أبناؤنا هبة الله – تعالى- لنا، قال - عز وجل- {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان: 74]،
وقد فطر الله الوالدين على محبة الولد، وجعله ثمرة الفؤاد وقرة العين،
وهذه المحبة هي مصدر الأمن والاستواء النفسي للولد، كما أنها القاعدة
الصلبة لبناء شخصيته على الاستقامة والصلاح والتفاعل الإيجابي مع
المجتمع من حوله. ولكن هل يكفي أن تمتلئ قلوبنا بحب أبناءنا؟ أم أن
هناك وسائل للتعبير عن هذا الحب؟
في البداية: ينصحكِ الخبراء أن تجعلي حبَّك الشديد لأطفالك حبّاً إيجابيّاً،
يساعدك على أفضل تنشئة صحية ونفسية ودينية ممكنة، ويحذرونك من
أن يكون هذا الحب وسيلة إلى إفسادهم - لا قدر الله! - فالحب لا يجب أن
يدفعك إلى تدليل أطفالك، بل يجب أن يكون دافعاً لإثابة الطفل عندما يجيد
ولعقابه عندما يخطئ، مع التأكيد على أنك في الحالتين تتصرفين بدافع الحب،
فعند الثواب تكافئينه لأنك تحبينه وتسعدين لأنه (اختار) التصرف السليم،
وتشجعينه بالثواب على الاستمرار فيه ليكون رائعاً معظم الوقت،
وعندما تعاقبينه فإنك تفعلين ذلك لأنك تحبينه وترين أنه أخطأ في حق نفسه
عندما (اختار) التصرف الخاطئ، ولذا فإن عقابه ليس موجّهاً إلى شخصه ولا
ينقص من حبك له، وإنما الخطأ هو ما جرّ عليه هذا العقاب.