقوع كارثة حقيقية
ومأساة قد تبقى ذيولها الشرسة عالقة في ذهن الطفل
حتى في الأدوار المتأخرة في حياته ..

فإذا ثبت للطفل أن أحد والديه " ظالم " في حقه فقد يهابه
ويخشى بوادر غضبه ،، إنا يستحيل أن يحبه ..
لأن الطفل يتمتع بحس راسخ لا يقبل التزعزع ،، وهو :
حس العدل ،، والتنفر من الظلم ..




ولهذا من الضروري أن يكون الأب منفتحا ً تمام الانفتاح مع طفله ،
لتأتي كل أعماله مفهومة له ،
ولا يجوز في أي حال اللجوء إلى أساليب المخادعة والغدر ..
إنما يجب التوسل له بالصدق حتى لا تنعدم ثقة الطفل بوالديه ..
فهذة الثقة ضرورية جدا ً لترسيخ القيم الإنسانية فيه ..





فما يفعله بعض الآباء من استدراج الطفل بالوعود والمراوغة
حتى إذا اقترب منه يعالجه بصفعة عنيفة بدلا ً من تحقيق الوعود المعسولة ..
هذا النوع من العمل يؤدي بالطفل إلى الخشية من والدية لكن دونما محبة ..
مما يعني أنه بمجرد أن يعرف طعم الاستقلال الجسدي حتى يعلن تمرده
ويحاول أن يرد الصاع صاعين ..




يقول مولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام :
" إذا وعدتم الصبيان فأوفوا بهم فإنهم يرون أنكم الذين ترزقونهم ،،
إن الله عز وجل ليس يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان " ..