أولاً :مفهوم التفكير ومهاراته :

( أ ) التفكير :


مفهوم مجرد نستدل عليه من نتائجه وآثاره ، وهو عملية كلية نقوم عن طريقها بمعالجة عقلية للمدخلات ، بمعنى آخر تتألف عملية التفكير من ثلاث مكونات أساسية :
1 - عوامل معرفية .
2- معرفة خاصة بطبيعة المادة أو الموضوع .
3 - عوامل شخصية ( استعداد ، اتجاهات ، ميول ، دافعية )


(ب) مهارات التفكير :


عبارة عن عمليات محددة ، نمارسها ونستخدمها عن

قصد في معالجة المعلومات ، مثل : مهارات تحديد المشكلة ، وإيجاد الافتراضات ، وتقييم قوة الدليل .
مثال : التفكير " كالمشي" عند الإنسان ، بينما مهارات التفكير مثل التدريب على " لعبة رياضية " معينة ، أي تحتاج إلى تعلم مهارات معينة حتى نجيد تلك اللعبة .
الخلاصة : تعليم التفكير يعني تزويد الطلاب بالفرص الملائمة لممارسة التفكير وحفزهم وإثارتهم على التفكير ، أما تعليم مهارات التفكير فيركز على تعليم الطلاب استراتيجيات ومهارات عمليات التفكير ْ كالاستنباط والاستقراء والتحليل والتركيب والنقد والتقويم والتحليل .


(ج) أهمية تعليم مهارات التفكير :


1 – ضرورة حيوية للإيمان واكتشاف نواميس الحياة ، فقد دعا القرآن الكريم في العديد من الآيات ، إلى التفكير والنظر والتبصر والتدبر .
2 - للتفكير أثر كبير في النجاح في الدراسة والحياة عامة .
3 - التفكير الفعال لاينمو تلقائياً بل يتطلب مراناً وممارسة وقبل كل ذلك درايةً وتعليماً .
4 – التفكير قوة متجددة لبقاء الفرد والمجتمع لمواجهة عالم اليوم والغد .


(د) معوقات تعليم مهارات التفكير :


1 – المناهج السائدة : والتي مازالت مكدسة بالمعارف والمعلومات ، فتلك المعلومات لن تكون كافية ليتعلم الطالب مهارات التفكير ، فالمعارف وحدها لاتغني عن تعلم مهارات التفكير .
2 – الفلسفة العامة للتربية : مازالت تنظر للمادة الدراسية كهدف في حد ذاته والمعلم هو أداة توصيلها ، ومازالت الاختبارات بشكلها الحالي تقيس ما حفظه الطلاب وتقيس مهارات متدنية في التفكير ، بغض النظر عن مهاراتهم في التفكيرأوالعمليات العقلية العليا .<

(هـ) خصائص التفكير :


1 – التفكير سلوك هادف .
2 – التفكير تطوري أي ينمو مع الفرد ومع خبراته.
4 – يتشكل التفكير من عناصر عدة ، منها الزمان والبيئة والموضوع وطبيعة الشخص .
5 – يحدث التفكير بأشكال وأنماط متعددة ، فمنها ما هو لفظي أو لغوي ، كتابي ، كمي ، رمزي ..الخ .
6 – الكمال في التفكير أمر غير وارد بسبب صعوبته واستحالته ، فالكمال لله وحده عز وجل .


(و) برامج تعليم مهارات التفكير :


