الغيرة بين الأبناء

تزداد شكاوي الأمهات من غيرة أبنائها عند مجيء طفل جديد وفي الغالب يتعرض الرضيع لإيذاء من أخيه سواء الذكر أو الأنثى وليس لسبب ما الا ان هناك من يأخذ مكانه وحب أبويه. فالغيرة من صفات البشر ولكنها تتضح أكثر من الأطفال.. فكيف تكون المواجهة؟!
يقول الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بالأزهر: الغيرة هي أولي مشكلات الطفل ويحتاج للمساعدة بدلاً من التجاهل أو الغضب أو التدليل الزائد فكل طفل يسأل نفسه لماذا تحضر لي أمي طفلا آخر. وبالطبع يشعر أن هذا القادم يقاسمه حب أمه وبذلك يقل نصابه. ولهذا ننصح بالإعلان عن طفل قادم بدون إزعاج وأن يكون الخبر بسهولة ويسر وان تتحدث الأم مع طفلها عن هذا الزائر الجديد وبأنهم مسئولون عنه وبحكم انه الأخ أو الأخت الكبري يجب مراعاته لتخفيف العبء عنها ومساعدتها ولو بالكلام ومع ذلك من آن لآخر يشعر الطفل بالغيرة ولكن بحكمة الأم تجذبه بالمودة والرحمة إلي علاقة جيدة بالضيف القادم.
ويؤكد د. محمد المهدي ان غيرة طفلك تتمثل في صفات عديدة منها الغضب والصوت العالي وتضم الأظافر. وفي أحياناً تصل إلي تبول لا إرادي أو ظهور بعض الأمراض الجلدية عليه.
وتشير د. أميرة عبدا لعزيز أستاذ علم الاجتماع بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية: ان غيرة الصغير من أخيه القادم تترجم في أشكال كثيرة منها ضرب الرضيع أو إيذاؤه مما يتسبب في بعض الأحيان من ترك عاهة وهنا علي الأم ملاحظة أطفالها وحماية الرضيع من أخيه وحماية طفلها من غيرته المسببة لتقلب المزاج وتوجه إليه الكلام بحب وتوسل لأنها ليست جالسة طوال الوقت مع طفلها الرضيع ومن الأفضل امتصاص تلك الغيرة وإخراجها بسهولة ويسر دون عنف وعليها ان تسأل طفلها عند حدوث أي موقف ماذا يغضبك؟
وتنصح د. أميرة بضرورة إحضار لعب من آن لآخر وإعطاء الفرصة للطفل الأكبر لاختيار لعبته أولاً ثم تعطي له الاخري لإعطائها لأخيه الرضيع حتي ينشأ بينهما تعاون ومحبة من الصغر. وان تتحدث الأم مع طفلها عن أخيه وتشعره بأنه مسئول عنه وصاحب قرار حتي تتحول الغيرة إلي عطاء ومحبة.
أما الدكتورة دعاء نادر أستاذ الطب النفسي بعين شمس فهي تؤكد ان غيرة الأبناء موجودة ولا ذنب لأحد في ذلك وعلي الأم هنا ان تستكشف نفسية ابنها تجاه أخيه وبالطبع هناك غيرة ولكن إلي أي مدي فإذا كان الطفل يمتلك موهبة الرسم فتطلب منه رسم أخيه الرضيع والرسم هنا يوضح مفهوم الطفل لأخيه الرضيع بأن يشبهه بأحد الحيوانات وهذا يعني أن الغيرة واقعة لا محال فيها أو يشبهه مثلا بجماد وهنا يتمني الا يتكلم أو يشبهه مثلاً بالورود والزهور وهنا تكون نفسيته متوافقة مع وجود طفل آخر مثله.. ولكننا ننصح كل أم بتوخي الحذر والحيطة لسلامة أبنائها وكلما شعر الطفل لن نصيبه من حب أمه وأبيه لم يقل بحضور الضيف الجديد أصبح هناك تناغم بين الإخوة وليست غيرة.