الطعام والنوم
تعتقد بعض الأمهات أن الرضيع ينام طوال النهار ولا يستيقظ باكياً إذا شعر بالشبع ولذلك تعمد أولئك الأمهات إلى إطعام أطفالهن كميات كبيرة من الحليب والذي يضفن إليه حبوب الأرز لهذا الغرض. إلا أن الحقيقة أن معدة الطفل الوليد لا تتحمل سوى كميات قليلة جداً من الطعام كل مرة ولذا يحتاج لتناول وجبة كل ساعتين أو ثلاثة.

والأطفال لا ينامون طوال اليوم إلا عندما يصل مخهم إلى درجة من النضج تمكنه من إدراك التتابع الطبيعي لليل والنهار، وذلك لا يتحقق إلا عندما يبلغ الطفل الشهر السادس من عمره.

وإذا كان طفلك يستيقظ باكياً أثناء الليل رغم أنه تجاوز الشهر السادس فذلك ليس بسبب الجوع وإنما لأنه يريد أن يشعر بوجودك إلى جواره، ولكي لا يستيقظ باكياً فلا تجبريه على النوم إلا إذا شعر بالنعاس، إضافة إلى ذلك فإن الاعتماد على الحبوب في تغذية طفلك قبل أن يتم شهره السادس يعني حرمانه من القيم الغذائية العالية التي يتمتع بها حليب الأم واللازمة لنموه.

النوم الآمن
كثيراً ما نسمع من يقول أن أفضل وضع لنوم الطفل هو أن ينام على بطنه وإلا تعرض للاختناق.

لكن الأطفال نادراً ما يتعرضون للاختناق وهم نائمون لأن جسد الطفل الطبيعي يقوم بإصدار العديد من المؤشرات التي تدل على تعرضه لخطر ما..

والطفل الذي ينام على بطنه معرض بدرجة أكبر لخطر الإصابة بالاختناق أثناء النوم.. ومما يزيد من هذا الاحتمال أن الطفل أثناء نومه على معدته يصعب عليه استخدام أنفه وفمه ليتنفس بشكل طبيعي.. ولذا يكون من الأفضل تعويد الطفل النوم على ظهره أو على أحد جانبيه وقد أثبت العلم الحديث أن الوضع الصحي للنوم هو على الجانب الأيمن وهو ما وصى به الرسول ( صلى الله عليه وسلم).

ارتفاع الحرارة
تنتشر لدى الأمهات حالة نفسية تعرف باسم " فوبيا ارتفاع الحرارة"، إذ يعتقدن أن ارتفاع درجة حرارة الطفل يؤذي دماغه.

والمعروف طبياً أن ارتفاع الحرارة ليس مرضاً في حد ذاته وإنما هو رد فعل طبيعي للجسم عندما يواجه فيروساً ما أو عدوى، هدفه استثارة جهاز المناعة ليتحرك ويقاتل الفيروس.

إن مدى ارتفاع درجة الحرارة ليس بالضرورة مؤشراً على خطورة المرض، فبعض الأمراض الخطيرة لا يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة.. وإنما يصاحبها أعراض أخرى مثل النوم غير الطبيعي تكون أشد دلالة على المرض من ارتفاع الحرارة.

لكن ذلك لا ينفي أن هناك حالات يتطلب فيها ارتفاع الحرارة اهتماماً مضاعفاً من الأم مثل :

1- ارتفاع حرارة الطفل الذي يقل عمره عن 3 شهور، خاصة إذا كانت مصحوبة بالنوم المستمر وانقباض الرقبة.

2- إذا ارتفعت درجة حرارة الطفل عن 48 درجة وصاحبها حالات من فقدان الوعي " الإغماء ".

ومن المطمئن أن طبيب الأطفال يحرص عند فحص الطفل على التأكد من أن ارتفاع الحرارة ليس مؤشراً على إصابة الطفل بعدوى شديدة مثل التهاب السحايا.

استخدام الحفّاظ
تتباهى العديد من الأمهات أنهن أجبرن أطفالهن على التوقف عن استخدام الحفاظ قبل أن يبلغو 18 شهراً.. ويضفن أن استخدام أطفالهن للمرحاض لم يكن عن طريق التدريب وإنما الإجبار وذلك باصطحاب الطفل إلى التواليت كل نصف ساعة فتصبح عادة لدى الطفل أن يذهب بنفسه من حين لآخر.