1 – برامج العمليات المعرفية :
( كالمقارنة والتصنيف والاستنتاج ) ، وتعد أساسية في اكتساب المعرفة ومعالجة المعلومات .
2 – برامج العمليات فوق المعرفية :
( كالتخطيط والمراقبة والتقييم ) ، وتسمى بذلك لأنها تسيطر على العمليات المعرفية .
3 – برامج التعلم بالاكتشاف :
ويهدف لوضع أساليب للتعامل مع المشكلة ، وتعتمد على تمثيل المشكلة بالصور والرموزوالرسوم البيانية
4 – برامج المعالجة اللغوية والرمزية :
وتهدف إلى تنمية مهارات الكتابة والتحليل والحجج والمبررات المنطقية وبرامج الحاسوب .
5 – برامج تعليم التفكير المنهجي :
وتهدف إلى تزويد الطلاب بالخبرات والتدريبات التي تنقلهم من مرحلة العمليات المادية في التفكير إلى العمليات العقلية المجردة ، مثل ( الاستدلال والتعرف ) على العلاقات .
و سوف نتعرف بإيجاز على معظم مهارات التفكير السابقة ، بما تشمله من أساليب التفكير الناقد ، والتفكير الإبداعي ، بالإضافة إلى مهارات جمع المعلومات ، ومهارات معالجة المعلومات ، ومهارات توليد المعلومات ، وتقييم المعلومات ، ومهارات الاستدلال ، ومهارات التفكير فوق المعرفية .


ثانياً : أشكال التفكير وأنواعه :


(أ) التفكير الناقد :


- حدد " باير" عشر مهارات للتفكير الناقد هي:
1- التمييز بين الحقائق وبين المزاعم .
2- التمييز بين المعلومات ذات الصلة بالموضوع ، وبين المعلومات التي تقحم بالموضوع .
3- تحديد مصداقية مصدر المعلومات .
4- تحديد الدقة الحقيقية للخبرأوالرواية.
5- تحري التحيز أو التحامل .
6- دراسة الحجج والبراهين أو المغالطات .
7- التعرف على أوجه التناقض أو عدم الاتساق أو عدم المنطقية .
8- تحديد درجة قوة البرهان أو الادعاء .
- كما يصنف الباحثان " أودل ، دانيالز " مهارات التفكير الناقد في ثلاث فئات هي :
1- مهارات التفكير الاستقرائي : أي التوصل إلى تعميمات وقواعد وقوانين من خلال جزئيات صغيرة .
2- مهارات التفكير الاستنباطي : وهو عملية قياس منطقي، ويتم فيه التوصل إلى نتائج من مقدمات.
3- مهارات التفكير التقييمي : ويعني إصدار حكم حول قيمة بعض الأمور والأفكار .
- معايير التفكير الناقد : حدد الباحثان " إيلدر ، بول " تلك المعايير في الآتي : ( الوضوح ، الصحة ، الدقة ، الربط ، العمق ، الاتساع ، المنطق ) .


(ب) التفكير الإبداعي " الابتكاري " :


- مهارات التفكير الإبداعي : ( الطلاقة ، المرونة ، الأصالة ، الحساسية للمشكلات ،الاحتفاظ بالاتجاه )
- عقبات التفكير الابتكاري شخصية ، بيئية )
1 _ شخصية (انعدام الثقة،الميل للمجاراة،الحماس المفرط ،التسرع،التفكير النمطي،عدم الحساسية )
2- بيئية ( مقاومة التغير ، انعدام التوازن بين التعاون والتنافس ، انعدام التوازن بين الجد والفكاهة )
- الفرق بين التفكيرالناقد،والتفكيرالا بتكاري: br /> 1 – التفكير الناقد ( متقارب ، يقيم أمور موجودة ، لايغير شيء ، منطقي )
2- التفكير الإبداعي ( متشعب أو متباعد ، ينتهك أمور موجودة أو منطقية،لايمكن التنبؤ بنتائجه)


(ج) أسلوب حل المشكلات :