إن تعلم هذه المهارة لابد أن يبدأ من رغبة الطفل وشعوره بالراحة لمثل هذا النوع من التعلم، فهذه هي الخطوة الأولى.. أما الخطوة الثانية فتتطلب قدرة الأم على فهم طفلها من خلال حركاته وإشاراته.. بحيث تكون قادرة على تحديد الوقت الذي يشعر فيه بالحاجة لاستخدام المرحاض.

أما إتقان هذه المهارة فيعتمد على النضج العقلي والقدرة اللفظية وكلاهما يتطوران بدرجات مختلفة لدى كل طفل.
والعمر الطبيعي لبدء تدريب الأطفال على هذه المهارة هو ما بين 24-36 شهراً إلا أن الفتيات يتعلمن في وقت مبكر عن الصبيان.

ومما يساعد على نجاح الطفل في التدرب على هذه المهارة مدحه كلما بذل جهداً في التعلم وإخباره بمدى فخر أمه به لأنه يفعل الأشياء التي يفعلها الكبار.. وكذلك عدم توبيخه إذا بلل حفاظه.. وإنما على الأم تغييره دون عقاب الطفل حتى لا يؤدي العقاب واللوم إلى تراجعه بدلاً من تقدمه.

الجو البارد والقبعة
تبالغ الأمهات في ردة فعلهن تجاه انخفاض درجات الحرارة.. ويحرصن على أن يرتدي أطفالهن الملابس الثقيلة أثناء خروجهم من المنزل.. خاصة القبعة التي تعتقد الأم أنها وسيلة لحماية لطفلها ومن دونها سيمرض بلا شك..

لكن الحقيقة هي أن الأطفال لا يصابون بالمرض بسبب برودة الجو وإنما بسبب التعرض للفيروسات والبكتريا التي تتكاثر في الشتاء كتعرضهم لالتهابات الأذن مثلاً، فهذه الالتهابات تتعرض لها الأذن الوسطى المحمية بطبلة الأذن مما يقيها من الهواء البارد وتسرب الماء لكنها تتعرض للاحتقان بسهولة وعندما يحدث هذا فإن السائل الراكد فيها يكون بيئة مثلى لتكاثر البكتريا.

ومع ذلك فإن الأم الذكية هي التي تصمم على أن يرتدي ابنها قبعة على رأسه أثناء خروجه في الجو البارد.. لأن معظم درجة حرارة الجسم تُفقد عن طريق الرأس.. خاصة بالنسبة للأطفال الرُضع الذين يكون حجم رأسهم كبيراً بالنسبة لحجم باقي الجسد.

أطعمة بديلة
تقلق الأمهات بشأن نوع الطعام الذي يتناوله طفلها، ويعتقدن بضرورة إطعامه شيئاً آخر غير الحليب.. رغم أن الحليب الأم يحتوي كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل لنموه خاصة خلال الشهور الأربعة الأولى..

وبعد أن يكمل أربعة أشهر تستطيع الأم البدء في تقديم أطعمة جديدة وبديلة لطفلها تدريجياً فيكتسب جسم الطفل المواد التي يحتاجها لنموه بفضل تنوع الأطعمة.

لكن الخطأ الذي تقع فيه الأمهات هو الاعتماد على نوع واحد فقط من الطعام كطعام بديل لحليب الأم أو مساند له، مثل اعتماد بعض الأمهات على حليب الأبقار كطعام بديل لأطفالهن.. وهو رغم كونه مصدراً جيداً للبروتين والكالسيوم، والدهون، إلا أن نسبة الحديد فيه قليلة جداً وللحديد أهمية خاصة في نمو الطفل وفي امتصاص الدم للأكسجين.. ونقصه في الطعام يؤدي للإصابة بالأنيميا.

طفلك الباكي
تخشى العديد من الأمهات من أن حمل الرضيع كلما بكى سيؤدي إلى تعود جسمه على حمله طوال الوقت، لكن إذا كان عمر طفلك أقل من عام فإنك لا تدللينه بحملك له كلما بكى وإنما أنت في الحقيقة تمنحينه الشعور بالراحة والاطمئنان وتشبعين لديه بهذا الحاجة للإحساس بالأمان وهذا سيجعله أكثر قدرة على الصبر والتحمل عندما يكبر.

فالأطفال الذين تعودت أمهاتهم على حملهم كلما بكوا يسهل إرضاؤهم ويكونون أقل عصبية من الأطفال الذين تُركوا يبكون دون التخفيف عنهم.