- معناه : عملية عقلية يستخدم الإنسان فيها ما لديه من معارف وخبرات سابقة ومهارات مكتسبة من أجل الاستجابة لمتطلبات موقفٍ غير مألوف ، بمعنى آخر المجهودات لبلوغ هدف ليس لديهم حل جاهز له . مثال 1 : إيجاد طرق جديدة لوزن الهواء أو للاستفادة من مياه الصرف أو لتنقية الماء أو الهواء( الموقف هنا مشكلة يستدعي حلها إجراء بحث وتجارب )
مثال 2 : لاحظ طالب في مختبر الفيزياء أثناء إجراء تجربة حول انكسار الضوء " وجود أحزمة مظلمة في إحدى مناطق الطيف الضوئي خاصة في الجانب الأيسر فقط ( المشكلة هنا لماذا ظهرت الأحزمة المظلمة في الطيف الضوئي ؟ولماذااقتصر ظهورهاعلى الجانب الأيسر فقط؟ ) تلك مشكلة تحتاج إلى حل عن طريق أبحاث وتجارب ودراسات وملاحظة بالإضافةإلىاستنتاج وتحليل وتركيب.
- استراتيجيات حل المشكلة :
( الإحساس بوجود المشكلة ، تحديد طبيعة المشكلة بدقة ، التعرف على أسباب وعوامل المشكلة ، تحديد متطلبات حل المشكلة من مال ووقت وإمكانيات ، وضع خطة لحل المشكلة ، بدء تنفيذ الخطة ، متابعة عملية التنفيذ ، مراجعة الخطة وتعديلها ، تقييم حل المشكلة ، التطبيق ، التعميم )
- الخصائص الواجب توافرها في الشخص المتميز في حل المشكلات :
( الاتجاه الإيجابي نحو المشكلات ، الحرص على الدقة ، تجزئة المشكلة ، التأمل والتخمين ، الصبر والمثابرة ، الحيوية والنشاط ، المعرفة والاطلاع ) .


(د) التفكير العلمي :


- يعود ما نراه من انفجار معرفي – منذ القرن العشرين – إلى طريقة التفكير العلمي في الحياة والدراسات والأبحاث ، فقد انتهت إلى غير رجعة أساليب التفكير الخرافي أوالأسطوري أو الميتافيزيقية . – يعتمد التفكير العلمي على التجريب والملاحظة والقياس ، وتتنوع مناهج البحث العلمي بحسب طبيعة كل علم فنجد المنهج التجريبي ، والمنهج الاجتماعي ، المنهج التاريخي ، المنهج الوصفي ، والمنهج الإحصائي ، ومنهج دراسة الحالة ، والمنهج الإنثروبولوجي . . . الخ .
- خطوات التفكير العلمي : تسير خطوات التفكير العلمي في الآتي :
( الإحساس بالمشكلة وتحديدها بدقة ، تحديد المفاهيم الأساسية للدراسة ، التعرف على الدراسات السابقة حول نفس الموضوع ، فرض الفروض المختلفة ، اختبار صحة كل فرض ، التطبيق ، التعميم )


ثالثاً : بعض المهارات اللازمة في عمليات التفكير
(أ) مهارات جمع المعلومات وتنظيمها :

ويمكن تلخيصها في الآتي ( الملاحظة العلمية المقننة ، المقارنة أي التعرف على أوجه الاختلاف أو الاتفاق ، التصنيف والتبويب بالاعتماد على الجداول والرسوم البيانية والإحصائيات )


(ب) مهارات معالجة المعلومات وتحليلها :

ويمكن إيجازها في الآتي ( التطبيق بمعنى استخدام المعرفة والخبرة والمعلومات لمحاولة وضع الحلول المختلفة للمشكلة محور البحث ، التفسير بمعنى إضفاء معنى على الخبرات الجديدة والمتوفرة وهي عملية استنتاجية تحتاج إلى يقظة وفطنة ودقة متناهية خاصة في اختيار اللغة والألفاظ ، التعرف على العلاقات والأنماط والتعرف على معاملات الارتباط السالبة أو الموجبة)


(ج) مهارات توليد المعلومات :

وتشمل ( الطلاقة ، المرونة ، وضع الفرضيات ، التنبوء )


(د) مهارات تقييم المعلومات :

وتتكون من مهارات( النقد ، التعرف على الأخطاء أو المغالطات أوالتناقض)


(هـ) مهارات الاستدلال :

وهي عملية عقلية تتضمن الاستناد على المهارات السابقة للوصول إلى حل معين أو استنتاج محدد ، وللاستدلال صور متعددة مثل ( الاستدلال الاستقرائي أي الوصول من دراسة بعض الجزيئات إلى قانون عام أي الانتقال من الخاص إلى العام ، وهناك الاستدلال الاستنباطي ويعني الانتقال من العام إلى الخاص أي عكس الاستقرائي ، ويستخدم كل نوع بحسب نوعية العلم أو نوعية موضوع الدراسة ) .